مليونيرة النصف ساعة.. حدث في الإسكندرية!
هل تعرف عزيزي القارئ السيدة عبير علي؟ هل قرأت أو سمعت عنها من قبل؟! هل وجدت صورها على صفحات أصدقائك أو على حساباتهم على كافة شبكات وتطبيقات التواصل الاجتماعي؟! الإجابة لا.. من هي أصلا السيدة عبير علي؟! ولماذا غير موجودة بكثافة علي صفحاتنا؟!
السيدة عبير علي عاملة نظافة بسيطة بنادي سموحة بالإسكندرية تمارس عملها بضمير وجدية باستمرار حتى فوجئت قبل أيام بورقة على جانب إحدى الحمامات بدورات المياه التي تنظفها كالمعتاد.. اقتربت.. الورقة غير مبتلة ولم يطلها أي شئ.. تفتحها.. المفاجأة الكبري.. شيك مقبول الدفع.. قابل للتعامل غير منتهي.. المفاجأة الأكبر إلي حد الدهشة.. الشيك بمليون جنيها! المفاجأة الثالثة إلي حدود الصدمة الشيك متاح الصرف ل حامله!
مليون جنيه
لفت الدنيا وانعدلت بها.. دقائق وتصبح مليونيرة.. فرع البنك المدون بالشيك قريب.. لكنها من الأفضل أن تختار شخص آخر غيرها لا يعمل بالنادي للتمويه علي أنه وجد الشيك بداخله فلا يتوصلون إليها بسهولة.. وماذا لو توصلوا إليها بسهولة؟ قانونا لا يوجد ضدها ما يدينها.. شيك وصرفته وإثبات العلاقة بينها وبين محرر الشيك له حلول كثيرة ويستغرق سنوات.. أو تبتز أصحاب الشيك وتحصل علي عشرات الألوف بغير أي مغامرة.. كل هذا وغيره دار في خلدها في ثوان معدودة..
لكنها تختار حلا مختلفا.. تحمل الشيك وتنطلق علي الفور إلي إدارة النادي.. فالشيطان شاطر فعلا لكن ليس علي الجميع.. حدوده عند الأمناء اصحاب الضمائر الحية.. أولاد الأصول ممن تلقوا تربية جيدة حتي لو اضطرتهم ظروفهم للعمل بمهن صعبة لكنها شريفة.. حتي لو احتاجوا وحالت امكانياتهم ليعيشوا كما يتمنون لكن يبقي الحلال والحرام خطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها أو حتي الإقتراب منها!
سلمت الشيك إلي إدارة النادي ومنها إلي صاحبة الشيك الحقيقة إحدي عضوات النادي.. إستقبلها رئيس النادي السيد وليد عرفات وكرمها.. إستقبلها رئيس صندوق العاملين وكرمها.. وانتهت القصة!!
اين هي علي شبكات التواصل؟! الإجابة: الشبكات كلها تحت هيمنة لجان شريرة.. لا تهتم ولا تريدنا أن نهتم بالنماذج المبشرة الطيبة الايجابية..
سيقول احدهم: لكن حدث إهتمام ببسطاء مثل عامل النظافة والكشري؟ نعم. لان الحادث يبرز الظلم في المجتمع ويبرز الطبقية ويشيع البؤس ويحرض ضد محل شهير! سيسألون: يعني كل من إهتم بالعامل ساهم في ذلك؟ لا طبعا.. الاغلبية حسنة النية إنما نتحدث عمن ركزوا علي الحادث لأسباب عديدة! وهذا لا يمنع بالاهتمام فعلا من رفع الظلم لكن نبرز التداعيات والنتائج ونبرز أيضا كل أعمال الخير والفضيلة!
السؤال: لماذا لم يستقبل محافظ الإسكندرية هذه السيدة الأمينة؟ لماذا لم يستقبلها مدير مديرية الرياضة هناك؟ أين أثرياء النادي؟! أين حقها في قيمة الشيك؟ أين تكريم القومي للمرأة فرع الإسكندرية؟! أين تلفزيون القناة الخامسة؟! لا نعرف لا نعرف لا نعرف! توهان وعدم إدراك لأبعاد المرحلة وظروفها وظروفنا!
ظلت عبير علي مليونيرة لدقائق.. لكنها فازت لنفسها ولأسرتها بما هو أهم.. وإلي الأبد!