رئيس التحرير
عصام كامل

تقارير‭ ‬‮ "كله‭ ‬تمام" ‬‭ ‬تهدد‭ ‬مستقبل‭ ‬وزير‭ ‬التعليم.. وفيات و‬ضرب.. صدمات‭ ‬مدوية‭ ‬فى‭ ‬أول‭ ‬عام‭ ‬دراسى‭ ‬لـ‭ ‬رضا‭ ‬حجازي

رضا حجازي وزير التربية
رضا حجازي وزير التربية والتعليم

لا‭ ‬يوجد‭ ‬خطر‭ ‬حقيقى‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬وزير‭ ‬التعليم‭ ‬الدكتور‭ ‬رضا‭ ‬حجازى‭ ‬وبقائه‭ ‬فى‭ ‬المنصب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬تقارير‭ ‬“كله‭ ‬تمام”‭ ‬التى‭ ‬حمَّلته‭ ‬فى‭ ‬عامه‭ ‬الأول‭ ‬مسئولية‭ ‬تدهور‭ ‬حال‭ ‬الأبنية‭ ‬التعليمية‭ ‬والمدارس‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المتوارثة‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬فالواقع‭ ‬الذى‭ ‬نعيشه‭ ‬أصبح‭ ‬يشهد‭ ‬وفيات‭ ‬وإصابات‭ ‬وضربا‭.. ‬حوادث‭ ‬وكوارث‭ ‬مؤسفة‭ ‬شهدها‭ ‬الأسبوع‭ ‬الأول‭ ‬فقط‭ ‬للعام‭ ‬الدراسى‭ ‬الجديد‭ ‬2022‭-‬2023‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬انعكس‭ ‬بإضافة‭ ‬متاعب‭ ‬وأزمات‭ ‬للمواطن‭ ‬المصرى،‭ ‬لتتحول‭ ‬مظاهر‭ ‬بهجة‭ ‬العام‭ ‬الدراسى‭ ‬إلى‭ ‬هلع‭ ‬وخوف،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬فاحت‭ ‬رائحة‭ ‬الموت‭ ‬من‭ ‬جدران‭ ‬المدارس‭.‬

الإهمال والفوضى

لا‭ ‬صوت‭ ‬يعلو‭ ‬فوق‭ ‬صوت‭ ‬الإهمال‭ ‬والفوضى‭ ‬والكثافات‭ ‬المرتفعة،‭ ‬حيث‭ ‬عم‭ ‬الخوف‭ ‬والهلع‭ ‬فى‭ ‬نفوس‭ ‬الأطفال‭ ‬لما‭ ‬شاهدوه‭ ‬أمام‭ ‬أعينهم‭ ‬من‭ ‬كواليس‭ ‬وفاة‭ ‬طفلتين‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تقارير‭ ‬مكتب‭ ‬الوزير‭ ‬التى‭ ‬أكدت‭ ‬جاهزية‭ ‬المدارس‭ ‬لاستقبال‭ ‬الطلاب‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬التقارير‭ ‬التى‭ ‬تم‭ ‬تقديمها‭ ‬إليه،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الواقع‭ ‬شهد‭ ‬عكس‭ ‬ذلك،‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬قصورًا‭ ‬تامًّا‭.‬


الكارثة‭ ‬الأولى‭ ‬بمدرسة‭ ‬المعتمدية‭ ‬بنات‭ ‬بالجيزة،‭ ‬حيث‭ ‬توفيت‭ ‬فتاة‭ ‬نتيجة‭ ‬الإهمال‭ ‬وعدم‭ ‬جاهزية‭ ‬المدارس‭ ‬وصيانتها‭ ‬بشكل‭ ‬جيد،‭ ‬والأخرى‭ ‬توفت‭ ‬أيضًا‭ ‬بمدرسة‭ ‬سيد‭ ‬الشهداء‭ ‬الابتدائية‭ ‬نتيجة‭ ‬قصور‭ ‬تطبيق‭ ‬المواصفات‭ ‬الكاملة‭ ‬لبناء‭ ‬المدارس‭ ‬وعجز‭ ‬المدرسين‭ ‬الذى‭ ‬تشهده‭ ‬المدارس‭ ‬المصرية،‭ ‬بخلاف‭ ‬الإصابات‭ ‬وحالات‭ ‬التعدى‭ ‬والضرب‭ ‬التى‭ ‬شهدتها‭ ‬المدارس‭.‬


