مؤتمر يوم الأمن السيبراني يناقش دعم رؤية مصر للتحول الرقمي
شهدت القاهرة المؤتمر السنوي الرابع "يوم الأمن السيبراني" بهدف تعريف مجتمع الاقتصاد المصري بأهمية الأمن الإلكتروني في عصر التحول الرقمي والتي تستلزم دائما الاستعداد بالأنظمة الدفاعية الذكية حيث يمثل الحدث السنوي في دورته الرابعة ملتقى هامًا لتبادل الرؤى حول أبرز ما توصلت إليه صناعة الأمن السيبراني على مستوى العالم، حيث يجمع صناع القرار والمؤثرين من كافة الشركات والجهات المهتمة بالأمن الإلكتروني محليًا وعالميًا.
الأمن السيبراني
وأُقيم على هامش المؤتمر حلقة نقاشية تحت عنوان " أهمية الأمن السيبراني في دعم رؤية مصر نحو التحول الرقمي 2030" حيث تم مناقشة آخر ما توصلت إليه الصناعة لتزويد السوق المحلية بأهم المنتجات والحلول الهامة.
وقال الدكتور أحمد على نائب رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات للأمن السيبراني NETRA إن الاهتمام بالأمن السيبراني أصبح ضرورة ملحة من أجل الانطلاق للتحول الرقمي مشيرا في الوقت نفسه أن هناك نقصا في إعداد المؤهلين للعمل بالأمن السيبراني مشيرا إلى أنه من أجل التغلب على ذلك فإنه يتم الاتفاق لعمل برامج خاصة بالأمن السيبراني بالجامعات للتغلب على نقص الخريجين مع التعاون مع معهد iti لتأهيل الخريجين للعمل بهذا المجال.
وأشار إلى أن مصر شعرت بأهمية وجود مركز مصري لتلقي ومتابعة طوارئ الإنترنت في عام 2008 أثناء حادث انقطاع الإنترنت عن مصر في هذا العام بعدها تم إنشاء المركز المصري للاستجابة لطوارئ الانترنت "ايجي سيرت" في عام 2009 والذي بدأ العمل بعدد 6 أفراد وصل حاليا عدد العاملين في ايجي سيرت إلى 100 فرد.
وأوضح أن مركز ايجي سيرت يقوم بعدة وظائف أهمها هو تدريب الجهات الحكومية على مبادئ الأمن السيبراني ولدينا خطة لتدريب كافة الموظفين المنقولين للعاصمة الإدارية الجديدة، كما نقوم أيضا بعمل "مناورات سيبرانية" لتدريب الموظفين على التعامل مع هجمات الانترنت لتخفيف تأثير هذه الهجمات على أي جهة حكومية بجانب دور المركز في عملية تحليل الأدلة الرقمية بتكليف من أجهزة النيابة والقضاء وفي هذا الصدد لدينا خبراء مدربين على استخراج الأدلة الرقمية من الأجهزة الإلكترونية بكافة أشكالها.
كما تأتي عملية التوعية ضمن المهام الأساسية التي يقوم بها ايجي سيرت لكل فئات المجتمع سواء في مؤسسات الدولة المختلفة أو بالنسبة لكل الفئات في المجتمع المصري "أطفال، سيدات، ذوي الهمم وغيرهم" بالإضافة إلى تدريب مسؤولي التطوير بكافة الجهات الحكومية في ضوء قرار رئيس الوزراء بإنشاء وحدات للأمن السيبراني في كل جهة حكومية.
وفي إطار ذلك تم تنفيذ أول مناورة سيبرانية في شهر مارس السابق لقياس مدى كفاءة الموظفين في 18 جهة حكومية شاركت في هذه المناورة، مشيرا إلي أن الإحصائيات تشير إلي أن مصر تعد من أكبر 20 دولة معرضة للهجمات السيبرانية وبالتالي لابد من سد أي ثغرة قد تحدث داخل منظومة مصر التكنولوجية في ظل وجود أكثر من 150 خدمة تكنولوجية متاحة حاليا على منصة مصر الرقمية.
وأشار إلي وجود قصور في عدد الكفاءات المدربة على الأمن السيبراني وبالتالي فإن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات من خلال مركز ايجي سيرت بصدد إنشاء مركزين للتميز العلمي في الأكاديمية البحرية وفي العلمين لتأهيل الكوادر البشرية في مجالات الأمن السيبراني.
كما يتم من خلال مركز ايجي سيرت إتاحة البرامج التدريبية بمعهد تكنولوجيا المعلومات ITI في ما يتعلق بالتدريب في مجال الأمن السيبراني بجانب التعاون مع الجامعات المصرية في التخصصات المتعلقة بمجالات الأمن الرقمي.
وأضاف أن عملية التعاون الدولي تأتي أيضا ضمن مهام مركز ايجي سيرت بالجهاز القومي لتنظيم الاتصالات وفي هذا الإطار مشاركين في منظمة الفيرست الدولية المعنية بمجالات الأمن السيبراني والتي بها معظم السيرت على مستوى العالم كما لدينا تعاون مع عدة دول كبيرة وشركات على مستوى العالم في مجال الأمن السيبراني.
