8 أشهر في الجحيم.. قصة مأساة عروس الإسماعيلية.. بدأت بالضرب يوم الزفاف.. وانتهت بالاحتجاز والتعذيب
مرت مها محمد عروس الإسماعيلية بـ 8 شهور مأساوية، كانت تحمل خلالها بأن تتحول حياتها إلى الأفضل بعد عشرة الزواج، ذاقت خلالها الأمرين لتتحول الفتاة التي لم يتجاوز عمرها الثلاثين عاما، من زهرة متفتحة إلى حطام إنسانة بدأت يوم عروسها بالضرب والإهانة، وتختم حياتها الزوجية بين ساحات المحاكم.
حلم الزفاف وبشاعة المشهد
كانت مها مثل أي فتاة تحلم بيوم عرسها ذهب في صبيحة ذلك اليوم ذهبت لصالون التجميل ارتدت فستانها الأبيض لتعد نفسها لليلة الفرح المرتقب، وما لبثت إلى أن جاء عريسها ليصطحبها إلى قاعة الأفراح ومنها إلى مسكن الزوجية، وبعد أن خرجت من صالون التجميل انهال عليها عريسها بالضرب والسب والإهانات في مشهد شهده شارع السلطان حسين أشهر شوارع الإسماعيلية، ووثقته الصحفية أميرة عبد الحكيم، الصحفية بجريدة "البوابة نيوز"، والتى تصادف وجودها بالشارع وقت وقوع حادثة الضرب وشاهد عيان.
التراجع خوفا من المجتمع
لم يقف الأمر عند هذا الحد بل تطور إلى الذهاب إلى قسم الشرطة لكن العروس وبمحاولات من الأهالي قررت عدم اللجوء للشرطة خوفا من كلام الناس ونظرة المجتمع لها والتي يعرفها الجميع، فكيف يحدث هذا مع عروس في ليلة زفافها إلا إذا كان هناك أمر خفي دفع العريس إلى قيامه بضربها والذى اتضح بعد ذلك أن السبب هو تأخر العروس في صالون التجميل عن موعد جلسة التصوير وذلك حسب ما رواه العريس عبدالله أحمد محمود لـ"فيتو" وقت الواقعة، لتزداد مها قهرا وبوئسا على قهرها.
"كل حمام يا بيه"
بعد وصلة الضرب والساعات العصيبة التي تعرضت لها عروس الإسماعيلية والتى وقعت أحداثها بشهر فبراير الماضي من عام 2022، أجبرها زوجها عنوة للخروج إلى وسائل الإعلام من خلال بث مباشر لإحدى الصفحات لتطمئن الناس أنها بخير وأنها وصلت بسلام إلى عش الزوجية رغم أن شكلها كان لا يبدو عليه السعادة مما يشير إلى إجبارها على أداء هذا المشهد الهزلى الذى سبقه وصلة ضرب في الشارع وانتهى بفيديو الصباحية الشهير المعروف بـ"كل حمام يا بيه".
15 يوما في الاحتجاز
بعد أن غابت العروس الجميلة عن العيون وكادت أن ينسى الجميع حكايتها انشغالا بالمزيد من التريندات الرقمية، وزوابع السوشيال ميديا، عاودت العروس التي أصبحت زوجة مقهورة محتجزة ومعتدى عليها في الظهور مرة أخرى بعد استغاثة أهلها بوسائل الإعلام انقذوا مها محبوسة بقالها 15 يوم.
ظهرت مها محمد عروس الإسماعيلية وهي في حالة يرثى لها حيث تعرضت للضرب المبرح واكتشف والدها هذا الأمر خلال ذهابه لها وهو يحمل علبة حلوى المولد ليتفاجأ بابنته تخرج له من شرفة شقة ليست بشقتها وهي رثة الحال ولم تنطق بكلمة سوى "الحقني يا بابا".