ويواجه‭ ‬التعليم‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬أبرزها‭ ‬مشكلة‭ ‬الكثافات‭ ‬نتيجة‭ ‬الزيادة‭ ‬السكانية،‭ ‬والتى‭ ‬أصبحت‭ ‬قنبلة‭ ‬موقوتة‭ ‬تواجه‭ ‬التعليم‭ ‬دون‭ ‬حلول‭ ‬لها،‭ ‬وبات‭ ‬هناك‭ ‬ضرورة‭ ‬ملحة‭ ‬لإنشاء‭ ‬فصول‭ ‬ومدارس‭ ‬جديدة‭ ‬لاستيعاب‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الطلاب‭ ‬بمختلف‭ ‬المحافظات،‭ ‬إذ‭ ‬وفقا‭ ‬للإحصائيات‭ ‬الرسمية‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬لنظم‭ ‬المعلومات‭ ‬ودعم‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬بالوزارة،‭ ‬يبلغ‭ ‬إجمالى‭ ‬عدد‭ ‬المدارس‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬57‭ ‬ألفا‭ ‬و749‭ ‬مدرسة،‭ ‬بها‭ ‬518‭ ‬ألفا‭ ‬و553‭ ‬فصلا،‭ ‬ويدرس‭ ‬فيها‭ ‬24‭ ‬مليونا‭ ‬و403‭ ‬آلاف‭ ‬و924‭ ‬طالبا‭ ‬وطالبة،‭ ‬ويعمل‭ ‬بها‭ ‬1015700‭ ‬معلم،‭ ‬وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬مشكلة‭ ‬عجز‭ ‬المعلمين‭ ‬فى‭ ‬مختلف‭ ‬التخصصات‭.‬

قرارات عاجلة

أصدر‭ ‬الوزير‭ ‬قرارات‭ ‬عاجلة‭ ‬وتحذيرات‭ ‬شديدة‭ ‬اللهجة‭ ‬أحدثت‭ ‬ثورة‭ ‬داخل‭ ‬أروقة‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬والتعليم‭ ‬الفنى‭ ‬بعد‭ ‬مُضى‭ ‬الأسبوع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الجديد،‭ ‬حيث‭ ‬حرص‭ ‬حجازى‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬ضبط‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬وتحقيق‭ ‬أعلى‭ ‬معدلات‭ ‬الأمن‭ ‬والسلامة‭ ‬داخل‭ ‬المدارس،‭ ‬وتوعد‭ ‬بمعاقبة‭ ‬المخالفين‭ ‬وعدم‭ ‬قبول‭ ‬أية‭ ‬تجاوزات‭ ‬أو‭ ‬أخطاء،‭ ‬واتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬فورا‭ ‬تجاه‭ ‬من‭ ‬يقصر‭ ‬فى‭ ‬أداء‭ ‬واجبات‭ ‬عمله‭.‬

شدد‭ ‬وزير‭ ‬التعليم‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المديريات‭ ‬التعليمية‭ ‬بضرورة‭ ‬مراجعة‭ ‬صيانة‭ ‬المدارس‭ ‬والمبانى‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬ودقيق‭ ‬ووصف‭ ‬أوضاعها‭ ‬بكل‭ ‬أمانة،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬قامت‭ ‬بإعداد‭ ‬استمارة‭ ‬يتم‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬رصد‭ ‬وتوضيح‭ ‬موقف‭ ‬المدارس‭ ‬من‭ ‬الصيانة‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬مدخل‭ ‬المدرسة،‭ ‬وسلامة‭ ‬المبنى‭ ‬وإرسالها‭ ‬إلى‭ ‬الوزارة‭ ‬كما‭ ‬شدد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تنفيذ‭ ‬جداول‭ ‬الإشراف‭ ‬اليومى‭ ‬بجدية‭ ‬كاملة‭ ‬ومحاسبة‭ ‬المقصرين‭.‬

