الرجال فيها عملة صعبة.. كيف أصبحت موسكو مدينة للنساء فقط وما علاقة بوتين بالأمر؟
للنساء فقط.. ليس عنوان لفيلم جديد بل هو الوضع الجديد في العاصمة الروسية موسكو المكتظة بأكثر من 12 مليون نسمة، وذلك هربا من قرار بوتين الخاص بفرض التعبئة العسكرية الجزئية.
للنساء فقط
وأكبر دليل على أن الروس يخشون ذلك القرار ويهربون خوفا من تنفيذه هو ما يمكن أن نراه فقد أصبحت العاصمة الروسية "للنساء وبلا رجال" وفقا لما يمكن استنتاجه من متابعة تقرير صحيفة "نيويورك تايمز" أمس الأربعاء، الذي أكدت فيه أن رجال روسيا يعيشون مختبئين من السلطات، لذلك تقلص وجود الرجال في العاصمة بشكل كبير، خصوصا في المطاعم والنوادي والتجمهرات الاجتماعية والملاهي على أنواعها.
وذكرت الصحيفة أيضا، أن هذا صحيح بشكل خاص بين المثقفين في المدينة، ممن لمعظمهم دخل وجوازات للسفر إلى الخارج وبرغم عدم وجود أرقام دقيقة، فإن التقديرات تشير إلى أن مئات الآلاف من الرجال غادروا البلاد منذ الإعلان عن التعبئة، ومعظمهم غادر في الأسابيع الأخيرة لتجنب التجنيد، أو تحسبا من أن روسيا قد تغلق الحدود إذا أعلن بوتين الأحكام العرفية، فتمت إضافة هؤلاء إلى من غادروا بالفعل رفضا للحرب، أو لأنهم، بسبب معارضتهم للكرملين، يخشون أن يتم سجنهم أو قمعهم.
إعلان التجزئة
وكان بوتين أعلن قبل وقت سابق أنه تم تجنيد ما لا يقل عن 220 ألف مواطن، لكنه اتضح أن معظمهم من مناطق محيطة وفقيرة في الاتحاد الروسي، فيما أعلن رئيس بلدية موسكو، انتهاء التعبئة في العاصمة رسميا، إلا أن نزوح الرجال كان واضحا للغاية في موسكو ومدينة سانت بطرسبرج، والسبب هو وجود المزيد ممن لديهم وسائل متاحة للتنقل، حيث يمكن ملاحظة نقص الرجال في زقاق Stoleshnikov الشهير، وهو أحد مناطق الحياة الليلية في موسكو، والمكتظ عادة بشبان روس عصريين يبحثون عادة عن اللهو والتسليات، إلا أنه ظهر مطلع الأسبوع الجاري فارغا نسبيا.
تطبيقات المواعدة
وفي الوقت نفسه ارتفعت تنزيلات تطبيقات المواعدة بشكل حاد في البلدان التي فر إليها الرجال الروس، خصوصا أرمينيا التي ارتفع فيها عدد التسجيلات الجديدة لتطبيق معروف باسم Mamba للمواعدة، بنسبة 135% تقريبا، وفق ما قاله ممثل "مامبا" لوكالة RBK المختصة في روسيا بالأخبار المالية. أما في جورجيا وتركيا، فزادت التنزيلات الجديدة 110% وزادت 32% بكازاخستان.
تكرار أزمة كورونا
قلة الرجال بسبب التعبئة، تزيد من الضرر اللاحق يوميا بالاقتصاد أيضا، ففي الأسبوعين الماضيين انخفض عدد الطلبات المتجاوزة قيمة الواحدة منها 1500 روبل في مطاعم موسكو، أي تقريبا 25 دولارا، بنسبة 32% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، فيما ورد بنشرة صدرت عن Sberbank المعروف كأكبر مصرف عالمي في روسيا، إغلاقه 529 فرعا في سبتمبر الماضي وحده. كما أفادت وسائل إعلام محلية أيضا، أن الحضور انخفض 60% في أحد أكبر نوادي اللقاءات الحميمة في موسكو، إضافة إلى انخفاض عدد حراس الأمن بسبب فرارهم.
هروب الأزواج
وفي الوقت نفسه، بقيت النساء المتزوجات في موسكو بعد هروب الأزواج، إلى درجة أن إحدى العاملات بالتصوير، واسمها Stanislava البالغة 33 سنة، قالت للصحيفة: "أشعر وكأننا بلد النساء الآن، فقد كنت أبحث عن أصدقاء ذكور لمساعدتي بنقل بعض الأثاث وأدركت أن جميعهم تقريبا قد غادروا".