مى فاروق: لا أستطيع الحياة بدون غناء.. والمهرجانات لا علاقة لها بالفن | حوار
فكرة الاعتزال «مقدرش أعملها» .. ولا أفهم أغانى الراب رغم جمهورها الكبير
صوت أولادى جميل ولكن أرفض دخولهم عالم الغناء لهذا السبب
سليم سحاب كان أول من دربنى على المسرح وأدين له بالفضل
رسمت طريقها من الموسيقى العربية وانتشرت من خلاله حتى صارت نجمة ينتظرها العشّاق في مثل تلك الأوقات، وعلى هامش مهرجان الموسيقى العربية أجرت “فيتو” حوارا مع مي فاروق، تطرق للعديد من الكواليس الفنية، وطقوس إعدادها لحفلاتها، ورأيها في الألوان الغنائية المنتشرة على الساحة حاليًا، وجاء الحوار كالتالي:
*بداية، كيف استقبلتِ تحية الجمهور الكبيرة خلال حفل مهرجان الموسيقى العربية وتفاعله مع ما قدمتِه؟
لا أخفى عليك، كنت سعيدة للغاية، واستقبال الجمهور لى فور صعودى على المسرح كان مفرحا، خاصة أننى لم أقدم حفلة داخل دار الأوبرا منذ فترة كبيرة، الجمهور منحنى طاقة إيجابية وحب كبير وصل لى، كما أنهم تجاوبوا مع كل الأغانى التى قدمتها طوال الحفل وكانوا «متسلطنين»، وهذا ما كنت أرغبه.
*ضيفة دائمة بمهرجان الموسيقى العربية.. كيف اختلف ظهورك الأول على المسرح عام عن حفل هذا العام؟
بالفعل أول ظهور لى على مسرح مهرجان الموسيقى العربية كان عام ١٩٩٨، وقتها كنت متسابقة على هامش المسابقة التى ينظمها المهرجان كل عام، وحصلت على شهادة تقدير وتكريم، وقمت بالغناء فى حفل الختام الذى كان يتواجد به وقتها النجم الكبير هانى شاكر.
أما عن الاختلاف منذ ذلك الوقت وحتى حفل هذا العام فهو أننى وقتها كنت صوتا جديدا، وابنة بالطبع لدار الأوبرا المصرية، وجميع المتواجدين وقتها كانوا سعداء بى باعتبارى أحد أعضاء فريق كورال الأطفال، أما الآن فهم جاءوا ليحضروا حفل نجمتهم المفضلة وسماع ما ستقدم، هم الآن حجزوا تذاكر حفل لمى فاروق، لكن سواء أول ظهور أو الآن فأنا لم أتغير فى شيء.
*رسالة شكر مؤثرة وجهتيها للمايسترو سليم سحاب فى بداية الحفل.. كيف ساندك فى بداية مشوارك الفنى؟
يكفى فقط أن المايسترو سليم سحاب كان أول من دربنى على الوقوف على المسرح، وكان منبهرا بصوتى عندما كنت طفلة فى الأوبرا، لأجل ذلك أتشرف دائمًا أننى إحدى بناته، وعندما أحقق أى نجاح أو إنجاز كبير، يحرص على التواصل معى وهو مسرور للغاية، ويتحدث عنى بفخر دائم.
*قدمت «ميدلى» مميز لأغانى كوكب الشرق على المسرح، احكى لنا كواليس إعداده؟
فكرة «ميدلى» أغانى كوكب الشرق أم كلثوم جاءت لأننى كنت أريد تقديم شيء مختلف للجمهور على المسرح، وكنت أعتاد دائمًا تقديم أغنية واحدة كاملة لكوكب الشرق، أحببت هذا العام أن أختار كوبليهات يحبها الجمهور ويتعلق بها من أغانيها.
وتكون الأغنية الرئيسية للميدلى أغنية لأم كلثوم لم يقدمها الكثير من المطربين على المسرح كثيرا، وهى «حكم علينا الهوى»، لكننى فوجئت أن الجمهور تفاعل مع الميدلى بشكل جميل للغاية.
