كيف تتفادى الدول النامية دفع فاتورة التلوث المناخي مرة أخرى
منذ الثورة الصناعية الأولى والدول النامية تدفع فاتورة الجنون العالمي في التحديث وعبور الثورات الصناعية الواحدة تلو الآخرى ما يستلزم تعلم دروس التاريخ، والاستفادة من اعتراف الغرب بالمسئولية الضخمة عن الاحتباس الحراري وأزمات المناخ لتوزيع الادوار بشكل عادل في عالم ما بعد الطاقة النظيفة.
مسئولية الدول الصناعية عن أزمة المناخ
يقول الدكتور محمد سليم الكاتب والباحث أن الواقع يقول إن المتسبب الرئيسي في مشكلة المناخ هو الدولُ الصناعية الكبرى ثم الغنية بعدها، أما بقية العالم فليس سوى ضحية وعلى الأغنياء الاعتراف بذلك.
وأوضح سليم أهمية الكف عن مطالبة الدول الفقيرة بالمساهمة في الحدِّ من الاحتباس الحراري، وأن تدفع الدول التي جرت الأزمة على الكوكب مقابل ما تَتَسبَّب لها فيه من ضرر.
أضاف: بدلا من السعي للانتقال إلى الثورة الصناعية الرابعة غير المُلوِّثة للبيئة، على هذه الدول الامتناع عن نقل مصانع ومنتجات الثورة الصناعية الأولى والثانية وحتى الثالثة إلى بقية العالم، فالكل يعلم أن الدول المتقدمة تريد الانفراد بتكنولوجيات الثورة الصناعية الرابعة وترك بقية العالم يتخبط في ما تخلت عنه من تكنولوجيات سابقة واستنفد جدواه.
أشار سليم إلى أن الثورة الصناعية الأولى كانت قائمة على الفحم والمحرك البخاري، والثانية على الوقود الأحفوري من مشتقات البترول، والثالثة على تكنولوجيا الحاسوب المتقدمة دون القدرة عل تحقيق الانتقال إلى طاقة بديلة، أما الرابعة فإنما تريد أن تكون مُعتمِدة كلية على الطاقات النظيفة البديلة وتقتصر على التحكم في أرقى أشكال المعرفة لتبقى مهيمنة على العالم، مثل الذكاء الاصطناعي والبلوكشين والتعلم الآلي والأصول الرقمية.
لفت الباحث إلى أن الدول الصناعية الغربية مازالت تفكر بعقلية الاستعمار القديم، تُخطِّط لأن تحتكر صناعة الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات وكل ما ارتبط بالتكنولوجيا المتقدمة عنوان الثورة الصناعية الرابعة، وتَنقل إنتاج المواد النادرة التي بدونها لا يمكن إقامة مثل هذه الصناعات إلى بقية العالم الذي عليه من وجهة نظرها تحمُّل آثار التلوث على البيئة بشكل عامّ وصحة الإنسان بشكل خاص.
وشدد سليم على ضرورة أن تتعلم الشعوب النامية الدرس، ولاتدفع فاتورة تقدم الغرب للمرة الرابعة، قبل الاستعمار وخلال الاستعمار وبعد الاستعمار.
واختتم مؤكدا ضرورة أن لا نقبل باستخدام حجة الاحتباس الحراري والمناخ لزيادة الهيمنة على العالم من خلال تقسيم غير عادل للأدوار وفق معادلة ظالمة تجعل الدول الصناعية تستمر في التحكم بالعالم عبر التكنولوجيا المتقدمة، بينما تبقى دول العالم النامي في استقبال المصادر الملوِّثة، وفي دفع فاتورة تلوث المناخ.
قمة المناخ
كان الرئيس الأمريكى جو بايدن وصل إلى شرم الشيخ اليوم الجمعة للمشاركة فى قمة المناخ "COP27" ضمن أول زيارة له إلى مصر.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، في مؤتمر صحفي، حسب ما نشره البيت الأبيض عبر موقعه الإلكتروني، إن بايدن ينطلق إلى "كوب27" ويحمل معه زخما تاريخيا بشأن المناخ، وذلك بفضل إقرار قانون خفض التضخم وغيره من الخطوات المهمة الأخرى التي تضع الولايات المتحدة دوما على طريق نحو تحقيق طموحاتها وأهدافها للطاقة النظيفة.