ما هو الاقتصاد الأخضر.. وإلى أي مدى تحولت مصر إلى مشاريع الحفاظ على البيئة؟
قال محمود عنبر، أستاذ الاقتصاد السياسي بجامعة أسوان: الاقتصاد الأخضر هو عبارة عن التحول من مصادر الطاقة التقليدية التي ينتج عنها انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وبعض الآثار الخارجية المنبعثة عن الطاقة التقليدية بمصادر طاقة نظيفة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية وغيرها من مصادر الطاقة التي لا ينبعث عنها غاز ثاني أكسيد الكربون.
الاقتصاد الأخضر
وأضاف أستاذ الاقتصاد السياسي بجامعة أسوان لـ فيتو، أن ظاهرة الاحتباس الحراري وتصاعد وتزايد انبعاثات ثاني اكسيد الكربون أمر يشغل الرأي العام على المستوى الدولي.
وأشار عنبر إلى أن الآثار الناجمة عنه إذا ما استمر الوضع بهذا الشكل ستكون كارثية على كافة دول العالم لأنه سيؤثر علي الناتج الإجمالي لأي دولة وبالتالي الناتج الإجمالي العالمي.
وألمح إلى أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تؤثر على أهم عنصر من عناصر العملية الإنتاجية وهو العنصر البشري لأن تزايد هذه الانبعاثات يؤثر على صحة الافراد وبالتالي إذا كان لدينا قوى عاملة ليست بصحة جيدة فهذا يعني أن قدرتهم علي الإنتاج أو القدرة الإنتاجية ستنخفض وهذا سينعكس علي الناتج الإجمالي المحلي أو ناتج العالمي سينخفض.
وأكد عنبر أن مكمن خطورة ارتفاع درجة الحرارة بدرجتين وظاهرة الاحتباس الحراري سيؤدي الي ذوبان الجليد في القطب الشمالي والقطب الجنوبي وبالتالي تحول هذه المياه من كونها جليد إلي الصورة السائلة للمياه وهذا سيؤدي إلي تزايد الكميات في البحار وبالتالي ستختفي بعض المدن في العالم كما أن دلتا مصر من المناطق المهددة في حال حدوث هذا الأمر.
واشار الى ان إحدى الآليات في التعامل مع هذا الأمر هو بدء الدول المتقدمة في تطبيق ما يسمى بضريبة الكربون، وهذا يعني أن المصانع التي تستخدم مصادر الطاقة التقليدية مثل البترول او الكيروسين او اي مصدر للطاقة ينبعث عنه ثاني اكسيد الكربون يفرض عليها ضريبة لكن تطبيق هذه الضريبة علي الدول النامية سيؤثر عليها بالسلب ويوجد بها عملية ظلم كبيرة للدول النامية لأنه اذا نظرنا أكثر من 80•/•من انبعاث ثاني اكسيد الكربون مسئول عنه ال8 دول الأكثر تقدما في العالم وبالتالي يجب على هذه الدول أنها تدفع ضريبة هذا الأمر وتتحمل تبعاته.
ضريبة الكربون
وتابع: على الرغم من أن فرض ضريبة الكربون علي الدول النامية هو أحد المعايير الغير عادله للتطبيق لكنه يوجد بعض الآليات الاخري على سبيل المثال ان الدول المتقدمة تساعد الدول النامية علي استحداث مصادر جديدة للطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية أو غيره بآليات معينة تتحمل الدول المتقدمة تكلفة توطين هذا النوع من الطاقة داخل الدول النامية لترد ما حدث لأن الذي تحمل العبء الأكبر من انبعاث ثاني اكسيد الكربون هي الدول النامية وبالتالي يجب عليها أن ترد هذا الأمر في صورة دعم ومعونات للدول النامية.
وأشار عنبر إلى أن مصر بدات بالفعل في التحول الاقتصاد الأخضر مثل إنشاء محطة الطاقة الشمسية في “بنبان” وهي من أفضل محطات الطاقة النظيفة علي مستوى العالم وفي سياق استخدام مصادر الطاقة النظيفة فالدولة المصرية ممثلة في وزارة التخطيط بدأت تاخد بعض الإجراءات والقرارات مثل السندات الخضراء، والحديث كطاقة الرياح وتبطين مثل هذا النوع من الصناعات، ولكن فكرة استبدال مصادر الطاقة النظيفة أمر سيتم تدريجيا لأن الإعتماد الأكبر علي مصادر الطاقة التقليدية ونحن نعول كثيرا علي مؤتمر المناخ الذي سيعقد في شرم الشيخ ان يصدر بعض القرارات التي تنفذ بشكل عملي وتطبيقي علي فرض حزمة من المعونات والدعم من الدول المتقدمة المسئولة الاولى والأكبر عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لدعم الدول النامية لكي تسطيع ان تسير في سياق تطبيق مايطلق عليه الاقتصاد الأخضر.