قمة المناخ وقمة الطناش!
اصطحبت معي شمسية القاهرة لتكون مطرية تحميني من أمطار لابد وأن تتساقط في مثل هذا الموعد على باريس، وللاحتياط أخذت معى طاقية من الصوف لمواجهة صقيع الليل الباريسي، كان الجو صحوا ودافئا إلى درجة تنازلت فيها عن قميصى الشتوى وتركت طاقيتي ومطريتى؛ فالجو بديع وغياب الشمس النادر لا يمثل مساحة من البرد الذي يفرض عليّ استخدام كل ما استقدمته من القاهرة.
وعلى عكس ما كنت أتمتع به من مناخ معتدل وجو حر طليق، كانت القاهرة وبعض محافظات مصر تعيش حالة من الطقس السيئ، هذا هو موضوع قمة المناخ، تزحف الحرارة المرتفعة إلى أوروبا وتحل على بلادنا أجواء المطر والصقيع والبرق والرعد.. تبدل مخيف ويسري بسرعة مذهلة.
تغيير المناخ
ما كنا نتصوره قبل سنوات معدودة من تغير في المناخ أصبح واقعا، بعد أن كنا نعتقد على نحو خاطئ أن أحفاد أحفادنا قد يعايشون بعضا منه.. تتبدل الأرض غير الأرض والسماء غير السماء، وقمة المناخ التي تعقد في مدينة السلام ستشهد نقاشا حاميا بين الكبار الذين بيدهم إنقاذ الأرض من متاعبها وأمراضها الناجمة عن عبثهم وعن صناعاتهم وتلويثهم المدمر للبيئة.
المثير أن القمم السابقة شهدت تباينا كبيرا بين الكبار وفرض على صغار الكرة الأرضية أن يتبعوا روشتة بيئية لإنقاذ الأرض من خطر لا دخل لنا به فكل الدول النامية لا تنتج عشرة بالمائة من الأخطار التي تهدد كوكبنا.
روسيا التي كانت تراهن على زحف الشتاء القاسي على أوروبا وحاجتهم إلى الغاز الروسي للتدفئة خاب ظنها ولايزال الصيف يلقى بشمسه على أوروبا دون حاجة لها إلى تدفئة مكلفة.
الدول الصناعية الكبرى تصرخ، وتتعالى أصوات منظمات أهلية تسعى حثيثا إلى إنقاذ الكوكب من عبث الصناع الكبار وتجارب الأسلحة الفتاكة والتفجيرات النووية وغيرها من الأنشطة المهددة لصحة الأرض غير أن تلك الصرخات تتحطم على صخرة السياسة والاقتصاد.
والسؤال: هل تشهد شرم الشيخ شهادة ميلاد جديدة لكوكب الأرض باتفاقات ملزمة، أم تبقى القمة مثل غيرها من القمم السابقة التي لم تتعد حدود الاجتماع والقول دون فعل حقيقي ينقذ البشرية من الأخطار التي تهددها؟.. هل فعلا ستكون قمة المناخ أم قمة للطناش!!