بنت خالد محيي الدين!
لم يكن الضباط الأحرار طلاب سلطة وحكم إنما أصحاب مشروع لتحرير مصر وللنهوض بها.. خلافاتهم موضوعية وأغلبها تم حله بالحوار وبالحوار الهادئ.. لم يستبيحوا ثروات الوطن ولم تمتد أياديهم لغير ما يستحقون.. بقي الود فيما بينهم أو على الأقل بين أغلب من بقي على قيد الحياة منهم حتى آخر لحظة.. كان التسامح وليس العكس.. هو السمة الغالبة في خلافاتهم واختلافاتهم ولم تكن ثورة يوليو شبيهة أو حتى قريبة الشبه بباقي الثورات التي أريقت فيها دماء كثيرة وكان الدموية سمتها الأساسية!
هذه باختصار رسائل الحلقة الرائعة التي شاهدناها مسجلة على يوتيوب للسيدة سميحة خالد محيي الدين ابنة السياسي والمناضل البارز الراحل السيد خالد محيي الدين.. وقد نسفت كل ما يشاع بالباطل ومن غير شهود هذه الفترة ومن ليسوا من أطرافها وقد أهالوا التراب علي الثورة وأبنائها وتاريخها وتاريخهم.. ولا نعرف من المستفيد من تشويه أبناء الجيش العظيم من أحمد عرابي إلى اليوم! أو نعرف من المستفيد لكن نندهش ممن يساعدونهم!
حب رغم الخلاف
بتوصية من أصدقاء شاهدنا الحلقة.. وكما انتقدنا مني الشاذلي لاستضافتها من تزعم أنها مؤرخة، نحييها علي إدارة الحوار مع السيدة سميحة خالد محيي الدين.. فلم تلجأ لما يلجأ إليه غيرها من الإثارة كأن تسألها عن رأيها فيما يسميه آخرون "تخلص عبد الناصر من والدها"، بل سألت مباشرة عن الاحترام والحب رغم الخلاف.. مما دفع الضيفة المحترمة للاستفاضة في ذلك وكيف كان الخلاف موضوعيا وليس شخصيا.. وأدى إلى إبعاد مؤقت لخالد محيي الدين إلى سويسرا.. وإلى سويسرا تحديدا لأنها تخلو من أحزاب يسارية يمكن أن تجر محيي الدين للعمل السياسي.
ليعود بالفعل بعد عامين ليترشح في أول برلمان وينجح.. لا إسقاط ولا تزوير.. بل يعهد إليه بتأسيس صحيفة المساء لتساهم في تثقيف الأسرة المصرية التي تبدأ يومها بعد الخامسة عصرا تكون تناولت طعام الغداء واستراحت قليلا.. ومن أجل ذلك كانت النشرة عند الخامسة قبل المغرب!
السيدة سميحة خالد محيي الدين قالت إنها تم علاجها على نفقة الدولة من مرض أصابها.. وبقرار رسمي.. وهكذا بعض أطفال الضباط الأحرار.. لم تكن من خزائن مفتوحة كما أشاعوا وكذبوا ولفقوا!.. ابتسامة ابنة خالد محيي الدين لم تغب أبدا.. وتحاورت وجاوبت على كل الأسئلة بألفاظ محسوبة بشدة واحترام متوقع لعائلتها وأعمامها وكل من نافسوا أبيها على مقعد البرلمان لانتمائهم للحزب الوطني الذي كان حاكما!
حلقة مبهجة.. تمنح الأمل أن بيننا رائعون محترمون.. وأن هكذا يكون أبناء المناضلين.. ومن قدموا حياتهم في لحظة فارقة من تاريخ هذا البلد لشعبهم ووطنهم.
سميحة خالد محيي الدين.. ابنة أبيها!