حدد علامات النجاح في النهايات.. علي جمعة: الرجوع لله يبشر بكشف الأسرار
أكد الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، أن علامات النجاح في النهايات تتطلب الرجوع إلى الله في البدايات، والتوكل على الله يعنى أن يترك المرء ما يريد لله، وأن يرضى ويسلم بما يفعله الله، لأن الله قدرته شديدة، ويفعل من كل جهة، مشيرًا إلى أن الرجوع لله يبشر بكشف الأسرار للإنسان.
علامات النجاح في النهايات
وكتب علي جمعة تدوينة على الفيس بوك قال فيها: "التوكل الحقيقي على الله أن تترك مرادك لله، أي ترضى وتسلم بما فعل الله فيك، فمن علامات النجاح في النهايات الرجوع إلى الله في البدايات يعني إذا صحت، فالله تعالى شديد المحال يعني شديد القدرة، فالحول معناه أنه قادر أن يفعل من جميع الجهات وهذا لا يكون إلا لله تعالى".
واضاف: "فالقدرة من كل جهة هي معنى الحول، فالله قادر أن يفعل من كل جهة وأنت لا تستطيع أن تفعل من أي جهة، لأنه هو وجود محض واجد لا ينعدم، فهو باق ولا يفنى، وأنه لا بداية له فهو الأول والآخر والظاهر والباطن وأنت بخلافه فأنت حادث وفاني وتحتاج إلى غيرك"
كشف الأسرار للإنسان
وتابع علي جمعة قائلًا: "ومن عرف نفسه يعني بالاحتياج والتقصير والقصور عرف ربه بالكمال، ومن عرف نفسه بالضعف عرف ربه بالحول وهكذا، فمن علامات النجاح في النهايات الرجوع إلى الله في البدايات، فإذا كنت في بداية طريقك قد أرجعت نفسك إلى الله ورجعت إليه؛ فإن هذا يبشر بأن الله سوف يفيض عليك من أنواره ويكشف لك من أسراره ما تستطيع أن تختم به حياتك ختامًا حسنًا"
وأضاف "والذي يختم في الحقيقة هو الله ولكن هذه بشرى إذا كنت قد حفظت نفسك في الصغر حفظ الله عليك جوارحك في الكبر، وإذا كنت قد حفظت خاطرك وقلبك في الصغر فإن الله يملئه نورًا في الكبر، وإذا كنت قد عمرت أوقاتك وأنت صغير وفي البداية في طاعة الله فإنه يعمر أوقاتك وأفعالك بطاعته في النهاية"
وقال علي جمعة: "كيف أعرف أنك تنجح في النهاية؟ أرى عليك ذلك في البداية فالإنسان إذا ما رأى الهلال أيقن أنه سيكون بدرًا كاملًا، فالهلال من شأنه النمو إلى أن يصير بدرًا، فمن علامات النجاح في النهايات الرجوع إلى الله في البدايات، فعندما تكون في بدايتك راجع إلى الله أوقن أن الله إنما قد حكم عليك بالتوفيق وأنه سيتمه لك بالخير ومن كلام الناس العوام الصالحين"
قضية علامات
وعن الرجوع لله قال جمعة: "ربنا يتمم بخير" من أين أتت هذه الجملة؟ من أن علامات النجاح في النهايات إنما هي الرجوع إلى الله في البدايات، فعندما يرى شيئًا قد بدأ من الخير فيدعو الله أن يتمه بسلام، ولكن ممكن الإنسان يفتن والعياذ بالله ومن كلام العوام "يله حسن الخواتيم يله حسن الختام" يله يعني "يا الله" يعني يدعو ربه يا الله نسألك حسن الختام، يعني يدعو الله النجاح في النهايات كما أتم عليه النعمة في البدايات، وهذا معناه ألا تأمن مكر الله فإن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يضل من هدى"
واختتم حديثه قائلًا: "إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُوْنُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا "، إذًا هي قضية علامات وليست قضية أسباب، فالعلامة لا تربط بين الشيء وبين ما يترتب عليه إنما هو ظاهرة علامة يعني مرسل وليس دليل قاطع وبرهان لا تتخلف أبدًا، لا قد تتخلف ولذلك هذه وإن كنا نستبشر بها إلا أن هذا الاستبشار لا يصل بك إلى أن تأمن مكر الله على حد كلام سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه: " لو أن إحدى قدمي في الجنة والأخرى خارجها، ما أمنت مكر الله "، فيجب على الإنسان أن يكون عاقلًا والعاقل خصيم نفسه."