المملكة الخضراء.. تفاصيل خطة السعودية لمواجهة أزمة المناخ
أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إسهام المملكة بمبلغ 2.5 مليار دولار، دعما لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر على مدى السنوات الـ10 القادمة.
للسعودية صورة مختلفة
إلا أن الصورة في السعودية مختلفة، حيث أعلن منتج النفط الأول في العالم عن خطة يلتزم فيها بصفر انبعاثات كربونية 2050.
في الوقت نفسه، أكدت الرياض أن أمن الطاقة ومعالجة مشكلة التغيير المناخي يجب أن يسيران جنبًا إلى جنب، خصوصًا وأنها بلد يوفِّر 10% من الإنتاج العالمي للنفط، ويستحوذ على 70% من الطاقة الإنتاجية الاحتياطية عالميًّا، بناء على ذلك دعت العالم لتقبل حقيقة جديدة.
كما أن المملكة تستهدف الوصول بحصة الطاقة المتجددة والغاز لتشكل 50% من احتياجاتها من الطاقة محليًّا عام 2030.
ومثالًا عليه، شركة أكواباور السعودية التي تعود بـ44% من ملكيتها للدولة، عبر صندوق الاستثمارات العامة، وتساهم في تسريع عملية التحول في قطاع الطاقة عالميًا، بأصول تتجاوز 67 مليار دولار، مع نسبة انتشار تغطي بها 12 دولة.
وأوضح محمد أبونيان رئيس مجلس إدارة شركة أكوا باور، أن التغيير المناخي الذي يشهده العالم، له تأثير سلبي حتى على موارد المياه، مشددًا على أن شركة أكواباور منذ أن بدأت عملها عام 2004، طورت قطاع التحلية إلى حد كبير جدًّا.
كما كشف أن السعودية تنتج 22% من الإنتاج العالمي للمياه المحلاة، حيث يستحوذ هذا الإنتاجُ على 5% من الطلبِ المحلي على الطاقة.
إلى ذلك، تنبهّت الرياض مؤخرًا لضرورة تطوير نموذج جديد لتحلية المياه، فأنشأت "رابج 3"، وهي محطة جديدة تنتج 600 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يوميًا، على الساحل الغربي.
وكشف أحمد عثمان الرئيس التنفيذي لشركة رابغ الثالثة، أن المحطة تعمل بتقنية التناضح العكسي، وهي تقنية صديقة للبيئة بحيث أن استهلاك الطاقة الكهربائية قليل جدًا مقارنة بمحطات تحلية الطاقة الحرارية التي تستهلك طاقة كهربائية أعلى، استهلاك الطاقة أقل بـ 75%.
وتابع أن المحطة تحقق 3 كيلووات في الساعة مقارنة مع محطات التحلية الحرارية 14 كيلووات في الساعة، ما يعمل على خفض في الطاقة الكهربائية وحرق الوقود.
تقنيات المياه
وبينما تتنازع التنمية الصناعية مع أهداف المحافظة على البيئة، إلا إن العالم بدأ يسن ضوابط جديدة قد تحد من الإضرار بالطبيعة.
ولهذا أنشأ المعهد العالي لتقنيات المياه والكهرباء، حيث أفاد طارق الشمراني الرئيس التنفيذي للمعهد، بأن المعهد منذ ابتدأ كفكرة ركّز على أهم محتوى، وهو الإنسان.
وأوضح أنه كان يغذي مشاريع الطاقة وتحلية المياه في السعودية، حيث تخرّج منه أكثر من 6 آلاف طالب حتى اليوم.
كما كشف عن أن المعهد يخصص برامج تناسب احتياج السوق بالتعاون مع شركائه، خصوصا في قطاع الطاقة المتجددة.
فيما لا تقتصر برامج المعهد على الطلاب فقط، حيث أطلق مؤخرًا برنامجًا للسلامة الصناعية، وهو موجهٌ للطالبات.
الوعد الأخضر
يشار إلى أن مشاريع الطاقة المتجددة تشكّل عادة جزءًا من التزام أكبر تحرص عليه الرياض، التي أطلقت مؤخرًا مبادرة السعودية الخضراء، ورصدت لها سبعمئة مليار ريال.
كما أعلنت عن 60 مشروعًا ضمن هذه المبادرة، حيث تسعى جاهدة لتحقيق الوعد الأخضر وبلوغ هدف الحياد الصفري في عام 2060.