بعد تغيبها 45 عامًا.. الأهالي يستقبلون الحاجة رضا بالزفة والزغاريد أمام محطة الفشن |فيديو
قدمت «فيتو» بثا مباشرا لاحتفالات عدد من أهالي مدينة الفشن ببني سويف، انتظارا لوصول الحاجة رضا عبدالرحيم، البالغة من العمر 52 عاما، بعد 45 عاما من تغيبها.
وتجمع العشرات من أهالي وأقارب الحاجة رضا، بالطبل والمزمار والزغاريد، أمام محطة القطار بمدينة الفشن، لاستقبالها بمكان اختفائها منذ 45 عاما، بعد ان غادرت أسرتها في سن الـ 5 سنوات، مستقلة قطار اتجه بها للوجه القبلي.
يُذكر إن الحاجة رضا، تعرفت على أسرتها، عقب نشر فيديو لها، على إحدى صفحات موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» وقالت إن والدتها كانت تعمل «بائعة خضار» على رصيف محطة القطار، كانت في الخامسة من عمرها، وولدها كان يعمل صيادًا، وكان لها شقيقتين «فاطمة وسومة» وفي هذا اليوم كانت تلهو مع إحدى صديقاتها، وركبت القطار الذي تحرك بها فجأة، ونزلت منه في ملوي بالمنيا، ولكن لصغر سنها لم تكن تعرف محطة استقلالها للقطار.
وأضافت: عامل مسجد محطة ملوي، سلمني لناظر المحطة، الذي سلمني بدوره لمركز الشرطة، ومكثت 5 أيام، ولم يستدل علي أحد، فقرر مأمور المركز ـ حينا ذاك ـ أن يربيني مع أبنته، بدلًا من إحالتي للأحداث، وظللت بمنزل المأمور حتى بلوغي سن 16 عامًا تقريبًا، وتركت منزله وهربت بسبب معاملة زوجته السيئة لي بعد وفاته.
وقالت: بعد تركي لمنزل المأمور تنقلت بين عدة محافظات منها "القاهرة وبورسعيد والإسكندرية وبني سويف والمنيا" إلى أن أستقريت بالأقصر، وكنت حينها في سن 17 عامًا تقريبًا، واحتضنتني إحدى السيدات مع بناتها، وعملت بأكثر من مهنة «في مطعم وقهوة وبائعة بخور» وأثناء عملي بالمحطة تعرفت على زوجي المعاق «كفيف» وتزوجني بعد أن استخرج لي بطاقة، ورزقنا الله بـ5 ابناء «بنت و5 أولاد توفى أحدهم صعقًا بالكهرباء» وتوفي والدهم منذ سنوات.
واختتمت: كنت متمسكة بأمل أن أعرف أهلي، إلى أن نشرت إحدى الصفحات قصتي على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" وتواصل أحد جيران أهلي مع مدير الصفحة، وبدأ بصيص الأمل يتحول إلى نور أرى من خلاله "أمي وأخوتي" لأول مرة بعد ما يزيد عن 45 عامًا، وكلن ما أحزنني أكثر علمي بوفاة والدي.
بيع الخضراوات
وقالت الحاجة تحية عويس، البالغة من العمر 72 عاما، والدة رضا، إن ابنتها المفقودة كانت تذهب معها أثناء عملها ببيع الخضروات بالقرب من محطة قطار بني سويف، موضحة أنها كانت تذهب معها إلى بيع الخضار بعد عودتها من رحلة الصيد مع والدها نظرًأ لتعلقها به.
وتابعت: أتذكر يوم حدوث الواقعة، وكانت رضا قد تجاوزت الـ7 أعوام، وفي هذا اليوم كانت تلهو أمامها أثناء بيعها للخضروات، مشيرة إلى أنها لاحظت غيابها بعد انتهائها من عملها وقت أذان المغرب، قائلة: كانت بتلعب قدامي عند محطة القطر ووقت أذان المغرب ملقتهاش وفضلت أدور عليها ملقتهاش.
وتابعت: ظللت أنا ووالدها نبحث عنها في كل مكان، بحثنا فى المستشفيات والشوارع، وعندما أخبرتنا إحدى السيدات أنها غرقت، جلبنا الصيادين وبحثوا عن جثتها بالسنار فى ترعة الإبراهيمية، ولكن كل محاولاتنا التي أستمرت لأكثر من 3 سنوات باءت بالفشل.
وواصلت: منذ أيام فوجئت بجارنا «أشرف الصعيدى» يقول لي أن أبنتي المتغيبة منذ 45 عاما ما زالت على قيد الحياة وموجودة فى محافظة الأقصر، ونشرت الابنة قصتها على إحدى الصفحات بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» وتواصلت معها بالصوت والصورة ـ عبر الإنترنت ـ وتأكدت أنها أبنتي رضا.
وأكملت: دار نقاشًا طويلًا بيني وبين رضا خلال تواصلي معها ـ عبر الإنترنت ـ سردت فيها تفاصيل كثيرة تتذكرها لطفولتها، واشقائها وابناء الجيران، وعمل والدها «صياد» وتفاصيل يوم إختفاؤها، كل هذه التفاصيل وغيرها، ناهيك عن إحساسي وشعوري كأم عثرت على أبنتها المختفية منذ 45 عامًا.
واختتمت: «ابنتى رضا كانت تعرضت لحروق فى جسدها في سن الرابعة بسبب انقلاب صينية بها 6 أكواب من الشاى الساخن على جسدها، وذهبت بها للأطباء وظلت آثار الإصابة والحروق فى جسدها، وكانت أحد أسباب تأكيد أنها أبنتي المختفية منذ 45 عامًا».