التأثيرات الصحية لتغير المناخ.. دراسة بالقومي للبحوث: تسبب تسمم الدم لحديثي الولادة.. والسرطانات والزهايمر أبرز أمراض الإجهاد التأكسدي
هناك علاقة مباشرة بين الاحتباس الحراري وانتشار الأمراض وتأثير واضح لتغير المناخ على صحة الإنسان وآثاره المباشرة على البشر (مثل اضطرابات التنفس والحساسية) بالاضافة الى انه يؤثر على انتشار ناقلات الأمراض الوبائية مثل الأنفلونزا والطاعون والملاريا وحتى كوفيد 19.
وكشفت الدكتورة نجلاء خلوصى عميد معهد الوراثة البشرية وأبحاث الجينوم بالمركز القومي للبحوث أنه يمكن أن يتسبب المناخ العالمي الأكثر دفئًا في أن يكون للطفرات عواقب أكثر خطورة على صحة الكائنات الحية من خلال تأثيرها الضار على وظيفة البروتينات المكونة للخلايا والقائمة على الوظائف الحيوية للخلايا فى الأنسجة المختلفة.
وأضافت أنه قد يكون لهذا تداعيات كبيرة على قدرة الكائنات الحية على التكيف والبقاء على قيد الحياة في المستقبل. وعلى المدى الطويل، سيتعين على الكائنات الحية أن تتكيف جينيًا مع هذه التغيرات البيئية السريعة: وإلا فقد تموت حيث يحدث هذا التكيف عن طريق الطفرات التي تسبب تغيرات في الجينوم وهنا تكمن الخطورة فى تواراثها عبر الأجيال.
التسمم الدموى فى الطفل الوليد
وفي دراسة لمعهد البحوث الطبية والدراسات الإكلينيكية كشفت أن تعفن الدم الوليدي هو السبب الرئيسي للمرض والوفاه عند حديثي الولادة، ويتأثر تعفن الدم البكتيري بالتغيرات الموسمية، واجريت هذه الدراسة لاكتشاف آثار الاختلاف الموسمي على تعفن الدم عند حديثي الولادة وتحديد العوامل البكتيرية المعزولة وملف حساسيتها للمضادات الحيوية.
واشتملت هذه الدراسة المقطعية على 100 مولود مشتبه اصابتهم بتعفن الدم الوليدي، وأجريت خلال مواسم الصيف والشتاء، وأظهرت هذه الدراسة أن التغيرات الموسمية لها تأثيرات على تعفن الدم الوليدي من حيث اختلافهما في أعراض المرض وعزلات البكتيريا. كانت معظم العزلات حساسة Carbapenems ومقاومة لكل من Unasyn وCephalosporins (الجيل الثالث).
الإجهاد التأكسدي
وتناولت دراسة أخرى بالمركز القومي للبحوث إستحداث محس كيميائى حيوى يعتمد فى تصنيعة على استخدام مواد نانومترية متقدمة للتطبيقات الطبية الحيوية وذلك لتقدير بيروكسيد الهيدروجين داخل جسم الانسان حيث أن إرتفاع مستوى بيروكسيد الهيدروجين فى الدم يجعل الجسم فى حالة إجهاد تأكسدى مستمر مما يؤدى فى النهاية إلى إصابة الإنسان بأمراض أخرى مثل الزهايمر وأمراض القلب والسرطانات فالكشف المبكر والمستمر عنه يفيد فى سرعة الشفاء ويساعد على التحكم فى المرض والحد من تطور مضاعفاته العديدة.
وأوضحت الدراسة أن بيروكسيد الهيدروجين يستخدم فى العديد من الصناعات حيث يدخل فى صناعة معجون الاسنان والمطهرات وبعض منتجات البشرة والشعر ومعالجة مياة الصرف الصحى بإزالة الشوائب العضوية منها كما انه يستخدم فى تبييض لب الخشب لصناعة الورق ومع ازدياد هذه الصناعات التى تعتمد عليه أصبح احتمال تراكم بيروكسيد الهيدروجين فى البيئة امر محتمل وقد يضر بعض الفطريات الهامة (phytoplankton) التى يتغدى عليها بعض الكائنات البحرية مما قد يؤثر على السلسلة الغذائية وهو ما تم التنويه عنه فى 2014 من قبل الجمعية الكيميائية الامريكية كما أنه يعتبر مادة آكله للمعادن.