حكاية عواطف عبدالرحمن وعائلة علاء عبدالفتاح
الدكتورة فاطمة موسى تلميذة عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، أعرفها جيدا واستضفتها مرات في مركز طه حسين الثقافى، وهى لم تكن مجرد مثقفة، بل عالمية وعبقرية في الأدب، الغريب أنها جدة علاء عبدالفتاح وشقيقاته، بل إن الدكتورة ليلى سويف جاءت أيضا المركز، ولكن عندما علمت هذه المعلومة تأكدت من المثل الشعبى الذى يقول "يخلق من ضهر العالم فاسد، ويخلق من ضهر الفاسد عالم"، وهنا أهدى لهؤلاء الصبية الذين تنكروا إلى مصريتهم وذهبوا لجنسية المحتل لمصر أكثر من 70 سنة، ولاتزال بريطانيا تشعر بالجرح الذى حدث لها في 56، عندما تسببت مصر في انهيار الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس، هؤلاء أهدى لهم الواقعة.
تقول الدكتورة عواطف عبدالرحمن: عندما صدرت قرارات الاعتقال لنا 1981، كنت في زيارة للصديقة رضوى عاشور فى المجر وكان ابنى هشام لأول مرة يسافر معى، وهذا من أسباب جعل الأمر صعب على، فقررت العودة إلى مصر وحاول الأصدقاء الموجودين في فرنسا منعى من العودة لمصر إلا أننى رفضت تماما وقلت "سجن بلدى أحسن من الحياة في أوروبا" كيف أعيش في أوروبا كلاجئة؟!
وعادت بالفعل وفى المطار رفضت وضع الكلبشات في يدها، وقالت: أنا جاية من أوروبا بمحض إرادتى أسلم نفسى كلبشات إيه دى؟ وعندما وصلنا لاظوغلى ورحب الضابط بنا ثم قال إحنا بس عايزين ورقة فيها استنكار نقدمها للرئيس! وهنا ثارت والدتها في وجهه وقالت: ورقة إيه؟ بنتى وطنية من بيت وطنى، بلغ الرئيس إنها بنت أخت محمد فهمى الذى استضافك عنده سنة ونصف عندما كنت هاربا في قضية أمين عثمان ومهددا بالإعدام.. وإذا لم تبلغه أنا سأرسل له جواب بكده! وذهبت الدكتورة عواطف عبد الرحمن إلى السجن حتى تم الإفراج عنها بعد اغتيال السادات ! " سجن بلدى أحسن من الحياة في أوروبا" تحية للمصرية الوطنية وأطال الله فى عمرها. تحيا مصر.