زي النهاردة.. ألمانيا النازية تنسحب من عصبة الأمم وبدء مخططات هتلر للانتقام من الغرب
في مثل هذا اليوم من عام 1933 انسحبت ألمانيا النازية من عصبة الأمم، أوّل منظمة أمن دولية تأسست بعد الحرب العالمية الأولى وهدفت إلى الحفاظ على السلام العالمي، وذلك بحجة فشل مؤتمر نزع السلاح العالمي بتحقيق التكافؤ في التسلح بين فرنسا وألمانيا، ليبدأ هتلر مخططاته للانتقام من الغرب وما حققوه من مصالح على حساب بلاده في الحرب العالمية الأولى.
عن عصبة الأمم
تأسست عقب مؤتمر باريس للسلام عام 1919، الذي أنهى الحرب العالمية الأولى، وتبنت فلسفة دبلوماسية مثلت نقلة نوعية في الفكر السياسي الذي كان سائدًا في أوروبا والعالم طيلة السنوات المائة السابقة على إنشائها.
كانت العصبة تفتقد لقوة مسلحة خاصة بها قادرة على إحلال السلام العالمي الذي تدعو إليه، لذا كانت تعتمد على القوة العسكرية للدول العظمى لفرض قراراتها والعقوبات الاقتصادية على الدول المخالفة لقرار ما.
غير إنها لم تلجأ لهذا أغلب الأحيان لأسباب مختلفة، منها أن أعضاء العصبة كان أغلبهم من الدول العظمى التي تتعارض مصالحها مع ما تقرّه الأخيرة من قرارات، فكانوا يرفضون التصديق عليها أو الخضوع لها والتجاوب معها.
وغالبًا ما قام بعضهم بتحدي قراراتها عنوة وأظهر احتقارًا لها ولمن أصدرها، فعلى سبيل المثال، اتهمت العصبة جنودًا إيطاليين باستهداف وحدات من الصليب الأحمر أثناء الحرب الإيطالية الحبشية الثانية، فجاء رد رئيس الحكومة الإيطالية بينيتو موسوليني يقول: «إن العصبة لا تتصرف إلا عندما تسمع العصافير تصرخ من الألم، أما عندما ترى العقبان تسقط صريعةً، فلا تحرّك ساكنًا»، كما انسحبت المانيا النازية ضاربة بأهمية المؤسسة الدولية عرض الحائط.
أثبتت العصبة عجزها عن حل المشكلات الدولية وفرض هيبتها على جميع الدول دون استثناء، عندما أخذت أغلب دول الغرب تستهزئ بقراراتها ولا تأخذها بعين الاعتبار، وتستخدم العنف تجاه جيرانها من الدول والأقليات العرقية.
عن ألمانيا النازية
يقصد بألمانيا النازية الدولة التي تشكلت بين عامي 1933 و1945، عندما سيطر أدولف هتلر وحزبه النازي على الدولة وحوَّلوها إلى دكتاتورية فاشية، واحتل هتلر معظم البلدان الغربية على رأسها فرنسا، لكنه خسر في النهاية وانتهى النظام النازي بعد أن هَزمت دول الحلفاء ألمانيا في مايو 1945، مما أنهى الحرب العالمية الثانية في أوروبا بعد خراب دام طويلًا.