رجعت يا أبا وكان نفسي أشوفك.. "سيدة الكرنك" داخل منزلها بعد 45 عاما من الغياب | فيديو
تابعت «فيتو» لحظة دخول الحاجة رضا عبد الرحيم، البالغة من العمر 52 عامًا، والمعروفة إعلاميًّا بسيدة الكرنك، منزل أسرتها بمنطقة السكاكرية بمدينة الفشن ببني سويف، لأول مرة بعد تغيبها منذ 45 عامًا.
وفور دخولها لمنزل الأسرة ألتقطت الحاجة رضا، صورة والدها، المتوفى، من على أحد جدران المنزل، ودخلت في نوبة بكاء حزنًا على وفاته، وعدم تمكنها من رؤيته، مرددة كلمات: «أنا رجعت يا أبا وكان نفسي أشوفك.. فرحة رجوعي ناقصة لأنك مش موجود».
سيدة الكرنك في بني سويف
وأكدت الحاجة رضا أنها كانت متعلقة جدًّا بوالدها، في طفولتها، وكان يحرص دائمًا على أن تصطحبه لعمله كصياد في مركب بسيط بالبحر اليوسفي، وترعة الإبراهيمية، وأنها ما زالت تتذكر كلماته ومواقفه معها، مشيرة إلى أنها عند رؤيتها لصورته اكتشفت درجة الشبه بين ملامحها وملامح والدها، كذلك الشبه الذي بين والدها و«محمد» ابنها الأصغر.
يُذكر أن الحاجة رضا، تعرفت على أسرتها، عقب نشر فيديو لها، على إحدى صفحات موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» وقالت إن والدتها كانت تعمل «بائعة خضار» على رصيف محطة القطار، كانت في الخامسة من عمرها، ووالدها كان يعمل صيادًا، وكان لها شقيقتين «فاطمة وسومة» وفي هذا اليوم كانت تلهو مع إحدى صديقاتها، وركبت القطار الذي تحرك بها فجأة، ونزلت منه في ملوي بالمنيا، ولكن لصغر سنها لم تكن تعرف محطة استقلالها للقطار.
حكاية سيدة الكرنك
وأضافت: عامل مسجد محطة ملوي، سلمني لناظر المحطة، اللي سلمني بدوره لمركز الشرطة، ومكثت 5 أيام، ولم يستدل علي أحد، فقرر مأمور المركز ـ حينا ذاك ـ أن يربيني مع أبنته، بدلًا من إحالتي للأحداث، وظللت بمنزل المأمور حتى بلوغي سن 16 عامًا تقريبًا، وتركت منزله وهربت بسبب معاملة زوجته السيئة لي بعد وفاته.
وقالت: بعد تركي لمنزل المأمور تنقلت بين عدة محافظات منها "القاهرة وبورسعيد والإسكندرية وبني سويف والمنيا" إلى أن أستقريت بالأقصر، وكنت حينها في سن 17 عامًا تقريبًا، واحتضنتني إحدى السيدات مع بناتها، وعملت بأكثر من مهنة «في مطعم وقهوة وبائعة بخور» وأثناء عملي بالمحطة تعرفت على زوجي المعاق «كفيف» وتزوجني بعد أن استخرج لي بطاقة، ورزقنا الله بـ 5 أبناء «بنت و5 أولاد توفي أحدهم صعقًا بالكهرباء» وتوفي والدهم منذ سنوات.
واختتمت: كنت متمسكة بأمل أن أعرف أهلي، إلى أن نشرت إحدى الصفحات قصتي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وتواصل أحد جيران أهلي مع مدير الصفحة، وبدأ بصيص الأمل يتحول إلى نور أرى من خلاله "أمي وأخوتي" لأول مرة بعد ما يزيد عن 45 عامًا، وكلن ما أحزنني أكثر علمي بوفاة والدي.
والدة سيدة الكرنك
وقالت الحاجة تحية عويس، البالغة من العمر 72 عامًا، والدة رضا، إن ابنتها المفقودة كانت تذهب معها أثناء عملها ببيع الخضروات بالقرب من محطة قطار بني سويف، موضحة أنها كانت تذهب معها إلى بيع الخضار بعد عودتها من رحلة الصيد مع والدها نظرًا لتعلقها به.
وتابعت: أتذكر يوم حدوث الواقعة، وكانت رضا قد تجاوزت الـ7 أعوام، وفي هذا اليوم كانت تلهو أمامها أثناء بيعها للخضروات، مشيرة إلى أنها لاحظت غيابها بعد انتهائها من عملها وقت أذان المغرب، قائلة: كانت بتلعب قدامي عند محطة القطر ووقت أذان المغرب ملقتهاش وفضلت أدور عليها ملقتهاش.
البحث عن سيدة الكرنك
وتابعت: ظللت أنا ووالدها نبحث عنها في كل مكان، بحثنا فى المستشفيات والشوارع، وعندما أخبرتنا إحدى السيدات أنها غرقت، جلبنا الصيادين وبحثوا عن جثتها بالسنار فى ترعة الإبراهيمية، ولكن كل محاولاتنا التي أستمرت لأكثر من 3 سنوات باءت بالفشل.
وواصلت: منذ أيام فوجئت بجارنا «أشرف الصعيدى» يقول لي أن أبنتي المتغيبة منذ 45 عاما ما زالت على قيد الحياة وموجودة فى محافظة الأقصر، ونشرت الابنة قصتها على إحدى الصفحات بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» وتواصلت معها بالصوت والصورة ـ عبر الإنترنت ـ وتأكدت أنها أبنتي رضا.
تفاصيل تغيب سيدة الكرنك
وأكملت: دار نقاشًا طويلًا بيني وبين رضا خلال تواصلي معها ـ عبر الإنترنت ـ سردت فيها تفاصيل كثيرة تتذكرها لطفولتها، وأشقائها وابناء الجيران، وعمل والدها «صياد» وتفاصيل يوم إختفاؤها، كل هذه التفاصيل وغيرها، ناهيك عن إحساسي وشعوري كأم عثرت على أبنتها المختفية منذ 45 عامًا.
واختتمت: «ابنتي رضا كانت تعرضت لحروق في جسدها في سن الرابعة بسبب انقلاب صينية بها 6 أكواب من الشاي الساخن على جسدها، وذهبت بها للأطباء وظلت آثار الإصابة والحروق في جسدها، وكانت أحد أسباب تأكيد أنها ابنتي المختفية منذ 45 عامًا».