وزير الأوقاف: 6 سور من القرآن الكريم سميت بأسماء زمنية
أكد وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، أن القرآن الكريم اهتم بالزمن اهتمامًا خاصًّا، حيث حملت أسماء ست سور من سوره دلالات زمنية هامة، هي سور: الجمعة، والفجر، والليل، والضحى، والقدر، والعصر، إضافة إلى ما ورد في العديد من سوره الأخرى من إشارات أو دلالات زمنية.
وأضاف في مقال بعنوان “الزمن وأهميته في القرآن الكريم”: في سورة الجمعة يقول الحق سبحانه وتعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ الله وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ الله وَاذْكُرُوا الله كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (الجمعة: 9-10)، بما تحمله هذه الآيات من ضرورة التوازن بين عمل الدنيا وعمل الآخرة، وكان سيدنا عراك بن مالك (رضي الله عنه) إذا صلى الجمعة انطلق فوقف على باب المسجد، ثم قال: اللهم إني قد أجبت دعوتك، وأديت فريضتك، وانتشـرت كما أمرتني، فارزقني من فضلك وأنت خير الرازقين.
وفي سورة الفجر التي يقول الحق سبحانه وتعالى في مفتتحها: "وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ" (الفجر:1-5)، فمع أن القَسَم استهل بوقت الفجر الذي سميت السورة باسمه فإنه قد تضمن وحدات زمنية أخرى: "وَلَيَالٍ عَشْرٍ"، "وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ"، ثم يختتم القسم بقوله تعالى: "هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ"، أي لذي عقل أو لبّ يدرك معنى هذا القَسَم.
وتابع: يأتي بعد "سورة الفجر" من حيث ترتيب سور القرآن الكريم من السور التي سميت بأسماء ذات دلالات زمنية، "سورة الليل" التي استهلت بقوله تعالى: "وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى * فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى * وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى" (الفجر: 1- 11)، في مقابلة تبرز في أسلوب مقارن حسن عاقبة المتصدقين، وسوء عاقبة من يضنون بحق الله (عز وجل) في المال.
وأضاف جمعة، تأتي بعدها "سورة الضحى"، مستهلة بقوله تعالى: "وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى * وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى" (الضحى: 1- 5)، ثم "سورة القدر"، حيث يقول سبحانه وتعالى: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِّنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ" (القدر: 1- 5)، ثم سورة العصر، حيث يقول الحق سبحانه: "وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ" (العصر: 1- 3).
وأردف قائلا: لا شك أن تسمية ست سور من سور القرآن الكريم بأسماء أوقات أزمنة: الجمعة، والفجر، والليل، والضحى، والقدر، والعصر، لهو دليل على أهمية الزمن، ولفتٌ واضحٌ للنظر إلى ضرورة استثماره الاستثمار النافع والأمثل، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ" (صحيح البخاري)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلاَهُ؟" (سنن الترمذي)، فضلًا عن ارتباط الجمعة بصلاة الجمعة، والفجر بصلاة الصبح، والعصر بصلاة العصر، والضحى بصلاة الضحى، والليل بقيام الليل دأب الصالحين.