مهنة قد تقودك للسجن.. أسرار صناعة الأختام النحاسية بالمنيا.. آل الجندي 70 سنة خبرة.. ورقابة يومية من الأموال العامة للورشة
قد تراها مهنة سهلة وبدون رقابة، ولا تخضع للأحكام القضائية، ولكنها في الأصل مهنة قد تلقي بك الى داخل السجن.. انها مهنة الأختام النحاسية بالمنيا.
عندما تمر بسوق البندر بمدينة أبوقرقاص، الواقع جنوب محافظة المنيا، يخطف انظارك «دكان عم جندي» ذاك المكان الذي قارب على الستين عاما، و تجد في استقبالك شاب يدعي حسام الجندي نجل صاحب المحل المخصص في صناعة الأختام النحاسية.
يجلس «حسام الجندي»، ذاك الشاب الأربعيني، وأمامه مكتب تعتليه "عدة الشغل" المكونة من المبرد الحدادى وأقلام الحفر والأختام النحاس المختلفة الأحجام والأشكال.
يقول إبن مدينة أبوقرقاص خلال حديثه مع «فيتو»، إن صناعة الأختام النحاسية في المنيا عامة وأبوقرقاص خاصة مهنة يدوية قديمة تقاوم الاندثار فى عصر التكنولوجيا،فكانت لها الصدارة فى الحياة العملية، وتراجعت مع التطورات التكنولوجية، وارتفاع مستوى التعليم.
أصبحت المهنة قاصرة على المواطنين البسطاء، الذين لا يجيدون القراءة والكتابة، لتكون مع بصمة الأصبع، بديلا عن الإمضاء على العقود، واستلام المعاشات والمعاملات الحكومية.
«مش أى حد يعرف يحفر الأسماء على النحاس»، بتلك الكلمات، إستكمل الشاب الأربعيني، حديثة لـ"فيتو، مضيفًا أنها مهنة تحتاج إلى صبر ومهارة وممارسة.
ويقول شقيقة «أحمد الجندي»: ورثنا المهنه أبا عن جد، فنحن أقدم صناعة في الاختام النحاسية في المنيا «ورثناعا من ابوي وابويا ورثها من جدي»، فنحن لدينا أكثر من 70 عاما نعمل في هذة المهنه، لافتًا فكلما ذادت نسبة التعليم اندثرت المهنة لذلك يتخذوا أصحابها المهنة المناطق النائية مكانًا للعمل.
واستطرد الجندي قائلا: الاستخدام الشائع للأختام النحاسي، يتمثل فى صنع أختام الموظفين الذين يختمون الأحراز بالشمع الأحمر مثل ضباط الشرطة ومفتشى الصحة وأصحاب الضبطية القضائية، ومتوسط سعر الختم يتراوح ما بين20 جنيهات إلى 50 جنيه، على حسب الخامات المستخدمة.
وفى نهاية حديثهم مع «فيتو» أكدا أولاد الجندي، لدنيا دفاتر تدوين، نقوم بتدوين أسم صاحب الختم ورقم البطاقة والعنوان ورقم الهاتف، وليس هذا إجراء ابتكرناه ولكن هذا إجراء قانوني من قبل، هيئة الأموال العامة للتزييف والتزوير، لأنها بين الحين والآخر تمر علينا لمراجعة الاختام والبطاقة الشخصية، ففي حالة عدم تسجيل إسم صاحب الختم قد تجد نفسك سجين متهم بتهمه التزوير.