جائزة عبد الله بن عبد العزيز في القاهرة
"ينفرد المترجم بنصه وحيدا لشهور أو لسنوات وقد تأتى مثل هذه اللحظة التي يخرج فيها المترجم من كهفه المظلم ليراه الناس".. هكذا تقريبا قال سمير مينا جريس أحد الفائزين بجائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز في دورتها العاشرة معبرا عن حال المترجم الذي يقضي الشهور والسنوات من أجل التواصل مع ثقافات أخرى وربطها بثقافات مغايرة دون أن يراه أحد!!
كان حفلا أسطوريا بالقاعة الكبرى للاحتفالات بجامعة القاهرة العريقة التي حظيت هذا العام باستضافة إعلان جوائز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة، والتي طافت 9 عواصم قبل أن تحط علينا في قاهرة المعز اليوم.
التنظيم كان مدهشا وحضور لفيف كبير من المثقفين والمفكرين والمترجمين والعلماء والمسئولين من عدة عواصم عربية وأوروبية وأسيوية، وكان للحضور الطلابي لأبناء جامعة القاهرة مفعول السحر في التواصل أثناء إعلان جوائزها القيمة.
تبارى العلماء والمترجمون والمؤسسات ودور النشر في المشاركة على تلك الجائزة التي صنعت لنفسها مكانا مرموقا على المستوى الدولى، تعبيرا عن سعى المواطن العربي لبناء جسور التواصل مع الثقافات الأخرى، أخذا بأخذ وردا برد وعطاء بعطاء.
ولسمعة الجائزة عالميا فقد شارك فيها عدد كبير من الأفراد والمؤسسات بأعمال مهمة في كل النواحي العلمية والعلوم الإنسانية، وقد حظي بالفوز مصريون وسعوديون ومغاربة وسوريون وأوزبكستان ومؤسستا العبيكان ودار العربى للنشر.
رحب الأستاذ الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة باختيار مجلس أمناء الجائزة لقاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة هذه الدورة، وهي التي شهدت زيارة تاريخية للملك المؤسس عبد العزيز آل سعود عليه رحمة الله.
وبارك الحفل بكلمة منه فضيلة الدكتور شوقى علام مفتى الديار المصرية كما حرص عدد كبير من خريجى جامعة القاهرة على رأسهم الدكتور مفيد شهاب على الحضور.
الجائزة تؤصل لفكرة التواصل بين الحضارات وسد الفجوة بيننا كعرب وبين الثقافات الأخرى، وهي في مجملها عمل إنساني مهم تحتاج إلى خطوات أخرى للسير على نفس النهج والنسق تدعيما للتواصل الإنساني.