"عم أحمد" ابن الدقهلية يطوع الحديد بالنار لصناعة الأدوات الزراعية | صور
داخل جراج المنزل الذي تحول لورشة بين الأدوات الحديدية والنار تجد رجل سبعيني تظهر على وجهه تجاعيد الزمن في قرية البجلات التابعة لمركز الجمالية بمحافظة الدقهلية يقوم بصناعة الأدوات الزراعية.
التقت "فيتو" أحمد فؤاد يوسف وشهرته أحمد الحداد، يبلغ من العمر 75 عاما أحد أقدم الحدادين، تعلم مهنة الحدادة ابا عن جد وارتبط بها روحيا فاعتاد عليها وتعلق بها ولا يجد نفسه إلا وهو بين الحديد والنار، فهي مهنة تراثية وشاقة.
أحمد الحداد يطوع الحديد بالنار ويستغل مهارته الفنية في تشكيل الحديد وصنع أدوات زراعية مختلفة يستخدمها المزارع في أداء مهامه الزراعية.
أنواع الأدوات الزراعية
وكشف أحمد الحداد أن الأدوات الزراعية عبارة عن أنواع متعددة منها "الشقرف، السيف، الفأس"، يقوم بصناعتها أو رجمها أي إعادة سنها لسرعة استخدامها وكل مادة لها استخدامها.
وأوضح أحمد الحداد مراحل وخطوات "رجم الأدوات الزراعية اليدوية" مثل "الشقرف، الفأس، السيف" وجميعهم أدوات يدوية يستخدمها "الفلاح" أثناء حصاده في الأرض او تجهيز الأرض للزراعة قبل كل موسم زراعي.
وقال أحمد الحداد إن الحدادة مهنة شاقة تعلمها منذ نعومة أظافره حيث توارثتها أبا عن جد، موضحا أن العمل يبدأ بإشعال النيران مستخدما "الفحم البترولي" لتشتعل النار، ويضع الأداة المستخدمة في اللهب وفحم البترول حتى يرى الأداة تتحول للهب من النار، بعدها يبدأ في سحب الأداة ويستخدم المطرقة والسندان للطرق على الأداة حتى يزيل آثار الأسنان "السلاح" الموجودة داخل الأداة، وتأتي بعدها مرحلة التسوية على الحجر للتنظيف النهائي ومن ثم بعدها يستخدم السندان والمطرقة مرة أخرى لتسوية جسم الأداة.
وأشار الحداد إلى أن المرحلة الأخيرة يجلس فيها على حجر من الرخام لا يتعدى عرضه 30 سم ويبدأ في التحكم في الأداة التي يقوم بإعادة رجمها من جديد عن طريق قدميه، ليتحكم في الأداة، ويبدأ في استخدام قطعة من الصلب والمطرقة بطريقة دائرية يعتقد من يراها انها سهلة وبسيطة ولكن من الصعب أن يفعلها شخص غير متمكن من هذه المهنة الشاقة.
وقال “أحمد الحداد “:”رغم تقدم عمري ومشاقة المهنة لكني لا اجد نفسي سوي بالعمل بها ” مؤكدا أن ابنائه رفضوا العمل بها لصعوبة المهنة وقلة أجرها، وأشار إلى أن إبنه تركه وتعلم مهنة الحدادة لكن بعيدا عن الرجم وإعادة تأهيل الأدوات الزراعية.
وأعرب أحمد الحداد عن تخوفه من انقراض المهنة وانتهائها على مدار السنوات القادمة ومع التحديث الذي يشهده العالم، وقال إنه لا يتحمل أن يعيش بدون هذه المهنة رغم مشقتها.
وناشد الحداد المسئولين بالنظر لمهنته بعين الاعتبار وتقدير مشقتها ودعم المهن اليدوية التي تحتاج الي المجهود العضلي قبل اندثارها.