على جثتي.. لماذا هدد رفعت المحجوب نظام مبارك.. وكيف نجا من فخ "مرسيدس صدام"؟
علامة مضيئة فى تاريخ العمل السياسى والبرلماني، خالف نظام مبارك حين قرر بيع القطاع العام وقال وقتها " على جثتى" ففضح صفقات كثيرة عزمت الحكومة على إتمامها، فى مثل هذا اليوم 12 أكتوبر عام 1990 كان الشارع المصري على موعد مع حركة إرهابية غادرة كان ضحيتها الدكتور رفعت المحجوب ـ رئيس مجلس الشعب فى ذلك الوقت ـ هو علامة مضيئة في تاريخ العمل البرلماني والسياسى.
ولد الدكتور رفعت المحجوب عام 1926 بمدينة الزرقا محافظة دمياط، وحصل على ليسانس الحقوق جامعة القاهرة 1948 وسافر الى باريس وحصل على الدراسات العليا في القانون والعلوم السياسية جامعة باريس، والدكتوراة في الاقتصاد عام 1953 ولما عاد إلى مصر تولى عمادة كلية الاقتصاد جامعة القاهرة عام 1971، واختاره الرئيس السادات وزيرا برئاسة الجمهورية ونائبا لرئيس الوزراء، وأمينا عاما للاتحاد الاشتراكى.
حارب الدكتور رفعت المحجوب الفساد والمفسدين خلال تواجده في البرلمان، ففضح سماسرة بيع القطاع العام من رجال الأعمال في جلسة برلمانية منعت إذاعتها، وسافر على رأس وفد برلماني إلى بغداد لبحث حل سلمى للمشكلة العراقية الكويتية مع الرئيس صدام حسين وقد أهداه صدام سيارة مرسيدس مما أثار المعارضة في مصر ضده واتهموه بالرشوة والفساد لكنه كان قد تنازل عنها إلى وزارة المالية المصرية.
تولى الدكتور رفعت المحجوب رئاسة مجلس الشعب حتى رحيله عام 1990، ونتيجة لعملية إرهابية كبرى سقط صريعا ولم تعرف حتى الآن من الجاني، فعند فندق سميراميس كان على السيارة التى كان يستقلها الدكتور رفعت المحجوب أن تهدئ من سرعتها حتى تنحرف فى اتجاه الكورنيش فى طريقها إلى الميريديان وفى تلك اللحظة خرج أربعة شبان لا يزيد أكبرهم على 25 سنة، يركبون دراجتين بخاريتين ويحملون أسلحة آلية سارعوا بحصار السيارتين ثم ترجلوا وراحوا يطلقون النار على من فيهما بلا رحمة، ومن بين 400 طلقة خرجت من أسلحتهم استقرت ثمانين طلقة فى جسد الدكتور رفعت المحجوب وحارسه الشخصى الجالس إلى جواره المقدم عمرو سعد الشربينى وسائقه كمال عبد المطلب وموظف بمجلس الشعب هو عبد العال على رمضان.
قبض على المتهمين الأربعة وبعد تحقيقات دامت عاما منع أسرة المحجوب من حضورها صدر الحكم ببراءة المتهمين وأغلقت القضية.
متهمون فى الجريمة
قيل إن أسرة الرئيس مبارك كانت قد حامت حولها الشبهات في مقتل المحجوب وقد تعددت الروايات حول واقعة الاغتيال منهم من قال إنها مدبرة، ومنهم من قال إن المقصود لم يكن المحجوب بل كان وزير الداخلية في ذلك الوقت،وقال البعض إنها الجماعة الإسلامية، وفى النهاية وطويت أوراق القضية بفعل الزمن.
تكريم وأوسمة
حصل الدكتور رفعت المحجوب على عدة اوسمة رفيعة منها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى سلمه له الرئيس جمال عبد الناصر عام 1963، ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1975 وجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة عام 1980.