محافظ القاهرة: 70% من غازات الاحتباس الحراري ناتجة عن المدن
أكد اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة أن مشروع كايرو بايك الذى دشن المرحلة الأولى منه الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء هو أول منظومة عامة لمشاركة الدراجات في مصر.
وأضاف: ونحن على أبواب مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP 27) والذي تشرف مصر باستضافته، تسعى محافظة القاهرة بدورها جاهدة لمواكبة تطورات العصر وتقديم كل ما هو من شأنه دعم تكامل وسائل المواصلات الصديقة للبيئة، وتيسير الممارسات الصحية وتعدد الاختيارات، وجميع العناصر التي تتسم بها المدن المستدامة وذلك سعيًا للحد من الاعتماد المتزايد على السيارات وتحسين نوعية الهواء وجودة الحياة، وأيضًا لحق المواطن في الـ"استمتاع" بتجربة التنقل في أنحاء المدينة.
وأكد عبد العال أن إعلان محافظة القاهرة بالتعاون مع شركاء التنمية عن تدشين منظومة ((كايرو بايك)) يأتي لتكون إضافة للتطور السريع في التنوع في وسائل التـنـقـل الصحى والصديق للبيئة.
وأضاف محافظ القاهرة أن مشروع كايرو بايك هو نتاج شراكة بين محافظة القاهرة وشركاء التنمية منذ بداية مراحل التخطيط ووصولًا لإبرام عقد التعاون الخاص بمنظومة مشاركة الدراجات فى يوليو 2019، وكان ذلك بدعم وتمويل من مؤسسة دروسوس السويسرية (Drosos) ودعم فني وإشراف من قبل معهد سياسة النقل والتنمية (ITDP) وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UNHABITAT).
وأوضح محافظ القاهرة أن فكرة منظومة مشاركة الدراجات (Bike-sharing) التي تستهدف الشباب وجميع فئات المجتمع هي أن تكون المدينة بها شبكة كبيرة من نقاط تتوافر بها دراجات للاستخدام العام، وتدار تلك المنظومة بتطبيق على الموبايل أو بوسائل دفع أخرى مثل البطاقات المدفوعة مقدمًا لتتناسب مع جميع الفئات وبأسعار منخفضة، مشيرًا إلى أن هذا ما سوف يتم توفيره في وسط البلد في المرحلة الأولى وسوف يتم التوسع فيها تدريجيًا فيما بعد حيث يتم توريد وتشغيل المنظومة من خلال تحالف من شركة مصرية رائدة هى شركة راسكوم الهندسية للبنية التحتية وشركة دنماركية لها سابق خبرة في أكثر من 70 مدينة حول العالم تضم شبكة من أكثر من 16000 دراجة.
وأشار محافظ القاهرة إلى أنه تم بنجاح عدة مراحل هامة في الأعوام الماضية من التخطيط والدراسات اللازمة، والتشاور المجتمعي، وحملات التوعية، ومراحل التشغيل التجريبي لتفهم الإحتياجات الخاصة بمختلف الفئات المجتمعية، ووصولًا للانتهاء من تجهيز محطات ودراجات المرحلة الأولى وأنظمة الدفع، وتم كذلك إعداد أول مرحلة من مسارات الدراجات في وسط البلد بطول ٢كم لتمثل خطوة أولى في رحلة تغيير ثقافي تدريجي ورحلة تعلم داعيًا الجميع للمشاركة فيها.
وأكد محافظ القاهرة أن موضوع "مشاركة الدراجات" مهم للغاية لفتح باب النقاش بين المدن ورؤساء البلديات والمحافظين والقطاع الخاص والمجتمع الدولى حول كيفية دعم مدننا في مصر وحول العالم لتحقيق الالتزام العالمى لخلق عالم خالٍ من الكربون وهو ما تحرص عليه جمهورية مصر العربية مؤكدًا أن علينا كحكومات محلية وهيئات دولية أن نعمل سويًا لدعم مدننا لتمكينها من مجابهة هذا التحدي حيث يجب منذ البداية أن يضمن تخطيط وتصميم مدننا المبادئ التي تعزز أنماط الحياة الصحية والصديقة للبيئة وتعزز الترشيد في استخدام الموارد الطبيعية والحد من الانبعاثات، كما يجب تحفيز استدامة ومرونة المدن من خلال ترسيخ مفاهيم البنية التحتية الخضراء والحفاظ على المساحات الخضراء والاستثمار في الطاقات المتجددة ووسائل التنقل المستدامة ودعم البيئة الحضرية الصديقة للمشاة وراكبي الدراجات وذلك توافقًا مع أجندة مصر التنموية فى الاستراتيجية الوطنية "رؤية مصر ٢٠٣٠" وتوافقًا مع أهداف التنمية المستدامة بما في ذلك الهدف رقم 11 والذى ينص على "جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع و آمنة وقادرة على الصمود ومستدامة".
وأشار محافظ القاهرة إلى أن ما يؤكد ويعزز اهتمام الدولة المصرية بالبيئة المادة 46 من دستور 2014 والتي تنص على أن "لكل شخص الحق فى بيئة صحية سليمة، وحمايتها واجب وطنى. وتلتزم الدولة باتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ عليها، وعدم الإضرار بها، والاستخدام الرشيد للموارد الطبيعية بما يكفل تحقيق التنمية المستدامة، وضمان حقوق الأجيال القادمة فيها."
وأكد محافظ القاهرة أن المدن هي المسؤولة عن 70% من متسببات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، لذا نحرص على تغيير الأنماط التي تعمل بها مدننا حتى لا تكون قضية التغير المناخى عائقًا أساسيًا لتنمية واستدامة مدننا، مشددًا على إنه من الضرورة القصوى أن نتعجل في العمل سويًا نحو تخفيض الانبعاثات وتحقيق أهداف اتفاقية باريس لمكافحة التغيرات المناخية والتكيف مع آثارها.
ووجه محافظ القاهرة الشكر لرانية هدية، مدير مكتب مشروعات مصر برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية UNHABITAT، والمسئولين بمعهد سياسة النقل والتنمية (ITDP)، ود. وسام البيه، المدير الإقليمي لمؤسسة دروسوس السويسرية،للتعاون المستمر والمثمر فى هذا المشروع، كما ثمن دور الإدارة العامة لمرور القاهرة والمسئولين فى المحافظة عن هذا المشروع.
وأشاد محافظ القاهرة بجميع شركاء التنمية المهتمين بالعمل البناء نحو مختلف أشكال تدخلات التنمية المستدامة في المدينة، آملًا أن يكون هذا اليوم بمثابة بداية جديدة للتحول الأخضر في شوارع مدننا.
حضر تدشين المشروع الذي أفتتحه د. مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء د.عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ونواب محافظ القاهرة للمناطق الأربعة، والرئيس التنفيذى لصندوق التنمية الحضرية، وعدد من السفراء، وشركاء التنمية من البرنامج والمؤسسات المعنية.