ما هي صلاة الأوابين؟
صلاة الأوّابين هي صلاة الضُّحى، وذلك لما صحَّ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيان وقت صلاة الضّحى، حيث إنَّه وصفها بذلك الاسم فقال: (صَلَاةُ الأوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الفِصَالُ)، وأحسن وقت لأدائها عندما ترمضُ الفِصال؛ أي حين تشتدُّ حرارة التُّراب على أخفاف أقدام صغار الإبل فتَبرُك، ويكون ذلك بعد مُضيِّ ربع النَّهار.
مشروعية صلاة الأوابين
صلاة الضحى مشروعة ومندوبة، وقد ذهب جمهور العلماء إلى أنّها عبادةٌ مستحبةٌ؛ من شاء إدراك ثوابها أدّاها ومن لم يرد ذلك لم يكن عليه إثمٌ أو حرجٌ، وهناك طائفةٌ من العلماء ترى أنّها مشروعةٌ لسببٍ؛ حيث إنّ الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- حين فتح مكّة صلّى ثماني ركعاتٍ، وسمّيت بصلاة الفتح فيما بعد، فعن أم هانئ -رضي الله عنها- قالت: (إنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- دَخَلَ بَيْتَها يَومَ فَتْحِ مَكَّةَ، فاغْتَسَلَ وصَلَّى ثَمانِيَ رَكَعاتٍ، فَلَمْ أرَ صَلاةً قَطُّ أخَفَّ مِنْها، غيرَ أنَّه يُتِمُّ الرُّكُوعَ والسُّجُودَ).
صفة صلاة الأوابين
لا تختلف كيفية أداء صلاة الضحى عن أي صلاة أخرى، لكن تعددت أقوال الفقهاء في صفة صلاة الضحى على النحو التالي:
جمهور الفقهاء: ذهب جمهور الفقهاء إلى أنها تؤدى مثنى مثنى؛ والمقصود أي أن يسلّم المصلي بعد كل ركعتين، واستدلوا بذلك لما جاء في حديث أم هانئ -رضي الله عنها- حيث قالت: (يسلّمُ من كل ركعتينِ). الحنفية: تؤدى أربع ركعاتٍ بتسليمةٍ واحدةٍ. وتكون صلاة الضحى صلاةٌ سرّية لا يُجهر بالقراءة فيها؛ لأن كل صلوات النهار سرية، ولأنه لا يوجد دليلٍ على الجهر فيها، ولم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يكن يجهر فيها.
عدد ركعات صلاة الأوابين اتفق الفقهاء على أنّ أقل عدد ركعات صلاة الضحى هو ركعتان، وتعددت أقوالهم في أكثر عدد ركعات صلاة الضحى كما يأتي:
المالكية والحنابلة والشافعية: قالوا أنّ أكثرها ثمان ركعات؛ لأنه أكثر ما ورد من فعل النبي -صلى الله عليه وسلم-. الحنفية: قالوا أنّ أكثرها اثنتي عشرة ركعة.