في ذكرى رحيله.. نور الهدى تعيد حسن عابدين إلى التمثيل بعد الاعتزال
ممثل مصري جمع بين الأدوار الكوميدية والتراجيدية، وضع بصمته المميزة في السينما والمسرح قبل أن يصبح ممثلا تليفزيونيا، وجاءت شهرته في مرحلة عمرية متأخرة، بدأ في المسرح العسكري عندما كان متطوعا في الجيش، لعب أدوار الموظف المطحون والإنسان الطيب الذي يحافظ على القيم، كما لعب دور الضابط والباشا، هو الفنان حسن عابدين الذي رحل في مثل هذا اليوم 1989.
ولد حسن عابدين عام 1931 ببنى سويف ونظرا لعشقه للفن لم يستكمل تعليمه وبدأ حياته وهو في الثامنة عشرة من عمره متطوعا في الجيش أثناء حرب فلسطين عام 1948 مع صديق طفولته وشبابه الذي امتهن التمثيل فيما بعد إبراهيم الشامي.
انضم حسن عابدين للتمثيل في بداية ثورة يوليو إلى المسرح العسكرى ثم فرقة يوسف وهبى فقدم خلالها العديد من الأدوار، ثم انضم إلى فرقة مسرح التليفزيون، فبدأ مع التليفزيون قبل السينما.
في السينما قدم حسن عابدين أول أدواره في فيلم “بريء في المشنقة “ عام 1971 تبعه عشرات الأفلام منها سنة أولى حب، على من نطلق الرصاص، ريا وسكينة، العذاب فوق شفاه تبتسم، فيفا زلاطة، عنبر الموت، إلا أن دور حسن عابدين في فيلم ”درب الهوى ” كان له تأثير سيئ عليه حتى إنه ندم على المشاركة فيه خاصة في المشاهد التي يرقص فيها ويقول “أنا عاوز واحدة تهزأني”. رفضته الرقابة وتم حذف الكثير من مشاهده وانتهت بمشادة كبيرة بينه وبين مخرج الفيلم حسام الدين مصطفى، وأصبح مشهد الرقص يحزنه وسبة في جبينة حتى رحل عام 1989 مصابا بسرطان الدم.
أهلا بالسكان
كما قام ببطولة الكثير من المسلسلات التلفزيونية الناجحة منها: أنا وأنت وبابا في المشمش، دور عصفور افندى في مسلسل أهلا بالسكان، هي وهو، فرصة العمر، العمر لحظة، برج الأكابر ن فيه حاجة غلط، أبنائي الأعزاء شكرا.
ومن أشهر أدواره المسرحية في مسرحية عش المجانين، ثمن الحرية، نرجس، ملك يبحث عن وظيفة، على الرصيف، الرعب اللذيذ.
زادت شهرة حسن عابدين حين قدم حملة إعلانية لمشروب المياه الغازية "شويبس" الذي كان يتساءل فيها عن سر شويبس ولاقت نجاحا كبيرا.
كما قدم برامج إذاعية ناجحة منها “مش معقول، عجبى” كتبهما الكاتب الساخر يوسف عوف.
عرف بروح الثورة والغيرة على البلاد فتعرض لبعض المواقف التي سببت له آلاما في حياته، بدأت حين تطوع وهو طالبا مع الفدائيين عام 1948 ـ كما حكى في حواراته ـ ليحارب في فلسطين ضد العدو الصهيوني، وتمكن وقتها من قتل إسرائيليين، وتم القبض عليه ليحكم عليه بالإعدام ولو لا اقتحام صديق له المحكمة وهو يرتدي حزاما ناسفا وهدد بتفجير نفسه إذا لم يتم الإفراج عن "حسن" وزملائه لكانت حياته انتهت وهو في الـ18 من عمره.
اعتزال واكتئاب
أيضا ذهب حسن عابدين في أحد الأعوام لأداء مناسك العمرة ففوجئ برد فعل غير متوقع من أحد المعتمرين الذي قال له: "ابعد من هنا أنت ممثل " ورماه بالكفر أثناء محاولته الاقتراب من قبر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بسبب بعض مشاهد فيلم "درب الهوى" ـ وكان لهذه الجملة وقع مؤلم على نفسه، فانصرف وهو يبكي وأصابه الاكتئاب، واتخذ وقتها قرارا بالاعتزال.. إلا أن صديقه الفنان إبراهيم الشامي اقترح عليه أن يزور الشيخ الشعراوي لأخذ رأيه، فنصحه الشعراوى بعدم اعتزال الفن بشرط تقديم فن هادف، فقدم حسن عابدين حلقات تليفزيونية دينية باسم "نور الهدى" كانت بداية عودته إلى التمثيل ولكن في الدراما حيث ابتعد عن السينما.