بعيدا عن تايوان.. الصراع الأمريكي الصيني ينتقل لموقع جديد في العالم
دخل العالم في حقبة جديدة من الصراع بين القوى العظمى، وبالأخص الصراع على النفوذ بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
بدأ الصراع بين البلدين بسبب محاولة أمريكا تحجيم النفوذ الصيني في منطقة جنوب شرق أسيا، وبحر الصين ناهيك عن أزمة تايوان.
ولا تزال أزمة تايوان مشتعلة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وسط تحذيرات من تطور الصراع إلى مواجهة مباشرة بين البلدين في المنطقة.
ولكن لم يقتصر الصراع على المناطق السابق ذكرها فحسب، فهناك مناطق جديدة تشهد صراع على النفوذ بين بكين وواشنطن، وهذه المرة الصراع في منطقة المحيط الهادئ ومفتاحه من أستراليا.
تحالف العيون الخمسة
ونظرا للتحالف القوي بين أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي، أصبحت هذه الدولة نقطة انطلاق لمواجهة النفوذ الصيني في منطقة المحيط الهادئ.
وشهدت المنطقة قبالة السواحل الأسترالية عدة تحرشات بين القوات البحرية الصينية والأسترالية، واتهمتها الأخيرة بانتهاك سيادتها.
وتشترك أستراليا مع الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا ونيوزيلندا في تحالف استخباراتي كبير يعرف باسم "تحالف العيون الخمسة".
وفي مايو الماضي، اتّهمت أستراليا الجيش الصيني بتعريض سلامة طاقم طائرة عسكرية تابعة لها للخطر بعدما اعترضتها مقاتلة صينية فوق بحر الصين الجنوبي.
وكشف وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارلز أن مقاتلة صينية عمدت في 26 مايو إلى اعتراض طائرة استطلاع أسترالية من طراز بي-8 وقد حلّقت على مسافة قريبة وأطلقت بالونات حرارية ثم زادت سرعتها واعترضت مسار الطائرة الأسترالية.
وأبرمت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية صفقات عسكرية مع أستراليا لتطوير قدراتها من أجل مواجهة الصين في منطقة المحيط الهادي.
وأفادت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلا عن مسؤولين غربيين إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تجري مناقشات مع أستراليا لبناء أول غواصات لها تعمل بالطاقة النووية في الولايات المتحدة.
وعززت أستراليا إنفاقها الدفاعي على مدى السنوات القليلة الماضية في وقت تعمل فيه الصين على تكثيف وجودها في منطقة المحيطين الهندي والهادي.
وذكرت الصحيفة أن المناقشات تدور حول تزويد أستراليا بأسطول أولي من الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، والتي يمكن أن تقضي وقتا أطول تحت الماء، بحلول 2035 تقريبا.
صفقة دفاع مشترك
وأبرمت أستراليا صفقة دفاع مشترك مع كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة، في منتصف سبتمبر من العام الماضي، بموجب شراكة جديدة تحت مسمى "أوكوس"، وأعلنت انسحابها من صفقة غواصات بقيمة 56 مليار يورو مع شركة "نافال غروب" الفرنسية.
ونصت الاتفاقية مع فرنسا على إنتاج 12 غواصة هجومية من طراز "باراكودا"، ووصف وزير الخارجية الفرنسي آنذاك جان إيف لودريان قرار أستراليا بخرق الاتفاق بأنه "طعنة في الظهر".