سمحاء البلتاجي: 150 مليار دولار حجم سوق تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي
قالت الدكتورة سمحاء البلتاجي، أستاذة علوم الحاسب وعميدة كلية تكنولوجيا المعلومات بجامعة نيو جيزة والشريك المؤسس لأيم تكنولوجيس، أن تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي هما نافذتا العالم للمستقبل، وأصبح من الأهمية أن تتصدر المنطقة العربية مكانة في هذا المجال موضحة أن كل الدلائل تشير إلى أن المستقبل يقوده التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات الضخمة والأتمتة، وهي المحرك الأساسي لكافة قطاعات الأعمال والمجالات وحجر الأساس لتطوير أعمال الشركات وتحسين نتائجها مشيرة إلى أن حجم سوق تحليل البيانات والذكاء الاصطناعى يبلغ 150 مليار دولار بنهاية 2022 ومن المتوقع أن يصل إلى 250 مليار دولار بعد 5 سنوات اى بحلول 2027.
الذكاء الاصطناعي
و قالت أن المستهلك أهم محور في أعمال الشركات المعنية بتحليل البيانات حيث تضع خطط أعمالها وخططها التسويقية بهدف تلبية رغباته واحتياجاته، ومن هنا تأتي أهمية فهم ما يدور ببال المستهلكين والتعمق في فهم وتحليل طموحاتهم ورغباتهم واحتياجاتهم ومشاكلهم والعمل على تطوير أدوات تفهم اللغات واللهجات المحلية المستخدمة في المنطقة العربية لاستخراج النتائج بشكل أمثل.
وأضافت أن تنقيب البيانات وفهمها وتحليلها على وسائل التواصل الاجتماعي يتطلب من محللي البيانات البشرية والبرامج الآلية فحص كميات هائلة من البيانات الخام من أجل تمييز الأنماط والاتجاهات المتعلقة، والسلوكيات عبر الإنترنت، ومشاركة المحتوى، والاتصالات بين الأفراد، وسلوك الشراء عبر الإنترنت، وغير ذلك، وهو مجال كبير يعتمد على علوم الكومبيوتر وبيانات التعدين والتعلم الالي والإحصاء، ويتطلب ذوي خبرات ومهارات في هذا المجال وهو ما يمتلكه السوق المصري وشبابه وبالتالي توجد فرص هائلة لنمو المجال.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفى تم خلاله إجراء مناقشة المائدة المستديرة حول مستقبل مجال الذكاء الاصطناعي واستخداماته في التنقيب عن بيانات مواقع التواصل الإجتماعي ومناقشة أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وطرق جمع واستخلاص وتحليل ومعالجة البيانات والمعلومات واستخداماتها لتحليل البيانات الاجتماعية وتحليل آراء المستهلكين وتأثيره على أعمال المؤسسات الحكومية والخاصة.
من جانبه قال جون سعد، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لأيم تكنولوجيس، أن البيانات تعد هي الذهب الأسود الجديد مشيرا إلى وجود تزايد مستمر فى البيانات نتيجة انتشار الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي موضحا أنه رغم توافر البيانات لكن الأهم هو كيفية استخراجها والتعامل معها.
وأكد انهم يهدفون لدعم رؤية مصر 2030 واستراتيجية مصر للتحول الرقمي، وخطة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لبناء "مصر الرقمية" التي يقودها الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات الضخمة، بجانب تمكين الحكومات والشركات عن طريق الاستغلال الأمثل لما توفره التكنولوجيا الحالية والمستقبلية واستخدامه لفهم توجهات العملاء وتحليل تفاعل المواطنين مع الوزارات والجهات الخدمية والاستماع لمشاكل واقتراحات المواطنين بهدف تحسين مستوى الخدمات المقدمة بالإضافة إلى تقديم خدمات جديدة، حيث يمكن للشركات تحسين تجربة عملائهم بنسبة 20٪ بمرور الوقت، باستخدام أدوات وحلول الشركة.
وأكد على الرغبة فى توحيد الجهود مع المؤسسات الحكومية والتعليمية المحلية والإقليمية لمواصلة تطوير قدرات الذكاء الاصطناعي في المنطقة والمساعدة في تشكيل أجندة صناعة الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط للتغلب على التحديات باستخدام التكنولوجيا موضحا انهم يعدون أول شركة للذكاء الاصطناعي في المنطقة متخصصة في فهم وتحليل اللغات واللهجات المحلية المختلفة في الشرق الأوسط وأفريقيا، وقد حققت حجم تعاقدات بقيمة تتجاوز 40 مليون جنيه منذ تأسيسها، وباستثمارات وصلت لأكثر من 50 مليون جنيه.
وتستهدف مصر زيادة مساهمة الذكاء الاصطناعي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 7.7٪ بحلول عام 2030 وفقًا لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، وهو ما يؤكد على أن الذكاء الاصطناعي سوف يدخل في مجالات كثيرة في المستقبل وسوف يحل مكان البشر في وظائف مهمة.
وزارة الاتصالات
وتقوم الحكومة المصرية بجهود حثيثة في هذا المجال حيث تعمل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على رؤية لبناء صناعة ذكاء اصطناعي في مصر منذ عام 2019، كما أنشأت المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي لوضع اللوائح الخاصة بهذا القطاع، وهو ما يؤكد على حجم الفرص الهائلة التي سوف يوفرها هذا المجال في السنوات والعقود القادمة.