وأكد‭ ‬الدكتور‭ ‬رضا‭ ‬حجازى،‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬أنه‭ ‬سيتم‭ ‬إغلاق‭ ‬المدارس‭ ‬غير‭ ‬الآمنة‭ ‬التى‭ ‬تحتاج‭ ‬لصيانة‭ ‬شاملة‭ ‬ولا‭ ‬تصلح‭ ‬لاستمرار‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬مع‭ ‬إعادة‭ ‬مراجعة‭ ‬جميع‭ ‬الأبنية‭ ‬التعليمية‭ ‬بما‭ ‬تشمله‭ ‬من‭ (‬تجهيزات‭ ‬مدرسية‭ ‬–‭ ‬فصول‭ ‬دراسية‭ ‬–‭ ‬أفنية‭ - ‬أثاث‭ - ‬معامل‭ - ‬حجرات‭ ‬أنشطة‭ ‬–‭ ‬دورات‭ ‬مياه‭ ‬–‭ ‬أسوار‭ - ‬طرقات‭ ‬–‭ ‬ملاعب‭ - ‬أدوات‭ ‬إطفاء‭ ‬الحريق‭)‬،‭ ‬وتكثيف‭ ‬خطط‭ ‬المتابعات‭ ‬الميدانية‭ ‬للقيادات‭ ‬بالإدارات‭ ‬والمديريات‭ ‬داخـل‭ ‬المـدارس،‭ ‬وإحكام‭ ‬إغلاق‭ ‬أبواب‭ ‬المدارس‭ ‬بمجرد‭ ‬بدء‭ ‬اليوم‭ ‬الدراسى،‭ ‬عدم‭ ‬مغادرة‭ ‬المدرسة،‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬خروج‭ ‬جميع‭ ‬الطلاب،‭ ‬وغلق‭ ‬باب‭ ‬المدرسة‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬اليوم‭ ‬الدراسى‭.‬

كثافة الفصول

وللقضاء‭ ‬على‭ ‬مشكلة‭ ‬كثافات‭ ‬الفصول‭ ‬ومواجهة‭ ‬الكثافة‭ ‬السكانية‭ ‬وإيجاد‭ ‬مكان‭ ‬لكل‭ ‬طفل‭ ‬يبلغ‭ ‬سن‭ ‬الإلزام‭ ‬فى‭ ‬التعليم،‭ ‬وحل‭ ‬أزمة‭ ‬مدارس‭ ‬الفترات‭ ‬الممتدة،‭ ‬والمتمثلة‭ ‬فى‭ ‬المدارس‭ ‬التى‭ ‬تعمل‭ ‬فترتين،‭ ‬وأخرى‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬تعمل‭ ‬ثلاث‭ ‬فترات،‭ ‬وتغطية‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬الجمهورية‭ ‬بالمدارس‭ ‬اللازمة،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬التطرق‭ ‬إلى‭ ‬ملف‭ ‬الإنشاءات‭ ‬المدرسية‭ ‬والمسئول‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬هيئة‭ ‬الأبنية‭ ‬التعليمية،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬الملف‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬الملفات‭ ‬التى‭ ‬تعانى‭ ‬منها‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية،‭ ‬فإتاحة‭ ‬مكان‭ ‬لكل‭ ‬طفل‭ ‬لكى‭ ‬يتعلم‭ ‬يعتبر‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬الأحلام‭ ‬الكبيرة،‭ ‬وإنجازه‭ ‬كفيل‭ ‬بحل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬الوزارة‭.‬

قال‭ ‬مصدر‭ ‬بهيئة‭ ‬الأبنية‭ ‬التعليمية‭ ‬إنه‭ ‬حتى‭ ‬سبتمبر‭ ‬2021‭ ‬تم‭ ‬إنشاء‭ ‬66705‭ ‬فصول‭ ‬ضمن‭ ‬4203‭ ‬مشروعات‭ ‬منهم‭ ‬عدد‭ ‬8011‭ ‬فصلا‭ ‬بإجمالى‭ ‬374‭ ‬مشروعا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشاركة‭ ‬جهات‭ ‬أخرى،‭ ‬والباقى‭ ‬تم‭ ‬تنفيذه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المتاح‭ ‬للهيئة‭ ‬بإجمالى‭ ‬عدد‭ ‬58694‭ ‬فصلا‭ ‬ضمن‭ ‬3829‭ ‬مشروعا‭ ‬بإجمالى‭ ‬تكلفة‭ ‬حوالى‭ ‬ 22‭.‬5‭ ‬مليار‭ ‬جنيه،‭ ‬وتمت‭ ‬تلك‭ ‬المشروعات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬جميع‭ ‬محافظات‭ ‬الجمهورية‭.‬

وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬تولى‭ ‬محور‭ ‬إنشاء‭ ‬وتطوير‭ ‬المبانى‭ ‬المدرسية‭ ‬بالمشروع‭ ‬القومى‭ ‬لتنمية‭ ‬الريف‭ ‬المصرى‭ ‬مبادرة‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬وذلك‭ ‬بإجمالى‭ ‬عدد‭ ‬يتجاوز‭ ‬1100‭ ‬مشروع‭ ‬بإجمالى‭ ‬14000‭ ‬فصل،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬وصيانة‭ ‬1200‭ ‬مدرسة‭.‬

صيانة المدارس

وأكد‭ ‬أنه‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬تجاوزت‭ ‬مشروعات‭ ‬صيانة‭ ‬المدارس‭ ‬بمختلف‭ ‬محافظات‭ ‬الجمهورية‭ ‬لـ‭ ‬ 20‭ ‬ ألف‭ ‬مدرسة،‭ ‬وذلك‭ ‬لتطوير‭ ‬ورفع‭ ‬كفاءة‭ ‬وصيانة‭ ‬المبانى‭ ‬المدرسية،‭ ‬كما‭ ‬أوضح‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬تصميم‭ ‬وتنفيذ‭ ‬تجهيزات‭ ‬متميزة‭ ‬للمدارس‭ ‬اليابانية‭ ‬ومدارس‭ ‬المتفوقين‭ ‬والمدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬والدولية‭ ‬ومدارس‭ ‬المنحة‭ ‬الألمانية‭ ‬حيث‭ ‬تجاوز‭ ‬العدد‭ ‬لـ‭ ‬حوالى‭ ‬1‭.‬6‭ ‬مليون‭ ‬تخته،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬رفع‭ ‬ميزانية‭ ‬هيئة‭ ‬الأبنية‭ ‬التعليمية‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬مشكلة‭ ‬الكثافة‭.‬

وكشف‭ ‬أن‭ ‬ميزانية‭ ‬هيئة‭ ‬الأبنية‭ ‬التعليمية‭ ‬تتراوح‭ ‬سنويا‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬6‭ ‬إلى‭ ‬8‭ ‬مليارات‭ ‬جنيه،‭ ‬لذلك‭ ‬هناك‭ ‬مطالبات‭ ‬مستمرة‭ ‬من‭ ‬الهيئة‭ ‬لزيادة‭ ‬الميزانية‭ ‬لـ12‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬العجز‭ ‬البالغ‭ ‬130‭ ‬مليار‭ ‬جنيه،‭ ‬بحيث‭ ‬يمكن‭ ‬بناء‭ ‬فصول‭ ‬جديدة،‭ ‬وتوفير‭ ‬أماكن‭ ‬لحوالى‭ ‬800‭ ‬ألف‭ ‬طالب‭ ‬يدخلون‭ ‬التعليم‭ ‬سنويا‭.‬

يقول‭ ‬الدكتور‭ ‬تامر‭ ‬شوقى،‭ ‬أستاذ‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬والتقويم‭ ‬التربوى‭ ‬بجامعة‭ ‬عين‭ ‬شمس‭ ‬والخبير‭ ‬التربوى،‭ ‬إن‭ ‬التعليم‭ ‬المصرى‭ ‬يواجه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬والتحديات‭ ‬التى‭ ‬تهدد‭ ‬أى‭ ‬جهد‭ ‬لتطوير‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المشكلات‭ ‬مرتبطة‭ ‬ببعضها‭ ‬بعضا،‭ ‬فالمشكلة‭ ‬الواحدة‭ ‬مثل‭ ‬ارتفاع‭ ‬كثافة‭ ‬الفصول‭ ‬يترتب‭ ‬عليها‭ ‬انخفاض‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬وعجز‭ ‬المعلمين،‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬نظرتنا‭ ‬واسعة‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬المشكلات‭.‬

