صدفة لكن سيذكرها التاريخ... عامل مشترك يجمع بين استقالتي جونسون وتراس ووفاة الملكة
شهدت بريطانيا مؤخرا ثلاثة أحداث كبرى، وصودف أنها حدثت يوم خميس: استقالة رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون، ووفاة الملكة إليزابيث الثانية، وأمس استقالة رئيسة الوزراء ليز تراس.
تراس التي حطمت رقما قياسيا لأقصر ولاية لحكومة بريطانية، كانت أيضا رئيسة الوزراء الوحيدة التي قدمت الولاء لملكين في بلادها: الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، وخليفتها الملك تشارلز.
وظهرت الملكة مع تراس وهما تتصافحان خلال جلسة تضفي الطابع الرسمي على تعيين تراس، بعدما قدّم بوريس جونسون استقالته.
استقالة جونسون
في السابع من يوليو الماضي، أعلن جونسون استقالته، وذلك في ذات يوم الخميس الذي أعلن فيه ستة من الوزراء في حكومته استقالاتهم.
يوم الخميس ذاك، استقال جونسون إثر تداعيات فترة عصيبة عاشتها حكومته وإصراره على رفض الاستقالة، حتى يوم الأربعاء الذي سبق إعلانها، رغم موجة استقالات جماعية من حكومته شملت 50 وزيرا ومسؤولا فيها.
وكانت فضيحة الحفلات وارتفاع معدل التضخم بشكل حاد في عام 2022، إلى المعدل الحالي البالغ 9.1٪، عوامل أطاحت بجونسون.
استقالة تراس
كذلك الحال مع خليفته تراس، التي وصفت قرار استقالته "بالصائب"، وتحدثت عن إنجازات حققتها حكومته، بوصفها وزيرة للخارجية آنذاك، ودعت إلى الوحدة والهدوء حتى إيجاد رئيس جديد.
هدوء لم تنعم به تراس التي بدأت باكرا في مواجهة انتكاسات وانتقادات، وسرعان ما بدأت أوساط حزبها تتداول أسماء بديلة لتحل مكانها، وكما كان كبير صائدي الفئران في مقر الحكومة "القط لاري" (المعروف في بريطانيا بحساب في "تويتر" يديره عنه أحد موظفي الحكومة) أول مستقبلي تراس في مقر الحكومة، كان هو أيضا أول من أعلن أنها أصبحت "رئيسة وزراء سابقة" بل إنه أضاف: "لكنها لا تعلم بعد"، وذلك قبل يومين على إعلانها الاستقالة.
وكانت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس، افتتحت جلسة مساءلة حكومتها في البرلمان، الأربعاء، بصيحات الاستهجان ووابل من الانتقادات. إلا أن السياسية المحافظة تصدت هذه المرة بشدة للانتقادات والسخرية أيضًا، لاسيما من قبل زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر.
وفاة الملكة
بين الاستقالتين، رحلت يوم الخميس وفي الثامن من سبتمبر، الملكة التي كانت الأكبر عمرا بين ملوك وزعماء العالم، والأطوال بقاء في حكم بريطانيا.. إليزابيث الثانية.
بدأت تكهنات حول صحة الملكة خاصة حين خالفت التقاليد للمرة الأولى في عهدها بأن أجرت مراسم تسليم السلطة لتراس في مقر إقامة الملكة في بالمورال، بدلا من قصر باكنغهام في لندن.
تكهنات حسمتها شهادة الوفاة التي أكدت أن سبب رحيل الملكة التي حكمت طيلة 70 عاما، وتوفيت في 96 عاما من عمرها، هو "الشيخوخة".