في الذكرى الـ113 لميلاد محمد لطيف أشهر معلق في القرن العشرين.. "زملكاوي" لعب في كأس العالم واحترف في إسكتلندا
اشتهر بإفيهاته وتعليقاته المتميزة على ماتشات الكورة وفى برامجه، تعلقت به قلوب الجماهير وعشاق كرة القدم المصرية على مدى سنوات طويلة، حتى وصل حرص المتفرج والمتابع للمباريات على معرفة معلق المباراة قبل انطلاقها بساعات وأحيانًا بأيام لا سيما أن متابعة المباريات الرياضية الهامة لا تكتمل لديه إلا في وجود الكابتن محمد لطيف شيخ المعلقين الرياضيين الذى وُلد فى مثل هذا اليوم 23 أكتوبر1909 ورحل عام 1990.
وُلد الكابتن لطيف بمحافظة بنى سويف وتربى في القلعة بالقاهرة، هوى كرة القدم فى طفولته ولعب فى دورى المدارس منذ كان فى الابتدائية بمدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية، ثم لعب مع مدرسة الخديوية وكان مثله الأعلى اللاعب حسين حجازي.
تاريخ الكرةالمصرية
الكابتن محمد لطيف أشهر المعلقين في تاريخ الكرة المصرية مهما طال الزمن ومرت السنوات، لما كان يمتلكه من خفة ظل وحضور لدي المستمع والمشاهد المصري، حيث بدأ مع مباراة بين منتخب الإسكندرية ومنتخب القاهرة، ومن وقتها أخذ طريقه في مجال التعليق على المباريات، وظل مستمرًا في الراديو على إذاعة المباريات حتى عام 1960، ومن بعدها قام بالعمل في التليفزيون، من أشهر إفيهاته "الكورة أجوان".
حيدر باشا
لعب محمد لطيف لنادي المخنلط ـ الزمالك حاليا ـ مقابل ثلاثة قروش فى المباراة الواحدة، وكانت أول مباراة للنادي أمام الأهلي وانتهت بفوز الزمالك بهدف للا شيء، وسجل محمد لطيف هدف الفوز الوحيد، وعقب نفس المباراة اختاره محمد حيدر باشا وكيل اتحاد الكرة ورئيس نادى الزمالك ضمن صفوف منتخب مصر.
انضم للمنتخب الوطني تحت القيادة الفنية للإسكتلندي جيمس ماكراي، ليحقق إنجازًا غير مسبوق دونه التاريخ مع زملائه من اللاعبين بالصعود لنهائيات كأس العالم «إيطاليا 1934» كأول منتخب عربي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز.
اختير الكابتن محمد لطيف من مراقبة التربية الرياضية بوزارة المعارف للسفر إلى إنجلترا فى بعثة علمية لدراسة التربية الرياضية بوصفه أحسن رياضي، وحصل على درجة البكالوريوس من كلية جولدن هيل هناك، ثم اختاره مستر ساميسون المراقب الإنجليزي بالوزارة بالاتفاق مع مدرب منتخب مصر ليلعب فى أكبر أندية إسكتلندا، وهو نادي "الرينجرز" لمدة ثلاث سنوات طوال مدة بعثته.
الدراسة فى فرنسا
قبل العودة الى مصر شارك الكابتن لطيف مع منتخب مصر فى أولمبياد برلين التى لعب فيها المنتخب مع النمسا وخسر وخرج من الدورة، وكان قد تعرف على الصحفى الإنجليزى "ركس" فى جريدة الصنداي إكسبريس، فكان أول مَن أعطاه درسًا فى التعليق على مباريات كرة القدم، حين طلب منه مشاهدة مباراة لفريق الرينجرز التى لم يلعب فيها للإصابة، وحضر المباراة 24 مكفوفا قام ركس الذى جلس بينهم بالتعليق على المباراة.
بعد العودة إلى مصر فكَّر لطيف فى التعليق على المباريات بعد اعتزاله كرة القدم عام 1945 من خلال الراديو، وحصل على لقب شيخ المعلقين الرياضيين، إلى جانب عمله فى التدريب، وشارك فى تأسيس معهد التربية الرياضية الذى عمل فيه محاضرًا، تخرجت منه الدفعة الأولى عام 1940.
عمل محمد لطيف حكمًا للمباريات، وحصل على الشارة الدولية للتحكيم فى المباريات الدولية، واتجه إلى التعليق عام 1948 من خلال الراديو، وحصل على لقب شيخ المعلقين لما كان يتمتع به من أسلوب مميز خاص به فى التعليق على المباريات فمَن يمكنه نسيان تعليقات مثل: "وزى ما إحنا عارفين إن الكورة أجوان، والجون بييجى فى ثانية، الجايات أكثر من الرايحات، الجو النهاردة جو كورة، الحكم ده صفارته محترمة، ولو بصيت على يمينك هتلاقى جمهور الزمالك بالأعلام البيضاء، وعلى شمالك جمهور الأهلى بأعلامه الحمراء".
البرامج الرياضية
مع افتتاح التليفزيون كان الكابتن لطيف أول مذيع بالبرامج الرياضية، واستمر أكثر من 15 عامًّا معلقًا، كما عمل مراقبًا عامًّا للبرامج الرياضية.
وظهر محمد لطيف بشخصيته الحقيقية فى عدد من الأفلام السينمائية، منها "غريب فى بيتى" مع نور الشريف وسعاد حسنى، "فى الصيف لازم نحب" مع سمير غانم وصلاح ذو الفقار، ورحل عن 81 عامًا.