وأوضح‭ ‬أستاذ‭ ‬التربية‭ ‬أن‭ ‬مشكلة‭ ‬ارتفاع‭ ‬كثافة‭ ‬الطلاب‭ ‬فى‭ ‬الفصول‭ ‬جعلت‭ ‬الفصل‭ ‬يضم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬60‭ ‬تلميذا،‭ ‬بل‭ ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬تلميذ،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬الكثافة‭ ‬العالية‭ ‬تؤثر‭ ‬فى‭ ‬قدرة‭ ‬الطلاب‭ ‬على‭ ‬الاستيعاب،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬قدرة‭ ‬المعلم‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬نقل‭ ‬المعلومة‭ ‬لهؤلاء‭ ‬التلاميذ‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬حل‭ ‬مشكلة‭ ‬كثافة‭ ‬الفصول‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إعادة‭ ‬توزيع‭ ‬الطلاب‭ ‬على‭ ‬المدارس‭ ‬المختلفة‭ ‬داخل‭ ‬نفس‭ ‬الإدارة،‭ ‬وتقسيم‭ ‬الطلاب‭ ‬إلى‭ ‬فترتين‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬المدارس‭ ‬عالية‭ ‬الكثافة،‭ ‬والاستعانة‭ ‬بالتعليم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الشاشات‭ ‬فى‭ ‬المدارس‭ ‬التى‭ ‬تسمح‭ ‬مساحتها‭ ‬بتجميع‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬التلاميذ‭ ‬فى‭ ‬نفس‭ ‬الصف‭ ‬الدراسى،‭ ‬وفتح‭ ‬باب‭ ‬التبرع‭ ‬لرجال‭ ‬الأعمال‭ ‬لبناء‭ ‬مدارس‭ ‬بكافة‭ ‬مشتملاتها‭ ‬كـ‭ ‬الأجهزة‭ ‬والأدوات‭ ‬والملاعب‭ ‬وتكاليف‭ ‬تعيين‭ ‬المعلمين‭ ‬الجدد،‭ ‬وإطلاق‭ ‬أسمائهم‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المدارس‭.‬

وأوضح‭ ‬شوقى،‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬المشكلات‭ ‬أيضًا‭ ‬العجز‭ ‬فى‭ ‬المعلمين،‭ ‬وقد‭ ‬تفاقمت‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬نتيجة‭ ‬لبعض‭ ‬العوامل‭ ‬مثل‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬تكليف‭ ‬خريجى‭ ‬كليات‭ ‬التربية،‭ ‬وخروج‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المعلمين‭ ‬سنويا‭ ‬إلى‭ ‬المعاش‭ ‬بدون‭ ‬تعيين‭ ‬جدد،‭ ‬موضحا‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬حل‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إعطاء‭ ‬الأولوية‭ ‬عند‭ ‬تعيين‭ ‬معلمين‭ ‬جدد‭ ‬ضم‭ ‬خريجى‭ ‬تخصصات‭ ‬تمكنهم‭ ‬من‭ ‬تدريس‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مادة‭ ‬متشابهة،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬خريجى‭ ‬أقسام‭ ‬العلوم‭ ‬الذين‭ ‬يمكنهم‭ ‬تدريس‭ ‬مواد‭ ‬العلوم‭ ‬المختلفة‭ ‬مثل‭ ‬الفيزياء،‭ ‬والكيمياء‭ ‬والأحياء‭.‬

المعلمون المنتدبون

أشار‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬إعادة‭ ‬المعلمين‭ ‬المنتدبين‭ ‬إلى‭ ‬الإدارات‭ ‬والمديريات‭ ‬الأخرى‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬الاحتياج‭ ‬إليهم‭ ‬لسد‭ ‬العجز،‭ ‬وإضافة‭ ‬سنة‭ ‬كاملة‭ ‬لكليات‭ ‬التربية‭ ‬بحيث‭ ‬تكون‭ ‬للتدريب‭ ‬العملى‭ ‬للطلاب‭ ‬فى‭ ‬المدارس‭ ‬والتوسع‭ ‬فى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬لخريجى‭ ‬الجامعات‭ ‬والكليات‭ ‬خاصة‭ ‬كليات‭ ‬التربية‭ ‬فى‭ ‬المدارس‭ ‬وإلزام‭ ‬الموجهين‭ ‬للمواد‭ ‬المختلفة‭ ‬بالتدريس‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬يوما‭ ‬فى‭ ‬الأسبوع‭ ‬لحين‭ ‬تعيين‭ ‬معلمين‭ ‬جدد،‭ ‬وكذلك‭ ‬عمل‭ ‬محاضرات‭ ‬مجمعة‭ ‬للطلاب‭ ‬خاصة‭ ‬لطلاب‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية،‭ ‬ويفيد‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬اتباع‭ ‬نظام‭ ‬التعلم‭ ‬الهجين‭ ‬حيث‭ ‬تنقسم‭ ‬أيام‭ ‬الدراسة‭ ‬بين‭ ‬الحضور‭ ‬للمدرسة‭ ‬وحضور‭ ‬المنصات‭ ‬التعليمية‭.‬


