رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد رامي.. سرقت أم كلثوم أول أغانيه وعاتبها في "يا مسهرني"

أم كلثوم وأحمد رامى
أم كلثوم وأحمد رامى مشوار طويل من العشق والغناء

شعره مليء بالأحاسيس والمشاعر الدافئة والرومانسية، قصائده شاهدة على موهبته وعبقريته الفنية، أكسبته الشراكة مع أم كلثوم خلودا لأغانيه، خاصة انها غنت له 137 أغنية عبرت كلها عن حبه وهيامه بها وعشقه لها لمدة تزيد عن نصف قرن،إنه  الشاعر أحمد رامي الذى ولد في مثل هذا اليوم 9 أغسطس عام 1892.

ولد شاعر الشباب أحمد رامي ــ كما كان يحب أن يوصف ــ بحي الناصرية، اسمه بالكامل أحمد محمد رامي، جده الأميرلاي حسن الكريتلي، وكان ضابطًا في الجيش العثماني، جاء إلى مصر في عهد الخديو إسماعيل، أما أبوه فهو محمد بك رامي، الذي اختاره الخديو عباس الثاني ليعمل طبيبًا في جزيرة قولة، ومن هنا أمضى الابن أحمد رامي عامين في جزيرة قولة، وعندما بلغ التاسعة تركه والده مع عمته لتربيته، وذلك في منطقة الإمام الشافعى وسط المقابر والأضرحة؛ مما ترك في نفسه الشعور بالكآبة والعزلة.

ترجمة رباعيات الخيام 

عمل مدرسا فى مدرسة المنيرة الابتدائية بعد حصوله على البكالوريا، فاقترب من حي السيدة زينب الذى أثر فيه دينيا وتراثيا، ترك المدرسة ليعمل في مكتبة مدرسة المعلمين، ثم انتقل إلى دار الكتب لينهل من كتبها، فتم اختياره للسفر في بعثة على نفقة الدولة إلى السوربون بباريس لدراسة اللغات الشرقية فأتقن اللغة الفارسية، وعاد وقد بدأ عملا وصف بالإعجاز فى ترجمة "رباعيات الخيام"، حتى إنه لقب بعمر الخيام.

انت الحب بـ 3000 جنيه 

بدأ كتابة الأغنية مقابل جنيه واحد، ومنها أغنية “إن كنت أسامح وأنسى الأسية” لأم كلثوم عام 1926، وكتب آخر أغنية "انت الحب" مقابل 3000 جنيه، وكتب  للمسرح مسرحية "غرام الشعراء"، وترجم مسرحيات سميراميس، وفي سبيل التاج، وشارلوت، ورباعيات الخيام وهى مكونة من 175 بيتا، وكانت من أولى الترجمات العربية عن الفرنسية.
شاعر كل العصور، اشتهر بكتابة الشعر الرومانسى بالفصحى والعامية، وتغنى بأشعاره ملايين من هواة الطرب والفن الأصيل ارتبط اسمه بعشرات الأشعار الغنائية الشهيرة التي خرجت بصوت سيدة الغناء العربى أم كلثوم، ولُقب بشاعر الشباب، فغنت له كوكب الشرق في بدايتها عام 1924 اغنية " الصب تفضحه عيونه " وكانت ترتدى العقال والجلباب، دون ان تعرفه او تعرف من هو صاحب الأغنية الذي كان يقيم في باريس بعد أن أخذها ملحنها أبو العلا محمد ولحنها لها، وعندما عاد رامى الى مصر بحث عن صاحبة الصوت التي غنت أشعاره دون إذنه، وبدأت سنية حبه الطويل لها ليقدم لها أجمل أشعاره.

وعندما سئل رامي لماذا أحب أم كلثوم ولم يتزوجها قال ـ وكما ذكر ابنه توحيد - لو تزوجتها لكنت أبطل كتابة الشعر، بالطبع سأجعلها تترك الغناء وسيكون هذا أسوأ شيء أفعله للغناء.

آخر أغنية غنتها له أم كلثوم كانت “يا مسهرني”، وكانت بمثابة همسة عتاب منه لها، لأنها لم تفكر في زيارته رغم مروره بحالة من الاكتئاب حبسته في منزله فترة طويلة، تقول كلمات الأغنية ماخطرتش على بالك يوم تسأل عني، لكن عندما دعاه الرئيس السادات في عام 1975 لتأبينها  قال:ما جال في خاطري أنّي سأرثيها،بعد الذي صغت من أشجى أغانيها يـا درة الفـن، يـا أبـهى لآلئه،سبحـان ربي بديع الكونِ باريها.

جوائز وتكريمات 

عمل رامي مستشارا بالإذاعة عام 1954، واختير عضوًا بلجنة النصوص واللجنة الدائمة لجمعية المؤلفين والملحنين في باريس وعضوًا بلجنتى الشعر والفنون الشعبية بالمجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، وحصل على جائزة الدولة التقديرية عام 1965، وسلمها له الرئيس جمال عبد الناصر فى عيد العلم، وحصل عليها مرة ثانية عام 1967 فى الآداب ووسام الفنون والعلوم، كما منحه الرئيس السادات الدكتوراة الفخرية فى الفنون.

الجريدة الرسمية