رئيس التحرير
عصام كامل

معذرة يا دكتور

بينما نحن مشغولون بأزمة المطربة شيرين عبد الوهاب وتداعيات انفصالها عن زوجها المطرب حسام حبيب وتصريحات والده وبيانات شقيقها وآراء أصدقائهما المشتركين وردود فعل الجماهير وتفاقم الأزمة التي كادت أن تصل لأروقة الأمم المتحدة.. بينما نحن مشغولون بذلك.. نسينا خبر اختيار العالم المصري الدكتور محمد عبدالوهاب رئيسًا للجمعية العالمية لجراحة الجهاز الهضمي والكبد والأورام، وبذلك يكون أول مصري وعربي وإفريقي يترأس هذه الجمعية التي تضم أربعة آلاف عالم من أمهر جراحي العالم، وكانت رئاستها قاصرة على الأمريكان والأوروبيين واليابانيين.

 

نسينا أن نشير إلى هذا الخبر في وسائل إعلامنا الكثيرة والمتنوعة، وطبعًا معنا العذر، فلا خبر يعلو فوق خبر انفصال شيرين عبد الوهاب وحسام حبيب، ولا اهتمام إلا بما يصدر عنهما من بيانات، وبما يصدر عن والد حسام حبيب وشقيق شيرين عبد الوهاب.

 

شخصيًا.. لم أعرف خبر الدكتور محمد عبدالوهاب إلا عندما اتصلت به لتحديد موعد لمريض كبد من قريتي، وعلمت منه أن مصر سوف تستضيف لأول مرة مؤتمر الجمعية العالمية لجراحة الجهاز الهضمي والكبد العام بعد القادم، وأن هذا جاء بعد كلمة ألقاها مؤخرًا في مؤتمر الجمعية الذي استضافته تركيا، وتضمنت كلمته الإنجازات التي حققتها مصر في مجال الجهاز الهضمي وزراعة الكبد.

 

الدكتور محمد عبدالوهاب الذي أجرى ما يقرب من ألف زراعة كبد للفقراء المصريين وهو المؤسس والمشرف على فريق زراعة الكبد بجامعة المنصورة ضحك عندما سألته عن عدم التواصل معي كصحفي وإبلاغي بهذه الأخبار المهمة، الرجل أكد إن الإعلام العالمي نشر خبر إختياره لرئاسة الجمعية العالمية للجراحين، كما نشر خبر إستضافة مصر لمؤتمر الجمعية في العام بعد القادم، سألته.. ولماذا لم تبلغني لننشر هذه الأخبار المهمة ؟ فأجاب.. الله يكون في عونكم، أنتم مشغولين دايمًا، إبعتلي المريض يوم السبت الساعة ١٠ الصبح.

 

 

إنتهت المكالمة مع الدكتور محمد عبدالوهاب لكن كلامي مع نفسي لم ينته، لماذا وصلنا بإعلامنا إلى هذا الحد؟ لماذا تجاهلنا العلم والعلماء وأصبحت خصوصيات مطربة وزوجها هي الوجبة الرئيسية على موائدنا الإعلامية ؟ 
معذرة يا دكتور محمد عبدالوهاب، لقد شغلتنا عنك شيرين عبدالوهاب وشقيقها وحسام حبيب ووالده، ولا أستطيع أن أعدك بالإنتباه لما تحققه وغيرك حتى بعد إنتهاء أزمة شيرين، فربما ننشغل بأزمة أخرى من هذا القبيل، معذرة يا دكتور.. إنتظر حتى يأتي الوقت الذي نحترم فيه العلم ونقدر العلماء..
besheerhassan7@ Gmail.com

الجريدة الرسمية