111 عاما على ذكرى رحيل الزعيم أحمد عرابي
كانت آخر أمنيات زعيم الثورة العرابية أحمد عرابي أن يعود من منفاه الذي أودعه إياه الإنجليز، إلى بلاده وأن يرى مصر التي يحبها وأن يموت بين أحبائه وأهله وخلانه، وأرسل إلى الإنجليز يقول: إذا أذنت لي إنجلترا في الذهاب إلى مصر فإنني أذهب كصديق لا كعدو مقاوم وأقسم بشرفي ألا أتصدى للسياسة بوجه عام.
بعد عودة أحمد عرابي من المنفى ناصبه الزعيم مصطفى كامل عداء صريحًا، وهاجمه أمير الشعراء أحمد شوقي بقصيدة يقول مطلعها (صغار في الذهاب والإياب.. أهذا كل شأنك يا عرابي).
من المعروف أن عرابي عاد من المنفى في سيلان بالهند ومعه شجيرات مانجو زرعت بعد ذلك في مصر، فكان أحمد عرابي أول من أدخل المانجو مصر.
وزير الجهادية
والزعيم أحمد عرابي من مواليد عام 1841 بقرية هرية رزنة بالشرقية، تخرج في الكلية الحربية ووصل إلى رتبة أميرالاي، قاد الثورة العرابية حين عرض مطالب الشعب على الخديو توفيق في سبتمبر 1881، التي تنص على تفضيل الشراكسة على المصريين في كل المناصب حتى الجيش، فاستجاب الخديو لمطالبه وعين محمود سامي البارودي رئيسًا للحكومة ليكون أول مصري يتولى الوزارة وأحمد عرابي وزيرًا للجهادية أي الدفاع الآن.
التل الكبير
وعندما ضربت بريطانيا الإسكندرية تحصن عرابي وجيشه للرد على الإنجليز لكنه هزم في موقعة التل الكبير بسبب خيانة بعض أفراد الجيش، ومنذ ذلك الحين شاع مثل شعبي يقول (الولس كسر عرابي) أي الخائن كسر عرابي ومنهم رئيس الحزب الوطني محمد باشا سلطان الذي قام بتوزيع الذهب على بدو الصحراء الشرقية وعلى رأسهم سعيد الطحاوي وعلي يوسف الشهير بالخنافس لتجنيدهم ضد عرابي وجيشه.
عصيان عرابي
وانتهى الأمر بالهزيمة في سبتمبر 1882، وأعلن السلطان العثماني عصيان عرابي ومحاكمته، وأسر عرابي في ثكنات العباسية مع نائبه طلبة باشا، وتمت محاكمته في ديسمبر 1882 التي قضت بإعدامه إلى أن أصدر الخديو توفيق مرسومًا بالعفو عن حكم الإعدام ونفيه خارج البلاد إلى الأبد بجزيرة سيلان ومعه محمود سامى البارودى.
وتم نفي أحمد عرابي والبارودي وبدأ الإنجليز احتلال مصر، وبعد عشرين عامًا في المنفى أصيب البارودي بالعمى من شدة التعذيب ومرض عرابي وأرسل إلى الإنجليز وثيقة العفو التي أدين بسببها فيما بعد.
مذكرات الزعيم
ورحل الزعيم أحمد عرابي في مثل هذا اليوم 21 سبتمبر 1911 بعد أن كتب مذكراته في ثلاثة دفاتر كبيرة، استعرض فيها جميع أحداث ثورته، وقد طبع الجزء الأول من مذكراته تحت عنوان: (مذكرات الزعيم أحمد العرابي: كشف الستار عن سر الأسرار في النهضة المصرية المشهورة بالثورة العرابية) وقام بتحقيق المذكرات ودراستها الدكتور عبد المنعم إبراهيم الجميعي أستاذ لتاريخ الحديث والمعاصر، وطبعت في ثلاث مجلدات بدار الكتب والوثائق القومية.