"ليس للشعر إمارة ولا أمير".. لهذا رفض رامي مبايعة شوقي أميرا للشعراء
حصل الشاعر أحمد شوقي ـ وُلد فى مثل هذا اليوم 16 أكتوبر عام 1868، ورحل فى أكتوبر 1932 ـ على لقب شاعر البلاط الملكي وأيضًا لقب "أمير الشعراء"، وهذا ليس من فراغ، وإنما جاء من حياته التي اتسمت بالرسمية والترف، وشابهت حياة القصور والأمراء، غير إن هذا التنصيب لاقى اعتراضًا كبيرًا من كثير من الشعراء مثل أحمد رامي وعباس العقاد.
ويحكي الأديب زكي مبارك، والذي كان قريبًا من شوقي، بعض تفاصيل حياته اليومية وعاداته التي كان يواظب عليها، وذلك بحسب ما ذكر كتاب "مشاهير وظرفاء القرن العشرين"، فيقول: "كان شوقى مدمنًا على التدخين، وكان يضع السيجارة في مبسم من الكهرمان، وما رأيته يومًا بدون سيجارته، وكان يشرب الشاي من وقت إلى آخر، كما كان مغرمًا بأكل البيض، كان يأكله نيئًا عند نظم الشعر".
حياة الترف
ولم يكن شوقي يستحم بالماء كما يستحم الناس، وإنما يستحم بالكولونيا، وكانت زوجته التي تقدر مواعيده للغاية، كما لم يكن شوقي يفطر في البيت، وإنما يمضي مع الشروق فيفطر في مطعم عام وكذلك العشاء، وكان يحب أفخم الثياب إلا أنه كان لا يرتدي رابطة العنق ويقول إنها تذكره بحبل المشنقة.
حماسة حافظ إبراهيم
في عام 1927، بايع شعراء العرب كافة شوقي أميرًا لهم ليصبح لقبه "أمير الشعراء"، كما يلقب حافظ إبراهيم بـ"شاعر النيل"، وبشارة الخورى بـ"الأخطل الصغير"، وغيرهم.
ظل شوقي محل تقدير الناس وموضع إعجابهم ولسان حالهم، حتى فاجأه الموت بعد فراغه من نظم قصيدة طويلة يحيي بها مشروع القرش الذي نهض به شباب مصر، في أكتوبر عام 1932.
وحدث أن اجتمع الشعراء؛ حافظ إبراهيم وأمين نخلة وخليل مطران، وغيرهم من الشعراء في حفل مهيب بدار الأوبرا لمبايعة أحمد شوقي بك أميرًا للشعراء.
وتخلف الأديب عباس محمود العقاد عن حضور حفل التنصيب معترضًا، وزاد على ذلك أنه كتب عدة مقالات يصف فيها مصر بأنها بلد عقيم لم تنجب شاعرًا واحدًا، لا فى عهد القدماء ولا في العهد الإسلامى واتهم كل الشعراء بالتقليد، واصفًا مبايعي شوقى بأنهم جهلاء بحقيقة الشعر والشعراء.
وقال العقاد: "بقراءة شعر شوقي لم أجد فيه شعرًا ولا شبيهًا بالشعر، وإنما كل ما فى الأمر أنه قام بتدوين المحاضر الرسمية اليومية".
في الحفل ألقى شاعر النيل حافظ إبراهيم قصيدة جاء في مطلعها (أمير القوافي قد أتيت مبايعًا.. وهذه وفود الشرق قد بايعت معي).
وكتب الشاعر أحمد رامي يقول: "أنا معترض أصلًا على أن يكون للشعر إمارة ولها أمير، إلا أنى أعترف بأن أحمد شوقى كان أعظم من قرض الشعر منذ قال الشعراء شعرًا، وله عندى أعظم منزلة لكنى لا أعترف للشعر بإمارة أو أمير".
الشوقيات
والفائز بإمارة الشعر "أحمد شوقي"، أصدر ديوانه الأول "الشوقيات" في مارس 1900، وقال في مقدمته: "أنا عربي تركي يوناني جركسي، أصول أربعة مجتمعة تكفله مصر، كما كفلت أبويه من قبل... وما زال لمصر الكنف المأمول على أنها بلادي وهى منشأي ومقبرة أجدادي".