صاحب “ماذا حدث للمصريين”.. اليوم الذكرى الرابعة لرحيل المفكر جلال أمين
علامة بارزة في عالم الفكر والاقتصاد، كاتب مصري وعالم اقتصادي أكاديمي، من أشهر مؤلفاته وأبحاثه “ماذا حدث للمصريين”.
انتقد فيه أوضاع المصريين في القرن العشرين، هو الدكتور جلال أمين ـ رحل فى مثل هذا اليوم 2018 ـ نجل الكاتب الدكتور أحمد أمين.
ولد جلال الدين أحمد أمين الشهير بالدكتور جلال أمين، تخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1955، ومن دفعته الدكتورة آمال عثمان والصحفية آمال بكير، حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة لندن، شغل منصب أستاذ الاقتصاد بكلية الحقوق بجامعة عين شمس من 1965 إلى 1974، وعمل مستشارًا اقتصاديًّا للصندوق الكويتي للتنمية، وأستاذا زائرًا للاقتصاد في جامعة كاليفورنيا، وأخيرًا أستاذًا للاقتصاد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة منذ عام 1979 وحتى رحيله.
أما عن ذكريات إقامته في لندن فيقول: لندن كانت في ذلك الوقت أحسن مما هي عليه الآن، فلم يكن المجتمع الاستهلاكي قد ظهر، كانت إنجلترا ممتعة جدا، وأتذكر كلمة أستاذي الدكتور زكى شافعي، وانا مسافر للبعثة قال لي: “اوعى ترجع لنا من إنجلترا اقتصادي أمي”، لكن في لندن شاهدت مسرحيات وأفلام ومحاضرات، ومارست هوايات، فلم تكن لي أي صداقات بالجنس الآخر، ولفت نظري في لندن الاختلاط واحترام المواعيد، الخضرة الكثيرة في الشوارع والنظافة الجميلة وغيره وغيره.
زواج إنجليزي
وأضاف: عدت إلى القاهرة بعد انتهاء الدكتوراه، ومعى زوجتى الإنجليزية عام 1964، وكانت سعيدة جدا مستبشرة ببناء حياة جديدة بمصر، قضينا على الباخرة الجزائر ثلاثة أيام في طريق العودة أسمع أغاني مصرية، منها: “كنا هنبني وادي احنا بنينا السد العالي”، كانت من أحلى الكلمات التي تعلمتها زوجتي، ونحن مازلنا على الباخرة في طريق العودة، ولم يكن ببالي مطلقا أن أكون ممن يكون من المترقبين لوصولهم، وتم احتجازي بعد 6 سنوات دراسة في أوروبا وحصولى على الدكتوراه، استقبلت بمنتهى المهانة، بتهمة أنى في إحدى المحاضرات قلت شيئا يسيء إلى النظام، وتدخل خالد محيي الدين لدى شعراوي جمعة لحل الموقف.
من أهم أعماله كتاب "ماذا حدث للمصريين؟" الذي يشرح التغير الاجتماعي والثقافي في حياة المصريين خلال الفترة من 1945 إلى 1995، "وصف مصر في نهاية القرن العشرين"، الذي يقدم تصويرا بارعا لما آل إليه المجتمع في نهاية القرن العشرين، في الاقتصاد والسياسة والثقافة والإعلام، وفي العلاقات الاجتماعية، بما في ذلك العلاقة بين الطبقات، وبين الناس والحكومة.. الولايات المتحدة والعرب والمسلمون قبل وبعد أحداث سبتمبر"، وغيرها الكثير من المؤلفات القيمة.
بدأ جلال أمين مع نهاية الثمانينات في نشر مقالات في شؤون الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية، وكان معظمها في صحف معارضة، وحول الاتجاه الى الكتابة يقول جلال أمين: مع تكرار تجربتي في الكتابة والنشر استقر في ذهني أنني من الممكن بالفعل أن أصبح كاتبا، أي أن أحقق ذلك الأمل القديم الذي بدأ يراودني منذ مطلع الصبا، ولكنه كان حينئذ أقرب إلى حلم من أحلام اليقظة، وقد زادت ثقتي بذلك شيئا فشيئا بنشري كتابًا بعد آخر في موضوعات غير اقتصادية.
علمتنى الحياة
في أواخر حياته كتب الدكتور جلال أمين، يقول: لا أندم على شئ عملته، واستخلصت لنفسى أشياء كثيرة، منها أن مصادر السرور كثيرة وكذلك الحزن، وهذا ما رصدته في كتابى وفي كتاب" علمتنى الحياة" ختمت نهاية الكتاب، بأننى توجهت بصحبة ابنتى وزوجتى لوضع بعض الأزهار على قبر حماي، وأثناء الرجوع جاء المخاض لابنتى فولدت في ذات اليوم، فأوجه الفرج كثيرة، وكذلك الحزن فالفرح والحزن لا يدوم.
وعلى مدار حياته، ساهم "أمين" في إثراء المكتبة المصرية والعربية على حد سواء بالعديد من الكتب والأبحاث، والتي تظل محفورة في ذاكرة الدارسين والكتاب لسنوات طويلة، في جميع المجالات، منها: وصف مصر في نهاية القرن العشرين، يوضح فيه ماحدث في العالم من تطورات.
هامش السيرة الذاتية
أشهر كتب جلال أمين، "وصف مصر في نهاية القرن العشرين"، منذ نشره لأول مرة عام 2000، كما اقترن به طوال حياته، حيث يوضح به ما حدث للمجتمع في نهاية القرن العشرين، في الاقتصاد والسياسة والثقافة والإعلام، وكتاب كشف الأقنعة عن نظريات التنمية، كتاب فلسفة علم الاقتصاد، وكتاب "عصر التشهير بالعرب والمسلمين"، حجم ما تعرض له العرب والمسلمون من حملات تشويه، ممنهجة من جانب أنصار الصهيونية.
أما كتاب "هامش السيرة الذاتية"، فيقول عنه الدكتور جلال أمين: من عاش مثلي ثمانين عاما، لا بد أن يكون قد تعرَف في حياته على عدد كبير من الناس، رجال ونساء، أغنياء وفقراء، من المتعلمين وغير المتعلمين، مصريين وأجانب، إلخ، وعندما أستعيد في ذهني ما رسخ لدي من انطباعات عن هذا الشخص أو ذاك، فيمن تعرفت عليهم على مر السنين، يعتريني العجب بعد ان وجدت معظم هؤلاء بل أكاد أقول كلهم من الألغاز المستعصية على الفهم.
مكتوب ع الجبين
وفى كتاب "مكتوب على الجبين" يرصد جلال أمين أبرز المحطات التي مرت في حياته منذ طفولته، ويروي شهادته عن فترة الاحتلال الإنجليزي، ومن بعدها ثورة يوليو، وينتقل بعد ذلك لرحلته مع دراسة الاقتصاد وعلاقته بالتنظيمات اليسارية، ثم سافر للدراسة في إنجلترا.