ملفات فشل فيها بايدن.. وهكذا سيكون شكل الإدارة الأمريكية بعد 8 نوفمبر
تعد الانتخابات النصفية للكونجرس، استفتاءً على إدارة الرئيس. وما يجعل هذا الاستحقاق تحديًّا حقيقيًا أمام الرئيس الأمريكي جو بايدن، أنه يأتي في توقيت شديد الحساسية، تجتمع فيه عوامل الانفجار، وتنسحب على مرشحي الحزبين بطبيعة الحال، إلا أن الأخير، سيكون له نصيب الأسد من الأزمات الحالية، التي يعاني منها الناخب الأمريكي، نظرًا إلى إخفاقه في تأمين الحلول التي كان قد وعد بها قبل عامين.
تأتي الانتخابات النصفية، التي تجرى كل عامين، في منتصف ولاية الرئيس التي تمتد لـ 4 سنوات، واستفتاءً شعبيًا على أدائه. فهي إما تمنحه مزيدًا من التأييد عبر وصول عدد أكبر من النواب الذي ينتمون إلى الحزب نفسه، أو أن تُقلّص قدرته على تمرير التشريعات والقوانين وحجب الثقة عن إدارته جزئيًا، عبر تقليص عددهم في الكونجرس.
فشل في 5 ملفات
بالنسبة للديمقراطيين، فهم لم ينجحوا في إيجاد حلول لعدد من الملفات التي تتعلق مباشرة بالناخبين. من جهة أخفق بايدن في تحصين مجتمعه من أزمة الطاقة العالمية التي أثقلت كاهل المواطن الأمريكي، إضافة للتضخم والبطالة.
ومن جهة أخرى، تورط إدارته في إذكاء الحرب في أوكرانيا، وتراجع حضوره الدولي بعد الانسحاب من أفغانستان والعراق وإخفاقه إلى حد الآن بإحياء الاتفاق النووي، الذي كان قد وعد بالعودة إليه خلال حملته الانتخابية.
في حين يرى الجمهوريون أنهم في معركة من نوع آخر، تتعلق بقضية الإجهاض التي يعتبرها الأمريكيون حساسة للغاية وتعديًّا على حقوق المرأة، وذلك بعد تجاوز المحكمة العليا - التي عيّن فيها الرئيس السابق دونالد ترامب قضاة محافظين - خطًا أحمر (حسب ما يراه الشارع الأمريكي) إذ ألغت قرارًا سابقًا يسمح بالإجهاض ويعتبره حقًا دستوريًا.
كما تأتي الانتخابات النصفية هذه المرة، مرفقة بالتحقيقات في اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير الماضي، الذي قام به أنصار ترامب، إضافة للتحقيق مع الأخير، بما يتعلق بالسجلات السرية للبيت الأبيض. ويعوّل الجمهوريون على احتمال فوزهم بالأغلبية، لوقف التحقيقات وحل لجنة التحقيق.
بالمقابل، يأتي ملف "الهجرة غير الشرعية" نقطة إيجابية لصالح الجمهوريين. اذ أنها تأتي كإحدى الثغرات التي يمكن أن يُستهدف بها الديمقراطيون، في ظل تزايد أعداد الهجرة عبر الحدود مع المكسيك خلال الآونة الأخيرة بما يتعارض مع السياسة الحمائية التي كان يتبناها ترامب رغم الانتقادات الحقوقية التي تعرض لها.
كيف تجري الانتخابات النصفية؟
منذ عام 1945، أجريت 19 انتخابات نصفية في الولايات المتحدة. خسر فيها الحزب الحاكم 17 مرة، فيما حقق نتائج جيدة خلال دورتين فقط، فغالبًا ما يخسر الحزب الذي يهيمن على البيت الأبيض في انتخابات التجديد النصفي لا سيما بشأن مقاعد مجلس الشيوخ مقارنة بمجلس النواب.
قواعد التصويت
ويكون التصويت على مقاعد في مجلسي الشيوخ والنواب. اذ ينتخب المواطن الأمريكي 35 مقعدًا من أصل 100 في مجلس الشيوخ، و435 مقعدًا في مجلس النواب، و36 حاكم ولاية من أصل 50. ويعود السبب في عدم الاقتراع على المقاعد كافة مرة واحدة، إلى اختلاف نظام الانتخابات ومدد الولاية لهذه المناصب.
فبالنسبة لمجلس الشيوخ يتم انتخاب الأعضاء لمدة 6 سنوات، ويقسم عدد أعضائه الـ 100 إلى 3 كتل: مجموعتان يضمان 33 سيناتورًا، ومجموعة أخرى تضم 34 سيناتورًا. ويتم انتخاب إحدى المجموعات كل عامين، وبالتالي تكون مختلف المجموعات قد خضعت للانتخاب في غضون السنوات الست أي فترة الولاية.
ويكون الوضع أكثر سهولة في مجلس النواب. إذ يتم انتخاب كافة الأعضاء لولاية تستمر لعامين. أما فيما يتعلق بانتخاب حكام الولايات الـ 50، (بولاية 4 سنوات) فيتخللها بعض الاستثناءات، وتنقسم الانتخابات فيها بين انتخابات في السنوات الفردية والمزدوجة.
إذ يتم انتخاب الحاكم في كل من نيوهامبشير وفيرمونت، كل عامين، وتأتي تزامنًا مع الانتخابات النصفية او الرئاسية. ويستثنى من ذلك أيضًا، 5 ولايات، هي فرجينيا وميسيسيبي وكنتاكي ولويزيانا ونيوجيرسي، التي تختار إجراء الانتخابات في أعوام فردية للابتعاد عن تأثيرات الانتخابات العامة على مزاج ورؤية الناخبين.
وعلى ضوء ما سبق، تكون الولايات المتحدة أمام احتمالين:
- إذا حافظ الحزب الديموقراطي على الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ، فذلك سيمنح إدارة بايدن دافعًا لاستكمال البرنامج الانتخابي الذي كان قد أطلقه سابقًا، وهو ما سيشكل الأرضية التي يتم خلالها تقييم أداء الحزب خلال الانتخابات الرئاسية القادمة خاصة مع إعلان بايدن نيته في الترشح.
- أما في حال سيطر الجمهوريون على غرفتي المجلس (النواب والشيوخ)، فسيسعوْن بطبيعة الحال، لعرقلة معظم التشريعات التي يسعى الديمقراطيون لتمريرها؛ بما يساعد الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية القادمة.