شومان يوضح الخطوات الإجرائية للأزهر لتعزيز السلم المجتمعي داخل مصر وخارجها
نظمت كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة المؤتمر الدولي الثاني الذي جاء بعنوان" الدعوة الإسلامية والسلام العالمي.. تحديات الواقع وآفاق المستقبل"، وتناولت الجلسة النقاشية الأولى" السلام المجتمعي"، وحاضر فيها الدكتور عباس شومان، رئيس لجنة المصالحات بالأزهر الشريف، واللواء محسن النعماني، وزير التنمية المحلية السابق، والقس إرميا مكرم، مساعد أمين لجنة الشباب ببيت العائلة المصرية، والفنان جهاد الأطرش، نقيب الفنانين اللبنانيين، والدكتور هشام عطوة شرف الدين، الرئيس التنفيذي لمؤسسة عصفور الخيرية، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
وقال الدكتور عباس شومان، رئيس لجنة المصالحات بالأزهر الشريف، إن الخطوات الإجرائية التي قام بها الأزهر الشريف من أجل السلم المجتمعي كثيرة جدا داخل مصر وخارجها، فعمل على الانسجام بين أطياف المجتمع فضرب بذلك أروع الأمثلة، فالمسلم والمسيحي يعملان جنبا إلى جنب وذلك موجود في بيت العائلة المصرية، ونشأ هذا البيت لوأد الفتن ونبذ التعصب، كما أطلق شيخ الأزهر فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، من فرنسا نداءً عالميا لنبذ وترك مصطلح الأقليات، وهي دعوة مهمة لنشر السلام المجتمعي، كما أنشأ الأزهر اللجنة العليا للمصالحات للتدخل لعلاج مشكلة الثأر والمشاكل الأسرية، كل ذلك من أجل نشر السلام المجتمعي.
ومن جانبه بيّن اللواء محسن النعماني، وزير التنمية المحلية السابق، أن السلام هو المحرك الأساسي للنهضة والتقدم وبدونه تكون الأمم في جهل وتخلف وتأخر، موضحا أن الأمن القومي هو الذي يعمل على توفير الحماية للجميع وهو كما صنع الماضي يصنع الحاضر والمستقبل، مبينا أن الأمن القومي لمصر لم يبنى على الأمن المصري فحسب، بل اهتمت مصر بأمن جيرانها وأشقائنا العرب، فمصر تنهض بسواعد أبنائها ووعيهم وفطنتهم.
وفي ذات السياق أوضح القس إرميا مكرم، مساعد أمين لجنة الشباب ببيت العائلة المصرية، أنه توجد تحديات كثيرة لتحقيق السلام، وخاصة أمام الشباب، الذي لاحظنا بكثرة في الآونة الأخيرة انحراف فكر بعضهم إلى التطرف والتعصب أو إلى العنف وفساد الأخلاق، وهذا يهدد استقرار ونهضة مصرنا الحبيبة، مبينا أن علاج ذلك من خلال التوعية وأن يجدوا القدوة أمامهم، ولابد من وجود الشفافية والصدق حتى يجدوا القدوة الحسنة، موضحا أن بيت العائلة المصرية يقوم بدور مهم في تغيير الأفكار المغلوطة، مؤكدًا أن الأزهر والكنيسة يعملان على نشر التدين الحقيقي ونشر الأخلاق الحميدة التي تعمل على تحقيق السلم المجتمعي.
ومن جانبه أوضح الفنان جهاد الأطرش، نقيب الفنانين اللبنانيين، أن السلام كلمة واسعة تبدأ بالتحية، وهي تعني مزيدا من المحبة ونشر الأمن والمحبة، مؤكدًا أن الفن له تأثير قوي في كل مناحي الحياة، ويسهم في جعل المواطن يتلقى معرفة وعلوما وخبرات جديدة، موضحا أن المجتمعات الراقية تهتم بالفن لأهمية رسالته ودوره في إرساء السلم المجتمعي.
وأكد الإعلامي طارق علام، أن الداعية مفروض ألا يكون منعزلا عن المجتمع ويجب عليه أن يكون متابعا لكل القضايا المستجدة على أرض الواقع ويعمل على حلها، مضيفا أننا في حاجة إلى السلام في حياتنا حتى نستطيع أن نعيش في أمان، مؤكدًا أن دور رجال الدين مهم في حفظ السلام في المجتمعات، فالدعاية عليه أن يعمل على نشر الأخلاق الحميدة في المجتمع لما يتمتعون به من ثقة كبيرة في قلوب المصريين، مطالبا بدعاة جدد من الشباب للسلام يعلمون الناس السلام ويحثونهم عليه.
واختتم الدكتور هشام عطوة شرف الدين، الرئيس التنفيذي لمؤسسة عصفور الخيرية، الجلسة النقاشية بأن الاهتمام بالفقراء ودعمهم هو دعم للأمن المجتمعي ويعمل على نشر السلام والمحبة والمودة كما يعمل على القضاء على الكراهية، مؤكدًا أن أعمال الخير من أهم الأعمال التي يقوم بها المسلم، لأنه يتقرّب به إلى الله، كما أنه يعتبر جزءًا من العبادة، وقد أكثر الله من الدعوة إليه، وجعله عنصرًا من عناصر الفلاح والفوز إذا كان هناك إخلاص للنية.