رئيس التحرير
عصام كامل

زي النهاردة.. اندلاع حرب الرمال بين المغرب والجزائر

حرب الرمال بين المغرب
حرب الرمال بين المغرب والجزائر

في مثل هذا اليوم من عام 1963 - اندلعت حرب الرمال بين الجزائر والمغرب بسبب مشاكل حدودية بعد نحو عام من استقلال الجزائر وعدة شهور من المناوشات على الحدود بين البلدين.

 

عن أسباب الأزمة 

نشأت مشكلة الحدود الجنوبية بين المغرب والجزائر عام 1963م عندما أرادت السلطات المغربية استرجاع منطقتي تندوف وبشار من الأراضي الجزائرية، حيث بدأ المغرب مطالبات للتوسع داخل هذه المناطق، بالإضافة لأراض تابعة للجزائر وموريتانيا. 

لم تلتفت باريس إلى المطالب المغربية، وبادرت عام 1957 بإقرار منظومة إدارية جديدة للصحراء، واقترحت على المغرب بدء مفاوضات لحل الإشكال الحدودي القاضي بإرجاع تلك المناطق إلى المغرب. 

عرضت فرنسا على المغرب استعادة بسط سيطرته على المناطق التي يطالب بها شريطة تأسيس الشركة الفرنسية المغربية المنظمة المشتركة للمناطق الصحراوية المكلفة باستغلال الموارد المنجمية المكتشفة حديثا في الصحراء  ووقف دعم الثورة الجزائرية.

لكن الملك محمد الخامس رفض العرض الفرنسي مؤكدا أن المشكلات الحدودية ستحل مع السلطات الجزائرية بعد استقلالها عن فرنسا، ووقعت الرباط يوم 6 يوليو 1961 اتفاقا مع فرحات عباس، رئيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، يعترف بوجود مشكلة حدودية بين البلدين، وينص على ضرورة بدء مفاوضات الحل مباشرة عند استقلال الجزائر.

 

اشتعال الحرب 

اندلعت بشكل مفاجئ حرب إعلامية بين البلدين، حيث صرحت الجزائر أن المغرب لديه أطماع توسعية في المنطقة، فيما رأى المغرب في الاتهامات الجزائرية تبحث عن امتداد لها في منطقة المغرب العربي.

رفض المغرب موقف الجزائر وفي مارس 1963 نشر خارطة أسماها المغرب الكبير في الجريدة الرسمية للدولة وضمت ثلث الجزائر حتى عين صالح والصحراء الغربية التي كانت في ذلك الوقت ماتزال خاضعة لإسبانيا وموريتانيا المستقلة سنة 1960 والتي تم فصلها عن مملكة المغرب بتشجيع من فرنسا وقسم من مالي المستقل سنة 1960.

تطورت الأحداث بعدها بشكل متسارع، حيث شنت عناصر من القوات الجزائرية يوم 8 أكتوبر 1963 هجومًا على منطقة حاسي البيضاء قُتل فيه عشرة عناصر من الجيش المغربي الموجود بالمركز العسكري للبلدة.

سارعت المغرب بعدها إلى إرسال أكثر من وفد رسمي إلى الرئيس الجزائري احمد بن بلة للاحتجاج على الهجوم المفاجئ على الالجنود المغاربة وغيره من الهجمات التي اتهمت الرباط أطرافا جزائرية بالقيام بها على مناطق حدودية بين الدولتين جنوبا وشمالا منها منطقتا تينجوب وإيش.

وصل الجانبان إلى طريق مسدود، وأغلقت أبواب التفاوض والعمل الدبلوماسي وأصبح البلدان على حافة الحرب واندلعت بالفعل بعد مناوشات مكثفة على طول الحدود إذ مع مرور الوقت أصبح الاشتباك حقيقي ودار اقتتال عنيف حول واحة تندوف وفكيك. 

 

منظمة الوحدة الأفريقية 

بعد مفاوضات توسطت خلالها منظمة الوحدة الأفريقية والجامعة العربية بين الطرفين جرى الاتفاق على توقيع اتفاق وقف لإطلاق النار وتحديد منطقة منزوعة السلاح وتعيين مراقبين من الدولتين لضمان حياة وسلام في هذه المنطقة وتشكيل لجنة تحكيم لتحديد المسؤولية حول من بدأ العمليات الحربية بين البلدين ودراسة مشكلة الحدود بين الطرفين وتقديم مقترحات إيجابية لهما.

الجريدة الرسمية