رئيس التحرير
عصام كامل

أشياء غير متوقعة حدثت في جنازته.. وصية محمد فوزي قبل وفاته

محمد فوزى مع الفنانين
محمد فوزى مع الفنانين فى لقاء مع اللواء محمد نجيب

أرسل الفنان الراحل محمد فوزى رسالة إلى جمهوره قبل وفاته، قال فيها: “إن الموت علينا حق.. فإذا لم تمت اليوم ستموت غدا.. وأحمد الله أننى مؤمن بربى فلا أخاف الموت الذي قد يريحنى من الآلام التي أعانيها، فقد أديت واجبى نحو بلدى وكنت أتمنى أن أؤدى أكثر، لكن إرادة الله فوق كل إرادة والأعمار بيد الله، لكني لجأت إلى العلاج حتى لا أكون مقصرا في حق نفسى وفي حق مستقبل أولادي الذين لا يزالون يطلبون العلم في القاهرة تحياتي إلى كل إنسان أحبني ورفع يده إلى السما من أجلي، تحياتي لكل طفل أسعدته ألحاني تحياتي لبلدي أخيرا تحياتي لأولادي وأسرتي".

وفى يوم 21 أكتوبر 1966 خرجت جنازة الفنان محمد فوزى الذى رحل في مثل هذا اليوم العشرين من أكتوبر 1966 وهو في السادسة والأربعين من عمره، لكنه طلب ألا يدفن ليلا، وأن يدفن اليوم التالى الجمعة. 

وكانت وصيته بأن تبدأ جنازته من ميدان التحرير ويصلى عليه في الحسين، وقد ودعه إلى مثواه الأخير جمهور عريض.. على رأس المودعين الدكتور عبد القادر حاتم  والوزير محمد فايق، ولم يتحمل اسماعيل يس الموقف فأغمى عليه. 

تنبؤ بالرحيل 

يقال إن الشخص يشعر باقتراب موعد وفاته قبلها بفترة، ورغم عدم وجود دليل على صحة أو كذب تلك المقولة الشائعة، إلا أن تلك المقولة حدثت بالفعل مع الفنان الكبير محمد فوزى الذي رحل بعد معاناة مع مرض غريب أصابه حزنا على تأميم مصنع الأسطوانات الذى وضع فيه كل ما يملك وكان أول شركة أسطوانات في الشرق الأوسط وهو باسم "مصرفون"، واحتار الأطباء وقتها في تشخيص مرضه، حيث كان مرضًا نادرا لم يصب به سوى خمس حالات في العالم.

محمد فوزى ومديحة يسرى ومريم فخر الدين مع جموع الفنانين فى قطار الرحمة لجمع التبرعات 

امتدت مسيرة الجنازة من ميدان التحرير حتى مسجد الإمام الحسين، وصلى على الجثمان ثلاث مرات الاولى فى مسجد عمر مكرم والثانية فى مسجد الإمام الحسين والثالثة فى مسجد الكحلاوى بالبساتين حيث دفن الفنان الراحل.

انهيار هدى سلطان 

قام المطرب محرم فؤاد  والفنان فريد شوقى بحمل النعش وأصر يوسف وهبى على توديعه حتى المقبرة.. ولم تتحمل زوجته كريمة فأغمى عليها عند دفن الفقيد الراحل وانهارت شقيقته هدى سلطان. 


وتحت عنوان "رحلة محمد فوزى مع الآلام" كتب الناقد الفني جليل البنداري في جريدة أخبار اليوم يوم رحيل الفنان محمد فوزى بيقول: انتهت رحلة الأشواك والآلام التي قطعها المطرب محمد فوزي بين القاهرة ولندن وبرلين ونيويورك.. بحثا عن الشفاء من مرض وصفه أطباء العالم بالغموض،  ولم تبخل الدولة على فنانها بنفقات العلاج بعد أن أصبح تنقله بين عواصم الطب أمرا مكتوبا فأصدر جمال عبد الناصر قرارا بعلاجه كاملا على نفقة الدولة بعد أن استنفذ مدخراته في العلاج بمصر عاما كاملا.

عزاء الفنانين 

وأضاف: وقبل السفر بليلة حضرت جموع الفنانين لوداعه في بيته، فرأيت أم كلثوم تزوره في بيته ليلة السفر قلقة على أعصابها وتقول له (شد حيلك وخلص أنا في انتظار اللحن الجديد)، وبينما كنت أنا في زيارته رأيت محمد عبد الوهاب يدخل عليه فيراه نائما فيمد يده ويمسح جبهته وهو يتلو بصوت خفى آيات من القرآن الكريم، ورأيت تحية كاريوكا تمضى يوما كاملا في إنجاز أوراق سفره إلى لندن للعلاج السريع، وظلت بجواره حتى ركب الطائرة، ورأيت محمد عبد المطلب وهو يغنى مواله الحزين (وحار الطب في جرحك).

الجريدة الرسمية