في ذكرى ميلادها.. ما لا تعرفه عن الفنانة نازك.. ولهذا السبب أطلق عليها المطربة السجينة
مطربة صاحبة صوت جميل بل صوت حنون مؤثر لكنها خجولة لديها مجموعة من القيم والأخلاق لا يمكنها التخلي عنها، ولذلك كانت فترة تواجدها على الساحة الفنية قليلة جدًّا، أطلق عليها النقاد المطربة السجينة ـ أى السجينة داخل نفسها هي هيبة مدقة الحسينى الشهيرة بـ نازك.
اكتشفها الملحن اللبناني حليم الرومى عام 1946 وكانت في السابعة عشرة تتلمذت على يديه، وتعلمت أصول الغناء في لبنان، وبدأت حياتها الفنية مرددة كورس في إذاعة الشرق الأدنى.
بداية صادمة
وُلدت نازك في مثل هذا اليوم 14 أكتوبر 1928 بلبنان لوالد من أصل ليبى حضرت إلى مصر عام 1953، واكتشفها المطرب محمد فوزي وقدمها في فيلم "كل دقة في قلبي"، وقدمت فيه أغنيتها الشهيرة بنفس الاسم، ولأنها تتصف بالحياء والخجل الشديد من إلقاء كلام الحب والغزل نهرها وقسى عليها محمد فوزى فبمجرد انتهاء التصوير عادت إلى لبنان ولم تنتظر عرض الفيلم ونجاحه.
شبيهة أسمهان
شبه النقاد نازك بأسمهان خصوصا عند غنائها أغنية ليالي الأنس في فيينا فأطلقوا عليها شبيهة أسمهان، وأطلق عليها الناقد كمال النجمي لقب توأمة أسمهان، أيضا كان صوتها مزيج بين صوت فايزة وصوت اسمهان لذلك لم يترك صوتها بصمة في الغناء.
عادت إلى مصر عام 1953 واختارها المخرج محمود ذو الفقار للمشاركة في فيلم (بنت الجيران) ولم يستكملا التصوير بسبب التعثر المالي، لكنها انضمت للإذاعة لجمال صوتها الشرقى، وتعاونت مع كبار الملحنين مثل الموجى والسنباطى والقصبجى ورؤوف ذهنى وعلى إسماعيل وفريد الأطرش الذى قدم لها أغنية وحيدة حزينة بعنوان (متقولش كنا وكان ياريت دا كله ما كان) من كلمات إسماعيل الحبروك.
ولو يا أسمر ولو
تركت نازك السينما تماما وتفرغت للغناء ومن أجمل أغانيها: يا حلو تحت التوتة ألحان محمد محسن، جاءت معذبتى، لو تعلمين، سهران لحن أحمد صدقى، أنا والربيع تلحين زكريا أحمد، أنا والنجوم، ليته يعرف الملل، هوه ده الكلام تلحين رياض السنباطى وغيرها، إلا أنه من أشهر أغنياتها وأنجحها: ولو يا أسمر ولو، كل دقة في قلبى بتسلم عليك، كتبوا كتابك يا نقاوة عينى، نور الصباح محلاه لعبد الحميد توفيق زكى، سلاما يا إلهى، جمال الروح، خلى الأمل فكرتك، الله أكبر في الإسلام عزتنا، سكن الليل، فاكرك وفاكرنى وغيرها.
شاركت المطربة نازك مطربين مصريين في تقديم أوبريتات إذاعية منها الزمان والحب مع كارم محمود، متحف الفن مع محمد قنديل، أغنية الأم أحن قلب في الدنيا مع محمد فوزي، ثم أصابها الاكتئاب في آخر سنواتها وترددت على المصحات ووهبت نفسها لغناء التواشيح الدينية فقط .
وسافرت إلى ليبيا موطن أسرتها الأصلي في منتصف الستينيات، وهناك أدت أغاني ليبية مثل: عزتنا في الإسلام، التقينا، التي تقول فيها "والتقينا لم يعد للحزن معنى.. فانثنينا وانتشينا وطربنا".
أمنية أخيرة
ولم تلق نازك نجاحًا في ليبيا فاعتزلت الحياة، وارتدت الحجاب، وتفرغت للعبادة والصلاة وتقديم الأغاني الدينية صوتا فقط إلى أن توفيت عام 1999، وأمنيتها قبل رحيلها أن ترتل القرآن الكريم بصوتها في الإذاعات العربية.