رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى وفاة محمد حسنين هيكل.. كواليس كتابته خطاب التنحي لعبد الناصر.. وسبب كرهه لسياسات السادات ومبارك

محمد حسنين هيكل
محمد حسنين هيكل

يوافق اليوم الخميس 17 فبراير ذكرى وفاة الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل، الذي يعتبر من أكثر الشخصيات التي أثارت الاهتمام والجدل على امتداد عقود في العالم العربي. فطورًا كان يُنظر له على أنه مطلع كبير على أسرار مطابخ السياسة في الشرق الأوسط، وطورا آخر يجري الاهتمام بما يفكر به. ونظرًا لتقاطع أبعاد كثيرة في شخصيته، كصحفي وكاتب، وسياسي، ومقرب من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وخصم لساسة آخرين مصريين وأجانب، فقد كان هيكل مثار جدل كبير.

علاقته برؤساء مصر

قرب هيكل من جمال عبد الناصر ونظام الحكم فى مصر فى فترة خمسينات وستينات القرن العشرين مما جعله مطلع على وقائع واحداث كثيرة في هذه الفتره المهمة من تاريخ مصر.

عاصر هيكل قيام ثورة 23 يوليه وحرب السويس وحرب 1967 وانتقال السلطه من نظام جمال عبد الناصر لأنور السادات والتحولات السياسيه والاقتصاديه التى واكبت التغيير، وبالإضافه لهذا كان لهيكل علاقات بصحفيين وسياسيين خارج مصر فكان أيضا مطلع على وجهات النظر الخارجيه فيما يخص مصر. كل هذا منح هيكل معلومات كثيره وواصبح مؤرخا مهما جدًا لفتره مهمه من تاريخ مصر خاصة انه نشيط فى البحث عن المستندات التاريخيه التى كان لها علاقة بهذه بالفتره.

وبطبيعة الحال، بسبب قرب هيكل من جمال عبد الناصر ونظام حكمه ثم ابعاده فى عهد انور السادات وحسنى مبارك جعله هذا منحازا لسياسة جمال عبد الناصر وأبرز عداءه للسادات ومبارك وسياستهم.

سر توطد علاقته بعبد الناصر

لا أحد يعرف بالضبط اللحظة التى توطدت فيها علاقة عبدالناصر بهيكل، لكن السؤال الذى ألقاه نقيب الصحفيين حسين فهمى على الرئيس عبدالناصر دال وكاشف.

فخلال مؤتمر بريونى، حيث ولدت حركة عدم الانحياز، سأل نقيب الصحفيين الرئيس: لماذا تخص هيكل وحده بالأخبار؟. وأجاب عبدالناصر: هيكل هو الذى يخصنى بالأخبار، يتابع ما يجرى فى كواليس المؤتمر وينقل لى توجهات الوفود المشاركة، ويقترح صيغا لتجاوز المطبات السياسية.

لقد اكتشف عبدالناصر فى هيكل أسطورة «المعلم» الذى لديه إجابة وحلول لكل شىء. كان عبدالناصر يحب القراءة والفن ووجد فى هيكل ضالته بعد أن أصبح الوقت ضيقا للقراءة والمتعة. غدا هيكل حاضرا فى عقل الزعيم يكتب الخطب والرسائل، ويحلل المواقف، ويطلق النظريات، ويتصدى للدفاع وقيادة المعارك أيضا بالكلمة والرأى.

مناصب تولاها

سنة 1956م/ 1957م عرض عليه مجلس إدارة الأهرام رئاسة مجلسها ورئاسة تحريرها معًا، اعتذر في المرة الأولى، وقبل في المرة الثانية، وظل رئيسًا لتحرير جريدة الأهرام 17 سنة، وفي تلك الفترة وصلت الأهرام إلى أن تصبح واحدة من الصحف العشرة الأولى في العالم.

وظهر أول مقال له في جريدة الأهرام تحت عنوان بصراحة يوم 10 أغسطس 1957 بعنوان السر الحقيقي في مشكلة عُمان. كان آخر مقال له يوم 1 فبراير 1974 بعنوان الظلال.. والبريق.

رأس محمد حسنين هيكل مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم (الجريدة والمؤسسة الصحفية) ومجلة روز اليوسف كذلك في مرحلة الستينات، كما أنشأ هيكل مجموعة المراكز المتخصصة للأهرام: مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ـ مركز الدراسات الصحفية ـ مركز توثيق تاريخ مصر المعاصر.

وفي عام 1970 م عين وزيرًا للإرشاد القومي، ولأن الرئيس جمال عبد الناصر ـ وقد ربطت بينه وبين هيكل صداقة بين رجل دولة وبين صحفي ـ يعرف تمسكه بمهنة الصحافة، فإن المرسوم الذي عينه وزيرًا للإرشاد القومي نص في نفس الوقت على استمراره في عمله الصحفي كرئيس لتحرير الأهرام.

ثقافته وأهميته التأريخية

يعد هيكل أحد ظواهر الثقافة العربية فى القرن العشرين، كما أنه مؤرخ للتاريخ العربى الحديث خاصة تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى، حيث قام بتسجيل سلسله من البرامج التأريخية ولديه أيضًا تحقيقات ومقالات للعديد من صحف العالم فى مقدمتها "الصنداى تايمز" والتايمز" فى بريطانيا.

وقام بنشر أحد عشر كتابًا فى مجال النشر الدولى ما بين 25- 30 لغة تمتد من اليابانية إلى الأسبانية من أبرزها "خريف الغضب" و"عودة آية الله" و"الطريق إلى رمضان" و"أوهام القوة والنصر" و"أبو الهول والقوميسير" بالإضافة إلى 28 كتابًا باللغة العربية من أهمها "مجموعة حرب الثلاثين سنة" و"المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل".

حوارات خالدة

كان من أبرز الشخصيات الذين حوارهم هيكل، الخميني قائد الثورة الإسلامية في إيران، كما أجرى حوارًا مع أم كلثوم عام 1967، كما جمعتهما العديد من المناسبات الأخرى.

كما كتب هيكل خطاب تنحي الزعيم عبد الناصر، عقب نكسة 1967، وقال عنه في كتابه "الانفجار": أرهقتني سطوره أكثر من أي شيء آخر كتبته من قبل، وظننت أنني حفظت العبارات والألفاظ من كثرة ما راجعتها وغيرت فيها وبدلت.

وقد اعتزل الكتابة المنتظمة والعمل الصحفي في 23 من سبتمبر عام 2003، بعد أن اتم عامه الثمانين، وكان وقتها يكتب بانتظام في مجلة "وجهات نظر" ويشرف على تحريرها، ثم عرض تجربة حياته في برنامج أسبوعي بعنوان «مع هيكل» في قناة الجزيرة الفضائية.

 

الجريدة الرسمية