العمدة صلاح السعدني يطفئ 79 شمعة.. اعتذار أحد زملائه منحه دور عمره
فنان جماهيري، كان آخر تكريم له فى مهرجان القاهرة للدراما في دورته الأولى حيث منح جائزة الإبداع، وتعذر حضوره لاستلام الجائزة لظروفه الصحية، ووجه رئيس المهرجان يحيى الفخرانى رسالة للفنان القدير صلاح السعدنى يقول فيها: “وحشتنا جدا ويارب تقوم بالسلامة ونشتغل سوا تاني”.
صلاح السعدني هو فنان عبقري، تشعر وأنت تتحدث معه بشهامة ابن البلد والأخ الجدع، من أشهر أدواره الأولى مسلسل “الضحية” بالتليفزيون، هو العمدة سليمان غانم في أهم مسلسلات القرن الماضي، فنان يتميز بصدق الأداء والموهبة.
ولد صلاح السعدنى في مثل هذا اليوم 23 أكتوبر عام 1943، تخرج من كلية الزراعة وعشق الفن وهو طالب باشتراكه بالتمثيل في مسرح الكلية، وأصبح ممثلًا شهيرًا، حقق نجومية كبيرة في أدوار البطولة والأدوار الثانوية.
حب الثقافة والمعرفة
نشأ صلاح السعدنى فى بيت ثقافة وشهرة، حيث إن شقيقه الأكبر الكاتب الصحفى محمود السعدنى الذى تربى على يديه وعلى حبه للمعرفة والكتابة، وكان يحبه كثيرا حتى إنه قال يوما: إن شقيقه محمود بالنسبة له هو مصر كلها وهو الحارة بجمالها وسحرها.. إنه ليس مجرد أخ أكبر، وليس مجرد فرد.. إنه قبيلة بأكملها بل مصر كلها.
تأثر في مطلع حياته بالمجموعة التي كانت ترافقه على مقهى عبد الله بالجيزة من كبار الأدباء والكتاب والشعراء: منهم كامل الشناوي، وعبد الرحمن الخميسي، ونعمان عاشور، ويوسف إدريس، وزكريا الحجاوي وصلاح جاهين ومحمد عودة وغيرهم.
مسلسل الضياع
ويحكى الفنان صلاح السعدنى عن بدايته الفنية فيقول: منذ طفولتى وأنا أعد نفسى لأصبح مهندسا زراعيا، ومن أجل هذا الغرض التحقت بكلية الزراعة، ومضت الأمور على ما يرام إلى أن قادنى قدري والتقيت بالزميل عادل إمام الذي استطاع أن يقلب حياتي رأسا على عقب، فمن خلاله عرفت التمثيل.. ومن هنا بدأت البحث عن إظهار الموهبة، كانت البداية عندما قدمنى المخرج محمد فاضل فى دور صغير بمسلسل "الضياع" عام 1960 مع بداية التليفزيون.
فى السينما اختاره المخرج يوسف شاهين فى دور الواد علوانى بفيلم "الأرض"، قدم بعدها دور الجندى مسعد فى فيلم "أغنية على الممر" عام 1973، تبعه أفلام “الرصاصة لا تزال فى جيبي، شقة فى وسط البلد، ملف فى الآداب، حكمتك يارب، طائر الليل الحزين، الشيطان يغني، درب سعادة، كونشرتو، جبروت امرأة، زمن حاتم زهران، أولاد الأصول، اليوم السادس”، وغيرها.
فى المسرح قدم أكثر من 25 مسرحية منها: اثنين فى قفة، الدخان، الدنيا مزيكا، حارة السقا، الملوك يدخلون القرية، زقاق المدق، البحر بيضحك ليه، وكانت آخر مسرحياته "الملك هو الملك"، ليتجه الى العمل بالتليفزيون.
أوراق مصرية
بدأ صلاح السعدنى مشواره مع الدراما التليفزيونية التى وصلت الى اكثر من 100 عمل، مع المخرج نور الدمرداش فى خماسية "الساقية" لعبد المنعم الصاوى.. وفى مسلسلات الرحيل وكان عمره 17 عاما، ثم أداء دور الأخرس أبو المكارم فى مسلسل "الضحية"، تبعها مسلسلات “القاهرة والناس” مع نور الشريف، عادات وتقاليد مع عقيلة راتب، شارع المواردي، كفر عسكر، أبنائى الاعزاء شكرا، أرابيسك، بين القصرين، قصر الشوق، حلم الجنوبي، أوراق مصرية، حارة الزعفراني، الأصدقاء، وكانت آخر أعماله الدرامية "القاصرات" عام 2013 مع داليا البحيرى وياسر جلال.
كانت شخصية “العمدة سليمان” فى مسلسل "ليالي الحلمية" بأجزائه المختلفة، أهم أدواره، وكان المرشح الأول للدور هو الفنان سعيد صالح، الذى اعتذر فحل بدلًا منه الفنان صلاح السعدني، في المسلسل الذي كتبه أسامة أنور عكاشة وأخرجه إسماعيل عبد الحافظ مع يحيى الفخراني وصفية العمري، واعتزل التمثيل لاعتلال صحته، ويحتجب عن الظهور وعن وسائل الإعلام.
حجم الدور
وفى النهاية، يقول صلاح السعدنى: حققت خلال مشواري الفني الذي امتد حوالي نصف قرن أكثر مما توقعت، وأخذت أكثر مما أستحق، فقد كان شغلي الشاغل البحث عن الجودة بغض النظر عن المقابل المادى أو حجم الدور.