رئيس التحرير
عصام كامل

الخطر يقترب.. القصة الكاملة لتحذير الصحة العالمية من مرض قاتل يهدد البشرية

الكوليرا
الكوليرا

تصاعدت تحذيرات منظمة الصحة العالمية خلال الفترة القليلة الماضية، من انتشار وباء الكوليرا، خاصة بعد ظهوره في عدد من الدول وعلى رأسها سوريا ولبنان.

منظمة الصحة العالمية 

وأوضحت منظمة الصحة العالمية أنه يمكن الوقاية من وباء الكوليرا، إلا أنه من الممكن أن يؤدي إلى الوفاة.
وفي هذا السياق أكد الدكتور أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لدول شرق المتوسط وجود نقص عالمي في لقاحات الكوليرا نتيجة زيادة الطلب عليها مشيرًا إلى أنه يتم إعطاء قرص واحد من اللقاح بدلًا من قرصين لحين توفير كميات كبيرة من اللقاح تكفي جميع الدول التي يزيد بها نسب الإصابة بالمرض.

الكوليرا 

وأشار إلى أن معظم المرضى المصابين بالكوليرا لا يحتاجون إلى دخول المستشفى، ولا يحتاج إلى المضادات الحيوية إلا الحالات الشديدة، موضحًا أن الكوليرا يمكن أن تسبب الوفاة، إلا أنها مرض يمكن الوقاية منه.

وأكد الأهمية البالغة للتضامن بين جميع الأطراف المعنية وسرعة التحرك موضحًا أن مواجهة الكوليرا تتطلب تضافر الجهود والتعاون لضمان الصحة للجميع وبالجميع.

أكد أن اللقاحات أداة بالغة الأهمية، إلا أنها  ليست التدخل الأساسي لمكافحة الكوليرا.


المياه المأمونة 

وأشار إلى أن  الحل الأساسي للوقاية من الكوليرا هو توفير المياه المأمونة وخدمات الصرف الصحي، وأكد أن علاجها سهل بتعويض السوائل عن طريق الفم.

أوضح أن  المنظمة  لديها تعاون وثيق مع وزارات الصحة في البلدان المتضررة، وتقدم الإرشادات التقنية التي تشتد الحاجة إليها لضمان تطبيق ممارسات سليمة للتدبير العلاجي السريري، وتطبيق بروتوكولات الوقاية من العدوى ومكافحتها واختبارات الكوليرا.

وأكد  أنه اتسع نطاق جهود المنظمة لمواجهة الأزمة ليشمل توفير مجموعات أدوات العلاج والأدوية المهمة لإنقاذ الأرواح وزيادة الوعي ببروتوكولات الوقاية بين العاملين الصحيين والسكان.

كما قدمت المنظمة الدعم للعديد من حملات التطعيم الفموي ضد الكوليرا في البلدان المتضررة، وتعمل  على توفير المزيد من جرعات اللقاحات لتطبيق الاستراتيجية المؤقتة للتطعيم بجرعة واحدة.  

وكشف عن وجود ٨ بلدان من بين 22 بلدًا في الإقليم تحت وطأة فاشيات الكوليرا والإسهال المائي الحاد.

وقال: على مستوى العالم، هناك 29 فاشية للكوليرا حاليًا، وهو أعلى رقم مُسجَّل في التاريخ. ويمكن أن تنتقل الكوليرا من بلد إلى آخر، لذلك فإن الفاشيات الحالية تُعرِّض البلدان المجاورة لخطر متزايد وتؤكد الحاجة إلى مكافحة الكوليرا على وجه السرعة. وهذا جرس إنذار لنا جميعًا ونظرًا للظروف التي يمر بها الإقليم، ومنها عدة طوارئ إنسانية وصحية معقدة وصراعات مستمرة منذ وقت طويل وضعف البنية الأساسية للمياه والصرف الصحي وتدهور الأوضاع الاقتصادية، فإن الكوليرا يمكن أن تنتشر سريعًا.  

وحذرت منظمة الصحة العالمية، يوم الإثنين الماضي، من انتشار سريع لوباء الكوليرا الفتاك في لبنان، في حين تكافح سوريا المجاورة أيضًا تفشي هذا المرض.

وقالت المنظمة في بيان إنها "تحذر من فاشية كوليرا فتاكة في لبنان مع تزايد حالات الإصابة".

وأشار ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان، عبد الناصر أبو بكر، إلى أن "الوضع في لبنان هش، فالبلد يكافح لمواجهة أزمات أخرى، وهذه الأزمات يتضاعف أثرها بسبب التدهور السياسي والاقتصادي المستمر منذ مدة طويلة".

إصابات مؤكدة

منذ الخامس من أكتوبر، تم تسجيل أكثر من 1400 حالة مشتبه فيها في جميع أنحاء البلاد، بينها 381 إصابة مؤكدة و17 حالة وفاة، بحسب المنظمة.

وبحسب بيان المنظمة "كان التفشي في البداية محصورا في الأقضية الشمالية إلا أنه سرعان ما انتشر الوباء" وسُجلت إصابات مؤكدة في جميع المحافظات.

دفع هذا الوضع منظمة الصحة العالمية لمساعدة لبنان في الحصول على 600 ألف جرعة من اللقاح المضاد للكوليرا.

وأكدت منظمة الصحة العالمية أنها تبذل جهودًا إضافية لتوفير مزيد من الجرعات "نظرا للانتشار السريع" للوباء.

وتشهد سوريا المجاورة منذ سبتمبر تفشيا للكوليرا في محافظات عدة، للمرة الأولى منذ عام 2009. وأدى النزاع الذي بدأ في العام 2011 الى تضرر نحو ثلثي عدد محطات معالجة المياه ونصف محطات الضخ وثلث خزانات المياه، وفق الأمم المتحدة.


حقيقة وجود الكوليرا بمصر 

أما عن حقيقة انتشار وباء الكوليرا في بعض المحافظات في مصر، نفت وزارة الصحة والسكان وجود حالات مصابة بوباء الكوليرا.
وأكدت وزارة الصحة أنه لا صحة لظهور حالات إصابة بوباء "الكوليرا" في أي من محافظات الجمهورية، مُشددةً على أن مصر خالية تمامًا من وباء "الكوليرا"، وأنه لم يتم رصد أي حالات مصابة بـ"الكوليرا" بأي محافظة من محافظات الجمهورية.

وأشارت  الوزارة  إلى امتلاك مصر برنامج ترصد وتقصي للأمراض الوبائية يعمل بشكل فعال في الاكتشاف والرصد المبكر لأية أوبئة أو أمراض قد تتسرب داخل البلاد، مع تطبيق كافة التدابير الاحترازية بالمطارات والموانئ المصرية لمنع تسرب المرض عبر القادمين من الدول التي بها مناطق موبوءة، حيث يتم فحص جميع الركاب القادمين من تلك الدول من قبل إدارة الحجر الصحي، لمتابعة حالتهم الصحية قبل دخول البلاد.

وفي هذا السياق قال الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس لشئون الصحة والوقاية، إنه لا يوجد كوليرا في مصر ولكن يوجد في بعض البلاد المجاورة.

الجريدة الرسمية