القومي للبحوث ينجح في اختراع مركبات سامة لخلايا سرطان الكبد
تتضافر جهود الباحثين في مجال صناعة وتطوير الادوية من اجل استحداث أدوية جديدة لعلاج الأنواع المختلفة من الأورام السرطانية ومن بينها سرطان الكبد، لتكون أكثر فاعلية ومقدرة على التغلب على المقاومة المتنامية تجاه الادوية الحالية بالاضافة الى توفر عامل الأمان في المضادات الجديدة تجاه الخلايا الطبيعية بحيث تكون اقل سمية وذات اثار جانبية اقل حدة وخطورة.
وقام فريق بحثي بقسم الكيمياء العلاجية التابع لشعبة الصناعات الصيدلية والدوائية بالمركز القومي للبحوث بتشييد عدد من المركبات الحلقية غير المتجانسة الجديدة ذات النظام ثلاثي الحلقات بيريدو ثيينوبيريميدين والمتصلة في موضع-4 بهياكل تركيبية لها فاعلية بيولوجية هامة مثل الأحماض الامينية وقواعد شيف وحلقة البيرازولون المعروف عنها نشاطها القوي ضد الخلايا السرطانية.
وتم دراسة نشاط هذه المركبات السامة لخلايا سرطان الكبد ومقارنته بدواء الدوكسوروبيسين المستخدم في علاج العديد من انواع السرطان واظهرت هذه المركبات نشاط سام لهذه الخلايا اقوى من الدواء المرجعي.
كما تم دراسة النشاط السام لهذه المركبات ضد الخلايا الطبيعية، حيث اظهرت الدراسة توفر عامل الأمان للمركبات تجاه الخلايا الطبيعية.
وأوضح المركز القومي للبحوث أن نتائج هذه الدراسة تلقي الضوء على اهمية هذه النوعية من المركبات والتي من الممكن ان يكون لها دور واعدًا في مجال تطوير وصناعة الأدوية المضادة لمرض السرطان.
وأضاف المركز أنه يجرى حاليا دراسة تأثير هذه المركبات على حيوانات التجارب ليتم تقييم فاعليتها داخل جسم الكائن الحي، وكذلك تحضير مشتقات اخرى جديدة محتوية على النظام الحلقي بيريدوثيينوبيريميدين بغرض تحضير مركبات يكون لها فاعلية مضادة لمرض السرطان اكثر قوة و ذات اثار جانبية اقل حدة من الادوية المستخدمة في الوقت الحاضر.
يأتي ذلك في إطار الجهود التي يقوم بها الباحثون في معهد بحوث الصناعات الصيدلية والدوائية بالمركز القومي للبحوث للمساهمة في مكافحة الأمراض الخطيرة وعلى راسها مرض السرطان وذلك بزيادة عدد الابحاث في هذا المجال والتي يتم نشرها في المجلات العلمية الدولية.
جدير بالذكر أن سرطان الكبد من أنواع السرطان الخطيرة واسعة الانتشار على مستوى العالم، حيث اشارت الاحصائيات ان هذا المرض يحتل المرتبة الثالثة من حيث عدد الوفيات الناجمة عن أنواع السرطان المختلفة عالميا.