في ذكرى ميلاده.. هكذا أظهر البابا تواضروس وطنيته
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الجمعة، بذكرى ميلاد قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، والذي يتزامن مع القرعة الهيكلية التي اخترته ليكون البطريرك الـ 118.
وولد البابا تواضروس الثاني، باسم وجيه صبحي باقي سليمان، يوم الثلاثاء الموافق 4 نوفمبر سنة 1952 م، (وهو نفس يوم وقوع القرعة عليه لاختياره للبطريركية عام 2012)، ووالده كان يعمل مهندس مساحة، وكان هو الأخ الأكبر لأخواته.
وللبابا تواضروس مواقف وطنية لا تنسى، حيث ظهر متماسكا وأكثر عقلانية في حادث كنيسة الشهيد أبو سيفين بإمبابة، وهو ما ظهر في أحاديثه المتتالية عن الواقعة المؤلمة.
البابا تواضروس في حديثه عن الواقعة أظهر انحيازه الكامل للوطن كما هو المعتاد، وخرج للتهدئة بعد أكاذيب عدة اجتاحت السوشيال ميديا، وأكد البابا تواضروس أن ما حدث هو "قضاء وقدر، حدث بسماح من الله".
وأشاد البابا تواضروس باهتمام كافة أجهزة الدولة بالحادث بدءا من الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي بادر بإجراء اتصال هاتفي للتعزية فور وقوع الحادث، وكذلك العديد من كبار المسؤولين في الدولة.
وعما أشيع بأنه حدث تأخر من قوات الحماية المدنية نوه قداسته إلى أن المكان صغير (مساحته ١٢٠ متر فقط) والكثافة القبطية في المنطقة كبيرة، وهي نقطة جوهرية في الموضوع، وأن الشوارع ضيقة ومزدحمة، وعلق مستخدما المثل المعروف: "اللي ايده في الميه مش زي اللي ايده في النار" مؤكدا أن الجميع قاموا بواجبهم على أكمل وجه.
حكمة البابا تواضروس ووطنيته
حكمة البابا تواضروس ووطنيته ظهرت في العديد من المواقف، فبعد شهور من تجليسه على الكرسي المرقسى للكنيسة، وبعد فض اعتصامي رابعة والنهضة، وتعرض الكنائس المصرية لهجوم شرس من قبل جماعة الإخوان، أطلق مقولته الشهيرة «وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن»، مؤكدا أن حرق الكنائس مجرد تضحية بسيطة يقدمها الأقباط من أجل الوطن.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل طالب كنائس المهجر بأن تكون سفارات شعبية لمصر في الخارج تكذب الإدعاء بأن ثورة 30 يونيو كانت انقلابا وليست ثورة شعبية، وهذا ما كان يبرزه دائما خلال زيارته الخارجية.
تحسن أوضاع المسيحيين في مصر
ولم يكتفِ بذلك، فالبابا خلال لقاءاته الخارجية دائما ما يؤكد أن الأوضاع تسير في مصر بصورة أفضل عن الماضي، حيث أكد قداسته خلال لقائه بوفد من الكونجرس الأمريكي عقب ثورة 30 يونيو، أن أوضاع المسيحيين المصريين تحسنت، وأن للحرية ثمنا غاليا وأن حرق الكنائس جزء من هذا الثمن نقدمه لبلادنا بصبر وحب.
كما أن للبابا تواضروس مواقف وطنية فى العديد من الأزمات منها حادث تفجير الكنيسة البطرسية الذي وقع في ديسمبر ٢٠١٦، حيث أعلن وقتها وقوفه بجانب الدولة ومؤسساتها في محاربة الإرهاب، وإيمانه بالدور الكبير الذي تقدمه الدولة للعبور من تلك الأزمات.
وقال وقتها: "إن الجماعات الإرهابية التي هاجمت الكنيسة البطرسية تجردت من المشاعر وأوجه الإنسانية"، مؤكدا أن الشعب المصري معروف عنه في مثل هذه الظروف الوقوف جنبًا إلى جنب، ولم تؤثر على وحدة أبناء الوطن.
وعقب تفجير البطرسية وتحديدا في مارس من عام ٢٠١٧، استقبل البابا تواضروس المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بالكاتدرائية، وأكد لها أن أوضاع المسيحيين المصريين تحسنت مع ثورة 30 يونيو 2013 والتي قام بها الشعب المصري مسلمين ومسيحيين، وحماها الجيش المصري، وهناك خطوات جادة لتحقيق ذلك منها إقرار أول قانون لبناء الكنائس في مصر وزيارات الرئيس للكاتدرائية في الأعياد، وإصلاح الدولة للكنائس التي أحرقت ودمرت، وهناك خطوات أخرى تعبر عن المواطنة الكاملة وعدم التمييز والمساواة، وإننا جميعا كمصريين مسلمين ومسيحيين نعمل على بناء مصر الحديثة، وتحاول الكنيسة مع الدولة أن تحل بعض المشاكل من أجل أن تحيا مصر في أفضل صورة.
النسيج الواحد للمصريين
وأيضا عقب تفجير كنيستى مارجرس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية، الذى راح ضحيته عشرات الضحايا والمصابين، خرج علينا كعادته، مشددا على أن مثل هذه الحوادث لن تمس النسيج الواحد للمصريين، ووقوف الكنيسة بجانب الدول.
وعقب وقوع الحادث الإرهابي الذي وقع نوفمبر 2017 بمسجد الروضة بالعريش، أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عن دق جميع أجراس الكنائس، وذلك تضامنا مع الأخوة في الوطن، وحزنا على أرواح شهداء مسجد الروضة بالعريش.
رفض إعلان القدس عاصمة لإسرائيل
وفى ديسمبر 2017، أصدرات الكنيسة القبطية بيانا لرفضها قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، معربة عن تضامنها الكامل مع الأشقاء العرب وحفاظا على مشاعر الملايين من الشعوب العربية تجاه هذا القرار.
وأعربت الكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية، وقتها وعلى رأسها البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن قلقها البالغ بشأن القرار الصادر من الإدارة الأمريكية للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، الأمر الذي يتعارض مع جميع المواثيق الدولية بشأن القدس.
وقالت الكنيسة إن ذلك الاتجاه سيؤدي إلى نشوء مخاطر كبيرة تؤثر سلبًا على استقرار منطقة الشرق الأوسط بل والعالم ككل.
ودعت إلى ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية في هذا الشأن، والسير في طريق التفاوض كسبيل أمثل لإقرار الوضع العادل الذي يتوافق مع الحق التاريخي لمدينة القدس وبلوغ لحل عادل وسلام شامل.