الاب يستغيث
لم يدري الأب ماذا يفعل فهرول إلى قسم الشرطة حيث تواصل مع النجدة والصحفيين أميرة عبد الحكيم، وأسماء خليل لنجدة ابنته من منزل الزوجية الذى أصبح بالنسبة لها جحيما، بعد أن تم احتجازها 15 يوما بلا هاتف أو أى وسيلة تواصل مع أهلها لتشعر تلك العروس بمزيد من القهر والمذلة جراء ما تعرضت له من صنوف العذاب البدني والنفسي لتضاف بذلك إلى قائمة المعنفات اللاتي ذقنا مرارة العنف والقهر الأسرى من زوج لا يعرف للرحمة عنوان.
محضر رسمي
استردت الضحية حريتها عقب خروجها من منزل الزوجية إلى منزل أبيها وسط ضغط نفسي كبير جراء الكبوة النفسية التي تعرضت لها، حيث قامت بتحرير محضر بقسم شرطة ثان ثم قامت بعمل تقرير طبي والذى أثبت تعرضها للضرب وإصابات جسدية متنوعة.
روى والد عروس الإسماعيلية "محمد عمران" أنه ذهب لزيارة ابنته فوجدها في حالة يرثى لها حيث كانت في حالة انهيار تام وبعد قيامه بعدة محاولات قام بإخراجها من المنزل واصطحبها إلى منزل العائلة، وأضاف أنه لم يعد لديه رغبة في أن تكمل ابنته هذه الزيجة التي كانت وبال عليه وعلى عائلته وأضاف أنه قلم باتخاذ كافة الإجراءات القانونية لحصول ابنته على كافة حقوقها.
تحرك المجلس القومي للمرأة
ومن جانبها قامت الدكتورة عفاف الكومي مقررة فرع المجلس القومي للمرأة بالإسماعيلية بزيارة لمنزل مها محمد عروس الإسماعيلية، وأكدت لها أنها على كامل الاستعداد لمساعدتها سواء كانت هذه المساعدة قانونية أو معنوية، بخاصة وأن المجلس بصدد افتتاح وحدة المرأة الآمنة المعنية بتقديم الدعم النفسي للسيدات المعنفات أمثال عروس الإسماعيلية.
انتقال فريق النيابة العامة
وانتقل فريق من النيابة العامة بالإسماعيلية، في وقت سابق إلى منزل المتهم «عبد الله» عريس الإسماعيلية لمعاينة مكان حبس واحتجاز زوجته «مها محمد» المعروفة إعلاميًا بـ "عروس الإسماعيلية.
الاستماع إلى الشهود
كما استمعت النيابة العامة لأقوال شهود العيان والأهالي بالمنطقة، عن واقعة ضرب المجني عليها بـ "شومة" داخل منزلها ومنعها من الخروج، أو التواصل مع أفراد عائلتها.
وكان قد قرر القاضي الجزئي بمجمع محاكم الإسماعيلية، تجديد حبس المتهم" عبد الله "عريس الإسماعيلية، 15 يوما عقب انتهاء فترة الحبس الاحتياطى الأولى، والتى قدرت 4 أيام.
الاستماع إلى أقوال المجني عليها
وكانت النيابة العامة قد استمعت إلي أقوال المجني عليها مها محمد المعروفة اعلاميًا باسم "عروسة الإسماعيلية" وندبت النيابة الطب الشرعي لفحص إصابتها لبيان أسبابها وتوقيت حدوثها.
واستمعت إلى أقوال المجني عليها في واقعة احتجازها والاعتداء عليها بالضرب بـ "شومة" داخل المنزل ومنعها من الخروج أو التواصل مع أي من أفراد أسرتها.
وقالت المجني عليها أمام النيابة العامة إن والدها جاء لزيارتها قبل يومين بمناسبة المولد النبوي الشريف فاستغاثت به فور وصوله إلا أن زوجها منعها من النزول الأمر الذي دفعه للجوء إلى الشرطة ولما بثت الأحداث في التطور حتى صدر قرار النيابة بالإحالة إلى محاكمة عاجلة.