رئيس التحرير
عصام كامل

أمين بحوث الثروة السمكية يحذر من تأثير تغير المناخ على المخزون السمكي في المياه العذبة

الثروة السمكية
الثروة السمكية

قال الدكتور محمد فتحي، أمين مجلس بحوث الثروة الحيوانية والسمكية بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، ورئيس الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية الأسبق، إن الأسماك حساسة لأي تغيرات بيئية، حيث تتحرك بعض الأنواع شمالا ويصل البعض الآخر من الجنوب مع ارتفاع درجات الحرارة، فبعضها يتكاثر والبعض الآخر ينجح بالكاد في البقاء على قيد الحياة، كما لاحظ الصيادون في مناطق الشمال من الكرة الأرضية ظهور أسماك مثل السلطان إبراهيم (البربوني) والتي لم تكن موجودة من قبل في هذه المناطق، ودراسة تأثير هذه التغيرات على بيولوجيا الأسماك والكائنات البحرية والتغيرات البيئية مثل درجة الحرارة والحموضة والملوحة وانتشار الأمراض فضلا عن تقييم سبل العيش والمرونة والاستدامة. 

وأشار فتحي إلى علاقة الأسماك بالبيئة التي تعيش فيها بل وتؤثر بشكل رئيسي في دورة حياتها وكل عملياتها الحيوية، فتقسم الأسماك بل وتتوزع تبعا لنوعية المياه التي تعيش فيها، أسماك مياه عذبة أو أسماك مياه مالحة أو أسماك مياه باردة أو أسماك مياه دافئة، وعلى هذا فإن التغيرات المناخية سوف ينعكس أثرها على موسمية العمليات الحيوية من خلال التغيرات في سلاسل الغذاء الطبيعي في البيئة المائية، مما يعود بنتائج لا يمكن التكهن بها على صعيد تذبذب إنتاج الأسماك.

ولفت خلال ندوة بعنوان تأثير التغيرات المناخية على الثروة الحيوانية بالمركز القومي للبحوث، إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن يؤدي إلى تغير في طبيعة وتكوين السلاسل الغذائية الأولية في البيئة المائية الأمر الذي سيؤدي إلى تغيير في طبيعة العادات الغذائية للأسماك والكائنات المائية، كما أن ارتفاع درجات الحرارة سيؤدي أيضا إلى مزيد من البحر خاصة من البحيرات والمناطق الساحلية وبالتالي ارتفاع نسبة الملوحة وزيادة تركيز نواتج الصرف الزراعي والصناعي خاصة في البحيرات الشمالية، الأمر الذي سوف يؤدي حتما إلى زيادة تركيز التلوث بشكل عام على السواحل والبحيرات.

كما أن تغير ملوحة المياه وزيادة نسبة ثاني أوكسيد الكربون والذي سوف يذوب في المياه ويجعلها حامضية وبالتبعية سوف يؤثر على نوعية وجودة المياه الأمر الذي يؤدي إلى تغيرات كبيرة في دورة حياة وتوزيعات الأسماك والكائنات البحرية. 
 وتابع أن ارتفاع مستوى مياه البحار سوف يؤدي إلى غمر مساحات جديدة بالمياه البحرية خاصة في المناطق الساحلية مما يؤثر سلبا على تواجد وتكاثر وانتشار أسماك المياه العذبة مثل البلطي والمبروك والقراميط وهي الأسماك الشعبية والمنتشرة حول البحيرات والتي تشكل أكثر من 80% من إجمالي إنتاج مصر من الأسماك. 

ومن المتوقع أيضا حدوث تغيرات في مسارات الهجرات لبعض أنواع الأسماك البحرية خاصة أسماك العائلة البورية والتي تهاجر بين البحيرات والبحر مما يؤثر سلبا على هجرة وتواجد زريعة هذه الأنواع وهي التي تشكل مايقرب من 14.8% من الإنتاج القومي من الأسماك، وتأثير ذلك على المخزون السمكي في البحيرات الشمالية.

الجريدة الرسمية