محطات صحفية فى حياة الأستاذ محمد حسنين هيكل.. بدأت بفتيات الليل وخط الصعيد
المشوار الصحفى للأستاذ محمد حسنين هيكل استمر متصلا طوال أكثر من 60 عاما حقق فيها إنجازات صحفية هي علامة في مشواره الصحفي حتى أنه لقب بالأستاذ الجورنالجى.
أول المشوار كان مع القسم الأوروبي بالجامعة الأمريكية، وخلالها تعرف على سكوت واطسون الصحفي المعروف وقتئذ بالإيجيبشيان جازيت ـ المطبوعة الأجنبية الأولى فى مصر ـ واستطاع عن طريقه أن يلتحق بالجريدة عام 1942 بقسم الحوادث.
انتقل محمد حسنين هيكل الى العمل بروز اليوسف عندما التقى السيدة فاطمة اليوسف صاحبة الدار اثناء العشاء بالباريزيانا، ليلتقى بالصحفى محمد التابعى الذى ضمه الى مجلة آخر ساعة حين قام بتأسيسها، فعمل مراسلًا متجولًا لينقل الأحداث الجارية من كل مكان بالعالم سواء في الشرق الأوسط أو الشرق الأقصى حتى إنه سافر إلى كوريا وإلى أفريقيا، ثم اختاره التابعى مندوبا لمجلة "آخر ساعة" في البرلمان ما أتاح له فرصة الاقتراب من أجواء السياسة في مصر.
تجربة اخر ساعة
ويعلق هيكل على هذه المرحلة ويقول: إن تجربة العمل مع الأستاذ التابعي ممتعة وأشهد أني تعلمت منه الكثير، لقد وجدتنى شديد الإعجاب بأسلوبه السلس وفى البداية رحت أقلده، وفى الحقيقة كانت تلك مهنيا فترة العثور على توازن معقول بين ثلاث تأثيرات تجاذبتني..عقلانية هارولد إيرل، ورومانسية سكوت واطسون، ثم حلاوة أسلوب محمد التابعي.
كانت أول خبطاته الصحفية فى آخر ساعة لقاء مع “فتيات الليل” بعد تحريم البغاء الرسمى فى مصر وهى القصة التي حكاها هيكل بنفسه في العدد رقم ٥٤٦ من مجلة آخر ساعة، أثناء خروج 700 من البغايا إلى الشارع بحثا عن لقمة العيش، وكان نتيجة تحقيقه انشاء بيوت إيواء للبغايا التائبات.
ثم وقع عليه الاختيار ليذهب إلى العلمين التي شهدت أشرس معارك الحرب العالمية الثانية، وتتابعت موضوعاته.
احتراق كاميليا
ولمدة 5 سنوات تالية حقق خلالها انفرادات ومنها تغطيته لحرب فلسطين وانقلابات سوريا، وثورة محمد مصدق في إيران واغتيال الملك عبدالله في القدس واغتيال رياض الصلح في عمان واغتيال حسنى الزعيم في دمشق وفى ١٨ يونيو ١٩٥٢ وحادث احتراق الممثلة كاميليا في طائرة الذى عبر عنه بقوله "كاميليا نار احترقت فى النار"،
وفى ١٣ أغسطس ١٩٤٧ أنجز تحقيقا عن «خط الصعيد» ثم تحقيقا عن الكوليرا بقرية القرين نال عنه جائزة فاروق الأول للصحافة العربية ثلاث سنوات متتالية.
واستمر هيكل محررا للحوادث حتى قرأ الناس فى مجلة آخر ساعة لعلى أمين رئيس تحريرها مقالا عن هيكل يعلن تركه منصبه وتعيين هيكل رئيسا للتحرير وكان عمره ٢٩ سنة.
أصدر أول كتاب له بعنوان «إيران فوق بركان»، عام 1951 بعد رحلة إلى إيران استغرقت شهرا كاملا وتوالت بعدها الكتابات والمجلدات.
بصراحة فى الاهرام
تولى رئاسة تحرير جريدة الأهرام بناء على اختيار الرئيس جمال عبد الناصر، وبدأ هيكل كتابة عموده الأسبوعي بالأهرام تحت عنوان "بصراحة" عام 1957 والذى انتظم فى كتابته لمدة 37 عامًا حتى عام 1994، وكانت آخر مقالاته بصراحة " الظلال والبريق ".
وفى فترة توليه الأهرام أنشأ هيكل مجموعة المراكز المتخصصة للأهرام مثل مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ومركز الدراسات الصحفية ومركز توثيق تاريخ مصر المعاصر واستقطب فيها أرفع الكتاب ومنهم توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وغيرهم من الكتاب الآخرون وأثناء تواجده بها رفض الوزارة أكثر من مرة حتى اضطر لقبول الوزارة بشرط احتفاظه بمنصبه في الاهرام.
بعد رحيل عبد الناصر أبعده الرئيس السادات من الاهرام بتعيينه مستشارا للرئيس،
يقول هيكل عن هذه المرحلة: لم اترك مكانى فى الاهرام بأمر من السادات معزولا او مطرودا وإنما كان القرار بتعيينى مستشارا للرئيس وهو منصب اعتذرت عنه فى نفس يوم صدوره وابلغت السادات ان خيارى الذى لا أريد له بديلا هو أن أظل صحفيا وإذا لم يكن فى مجال فى الصحافة المصرية فإن المجال فسيح فى صحافة العالم العربى والدولى.
وفى عهد حسنى مبارك وفى مقابلة له انتقد الرئيس الأسبق مبارك، قائلا حينها: "إن مبارك يعيش في عالم خيالى في شرم الشيخ" ووصف هيكل مبارك حينها بموضع آخر بأنه ليس لديه حنكة سياسية.
اعتزال قبل الرحيل
اعتزل هيكل الكتابة المنتظمة والعمل الصحفى بكتابة مقاله ( أستأذن في الرحيل ) في 23 سبتمبر عام ٢٠٠٣ بعد أن أتم عامه الثمانين لكنه استمر يساهم في إلقاء الضوء بالتحليل والدراسة على تاريخ العرب المعاصر الوثيق الصلة بالواقع الراهن مستخدما منبرا جديدا غير الصحف والكتب وهو التليفزيون إلى أن توفي في فبراير ٢٠١٦.
العمل الاخبارى
عن مشواره الصحفى قال هيكل:لقد بنيت حياتي الصحفية على أساس العمل الإخباري وتحركت من خلال ذلك وعملت مراسلا سياسيا وحربيا وراء المتاعب في كل قارات العالم.