وأشار إلي أن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات يقوم حاليا بوضع سياسات عامة للشركات الخاصة لتنفيذ معايير الأمن السيبراني في ظل تنفيذ عملية التحول الرقمي بجانب وضع الأطر التنظيمية الجديدة للتطورات التكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والجيل الخامس وغيرها من التكنولوجيا الحديثة.
وأكد أحمد حنفي، الرئيس التنفيذي لديجيتال بلانتس، المنظمة للمؤتمر أهمية الحوار المجتمعي حول قضية الأمن السيبراني التي أضحت واحدة من أهم المشكلات التي تواجه العالم الحديث، وذلك تماشيا مع استراتيجية مصر ورؤيتها نحو التحول الرقمي 2030، مشيرًا إلى أن التحول الكبير نحو الأدوات التكنولوجية في إدارة الحياة اليومية مثل الخدمات الحكومية والصحية والتعليمية وغيرها، قابله من ناحية أخرى نشاط واضح في الهجمات السيبرانية والإلكترونية، حيث من المتوقع أن يبلغ حجم خسائر العالم من الهجمات السيبرانية حوالي 10.5 تريليون دولار بحلول 2025، فيما أظهرت بعض الإحصائيات أن الجرائم الإلكترونية هي الاسرع انتشارًا حول العالم حيث يشهد العالم جريمة واحدة كل 11 ثانية خلال 2021 وبالتالي من المهم أن نركز على تبادل الخبرات والتعاون في مواجهة تلك النوعية من الجرائم الخطيرة.
وأوضح إن قطاع الأمن الرقمي يحتاج لتحديث كل ساعة ولذلك لدينا خطة للتأهيل والتدريب بشكل مستمر على مستجدات الأمن السيبراني مؤكدًا أن أهم أولويات السوق في مجال الأمن السيبراني هو الحفاظ على الكوادر البشرية بجانب دراسة السوق بشكل دقيق ومستمر.
من جانبه كشف تامر عيسى الرئيس التنفيذي لكريستال باي أن أمن المعلومات أحد أهم التحديات للشركات بدءا من تأمين قواعد بيانات العملاء حتى أعلى مستوى لقيادة الأعمال والتي تواجه خطر الاختراق الداخلي أو الشبكي مستشهدًا بحاجة القطاعات المختلفة لتأمين بياناتها ضد الاختراقات المحتملة مثل القطاع الطبي والذي تواجه فيه الشركات تهديدات مستمرة بتسريب تجاربها ووصفات العلاج كذلك قطاع المطاعم والذي يعمل على تعزيز بيانات عملائه أو تعاقدات التوصيل الذكي.
وأكد عيسى أن تعزيز مجال الأمن السيبراني في مصر تشهد عددا من الصعوبات أبرزها التكلفة العالية وندرة العاملين وقلة الكفاءات الأمر الذي ينتج عنه ضعف المنافسة بين المؤسسات المحلية بالمجال في الوقت الذي زاد قيمة الدولار وتزداد صعوبة استيراد منتجات جاهزة لارتفاع أسعارها مقارنة تكلفتها حال إنتاجها محليا.
وقال عيسى إن زيادة الأنشطة والمجالات التي تواجه تهديد الاختراق في مصر يحتاج إلى إعادة نظر للتعرف على الآليات الفاعلة لمواجهتها بشكل دقيق مبينا دور الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «ايتيدا» في تدريب الشباب من خريجي الجامعات المختلفة دون الاقتصار على طلاب كليات الحاسبات والهندسة حيث يتمتع خريجي الكليات الأخرى بتجارب نوعية تساعدهم على تقديم جهود متكاملة أو المشاركة في إنتاج تقنيات أمنية متطورة.
وأكد أهمية خلق كفاءات محلية من خلال التدريب المستمر خاصة مع ارتفاع تكلفة شراء الأنظمة والبرامج الأمنية الجاهزة بالإضافة إلى صعوبة تطوير التقنيات المتخصصة للحماية والتأمين المعلوماتي مع نقص العنصر البشري مشيرا إلى تصدير الكفاءات المصرية المتميزة والتي تتواجد بكثرة بكبرى الشركات العالمية وارتفاع مستوى تأثيرها في أعمال مؤسساتها.
الاختراقات الأمنية
ولفت عيسى إلى أن القطاعات المصرفية والمالية تعد أحد أبرز المجالات التي تواجه اختراقات الأمنية، ضاربا مثال بهجمات سرقة الأموال من مؤسسات قطاع المدفوعات بما فيها شركات التكنولوجيا المالية والبنوك والتي تعد الأكثر عرضة لتهديدات الاختراق السيبراني متابعا أن تكلفة تأمين أنظمة التكنولوجيا المالية مرتفعة جدا في الوقت الذي انتشرت رسائل اختراق الحسابات البنكية وهو ما قابله البنوك بإجراءات تحذيرية مشددة.
وأكد المهندس شريف صالح من سوفوس أن مصر سوق واعد لنشر منتجات التقنيات الأمنية والمعلوماتية لتأمين أعمال الشركات والمؤسسات موضحا أنه يتم إطلاق مبادرات وبرامج توعية بالتوجيه بالاستخدام الصحيح للمنتجات.