من‭ ‬جانبه‭ ‬أوضح‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬عبد‭ ‬العزيز،‭ ‬أستاذ‭ ‬التربية‭ ‬بجامعة‭ ‬عين‭ ‬شمس،‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬لابد‭ ‬لوزير‭ ‬التعليم‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬قواعد‭ ‬بيانات‭ ‬حقيقية‭ ‬عن‭ ‬الأبنية‭ ‬والمعلمين‭ ‬والتلاميذ‭ ‬والكثافة‭ ‬الطلابية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬ومفردات‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية،‭ ‬ووضع‭ ‬الحلول‭ ‬التقليدية‭ ‬وغير‭ ‬التقليدية،‭ ‬وخاصة‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬رئيس‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭ ‬لسنوات،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬الرجل‭ ‬الثانى‭ ‬فى‭ ‬الوزارة‭ ‬ولديه‭ ‬البيانات،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬وضع‭ ‬الحلول‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬الصعب،‭ ‬ولكن‭ ‬المطلوب‭ ‬فقط‭ ‬هو‭ ‬الشفافية،‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬وضع‭ ‬الحلول‭ ‬المناسبة‭ ‬ستستمر‭ ‬مشكلات‭ ‬التعليم‭ ‬تتفاقم‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭.‬

من‭ ‬ناحيتها،‭ ‬فندت‭ ‬عبير‭ ‬أحمد،‭ ‬مؤسس‭ ‬اتحاد‭ ‬أمهات‭ ‬مصر‭ ‬للنهوض‭ ‬بالتعليم،‭ ‬وائتلاف‭ ‬أولياء‭ ‬أمور‭ ‬المدارس‭ ‬الخاصة،‭ ‬بعض‭ ‬المشكلات‭ ‬التى‭ ‬واجهت‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬فى‭ ‬الأسبوع‭ ‬الأول‭ ‬للعام‭ ‬الدراسى‭ ‬الجديد‭ ‬2022‭-‬2023‭.‬.

وذكرت‭ ‬عبير‭ ‬بعض‭ ‬المشكلات‭ ‬التى‭ ‬تلخصت‭ ‬منها‭ ‬الكثافة‭ ‬الطلابية‭ ‬داخل‭ ‬الفصول،‭ ‬وسوء‭ ‬تنظيم‭ ‬دخول‭ ‬الطلاب‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬المدارس‭ ‬والتدافع‭ ‬والزحام‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الجلوس‭ ‬فى‭ ‬‮«‬التختة‭ ‬الأولى‮»‬،‭ ‬وغياب‭ ‬بعض‭ ‬المشرفين،‭ ‬وعدم‭ ‬القيام‭ ‬بدورهم‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭ ‬مما‭ ‬تسبب‭ ‬فى‭ ‬حدوث‭ ‬إصابات‭ ‬للطلاب‭ ‬وحالة‭ ‬وفاة‭ ‬لطالبة‭.‬

وكذلك‭ ‬عدم‭ ‬التزام‭ ‬بعض‭ ‬المدارس‭ ‬بالقرارات‭ ‬الوزارية‭ ‬الخاصة‭ ‬بسداد‭ ‬مصروفات‭ ‬العام‭ ‬الدراسى‭ ‬على‭ ‬4‭ ‬أقسام‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمدارس‭ ‬الخاصة،‭ ‬وكذلك‭ ‬ربط‭ ‬المصروفات‭ ‬بتسليم‭ ‬الكتب‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬المدارس‭.‬

نقلًا عن العدد الورقي…

الجريدة الرسمية