*ما الذى تحرصين على القيام به قبل إحياء أى حفل، ما هى طقوسك الخاصة؟
لا شيء غير أننى أقوم بإعداد ما سأظهر به للجمهور وإطلالتى، ودائمًا ما يكون التوتر مصاحبا لى قبل أى حفل، وعلى الرغم من أن الكثيرين يوجهون اللوم لى على ذلك التوتر، ويقولون لى إن الجمهور يثق فيما ستقدمينه.
لكننى أؤمن أنه عندما تنال شهرة أكبر ذلك الأمر يمثل توترا أكبر لك، لأنك دائمًا تريد الحفاظ على الصورة التى يرغب الجمهور فى مشاهدتك عليها، ويجب عليك تقديم المنتظر منك، وليس أقل من ذلك، وسيظل المسرح له رهبة بالنسبة لى مع اللحظات الأولى لأى حفل أو مقابلة مع الجمهور.
*تتميز ابنتك «زينة» بصوت رائع.. هل من الممكن أن تخوض تجربة الغناء وتدخل عالم الطرب يوما ما؟
دعنى أصارحك، الحمد لله ليست ابنتى فقط من تتميز بالصوت الجميل والموهبة، لكن ربنا منح ابنى أيضًا صوتا مميزا، وأنا اتخذت قرارا بينى وبين نفسى بأنى لن أدفعهما لعالم الغناء من الآن، وذلك بسبب أن ذلك المجال سيأخذ من صحتهما ووقتهما ودراستهما وراحتهما الكثير، وهما لا يزالان فى سن مبكرة، وأرغب فى أن يعيشا حياتهما الطبيعية كبقية نظرائهما فى نفس أعمارهما، وعندما يكبران بإذن الله يختاران ما يرغبان من المجالات، سواء الغناء أو أى مجال آخر.
*فكرتِ فى الاعتزال قبل ذلك، ما السبب؟ وهل ما زالت الفكرة تراودك؟
ليس اعتزالا بالمعنى الحرفى للكلمة، ولكن هناك لحظات إحباط نمر بها جميعا فى كافة مراحلنا المختلفة، «وأنا واحدة من الناس لما تكون محبطة ممكن يدها تتسحب وتكتب دا على السوشيال ميديا.. وقتها كتبت: يا ريتنى ما غنيت من الأول»، كان ذلك الوقت صعبا وظهر علينا ألوان غنائية غريبة، لكننى فى الحقيقة لا أستطيع الحياة بدون غناء وفكرة الاعتزال «مقدرش أعملها».
*إذن ما رأيك فى ظاهرة المهرجانات، وهل ربطها بتدنى الذوق العام صحيح؟
كما قلت تحديدا هى ظاهرة، وأتمنى اختفاءها، وأعتقد أنه حاليا بدأت تغيب شيئا فشيئا عما كانت عليه قبل عام على سبيل المثال، لكن للأسف ظهرت تريندات وأشكال أسوأ من المهرجانات حاليا، وعملت «فرقعة» فجأة، والكثيرون من الجيل الجديد بدأوا فى الجرى خلفها.
لكن ظاهرة المهرجان كانت قد ظهرت فى الأفراح وأعياد الميلاد، وهذا الشكل لا علاقة له بالفن، ولا يحسب علينا كفن أو ثقافة.
*الراب أيضًا لون غنائى انتشر فى السنوات الأخيرة، ما رأيك فيه؟
بالفعل هذا حقيقى، لكننى لا أفهم كلماته مطلقا، والأولاد هم من يفهمونها لى، وحافظينها لا أدرى كيف، لكن عندما انتبهت له ولكلماته اتضح لى أنه لون لطيف ومختلف ونال شهرة وجماهيرية كبيرة مؤخرا، ومغنو ذلك اللون لديهم وجهات نظر وأفكار يعبرون عنها من خلاله.
جميع الألوان الغنائية معروضة للجمهور، وفى النهاية الجمهور من سيحدد من يستمر ومن لا، وكما أن حفلات مطربى الراب ذات حضور جماهيرى كبير، فإنه لدينا أيضًا كبار المطربين ونجوم الغناء فى مصر والعالم العربى ممن تمتلئ حفلاتهم وتكون ذات حضور جماهيرى كبير أيضًا.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ “فيتو”