رئيس التحرير
عصام كامل

ما حكم المسح على الجوارب الخفيفة عند الوضوء؟.. الإفتاء تجيب

 دار الإفتاء
دار الإفتاء

حكم المسح على الجوارب الخفيفة عند الوضوء.. يتساءل كثيرون عن حكم المسح على الجوارب أثناء الوضوء خاصة أن العلماء أباحوا المسح على الجوارب التي لا يظهر أو يرى البشرة من خلالها، فهل يجوز المسح على الجوارب الشفافة والخفيفة أثناء الوضوء.


حكم المسح على الجوارب الخفيفة
 

وأكدت دار الإفتاء غسل القدمين ركن من أركان الوضوء، والأصل فيه الغسل، لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} [المائدة: 6].
وقد أباحت الشريعة الإسلامية المسح على الخفّين، كما ورد في السنة النبوية الثابتة، فقد جاء عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ "النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ مَسَحَ عَلَى الخُفَّيْنِ" رواه البخاري، واستفاض ذلك برواية كثير من الصحابة رضي الله عنهم، فالأصل أنّ المسح مشروع على الخفين، ويقوم مقامهما ما يلبس في القدمين مما يكون مشابهًا لهما في الصفة لأنه في معناه.
ويشترط لجواز المسح على الجوارب أن تكون قوية متماسكة لا تتمزق بسهولة، وأن لا ينفذ منها الماء إذا صُبّ عليها، جاء في [عمدة السالك/ ص30]" لابن النقيب الشافعي رحمه الله: "يجوز المسح على الخفين... وشرطه: أن يلبسه على وضوء كامل، وأن يكون طاهرًا، وساترًا لجميع محل الفرض، ومانعًا لنفوذ الماء، ويمكن متابعة المشي عليهما كتردد مسافر لحاجاته، سواء كان من جلد أو لبد أو خرق مطبقة أو خشب أو غير ذلك...".
قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى: "لا يُجزئ منسوج لا يمنع ماء يُصَبُّ على رجليه -أي نفوذه- وإن كان قويًا يمكن تِباع المشي عليه، في الأصح؛ لأنه خلاف الغالب من الخفاف المنصرف إليها النصوص" انتهى من [تحفة المحتاج 1/ 252].
وعليه؛ فإن كانت الجوارب خفيفة فلا يجزئ المسح عليها؛ لأنها لا تتوافر فيها الشروط المذكورة، بل يجب غسل القدمين عندئذٍ، والأولى في أبواب العبادات الاحتياط ليطمئن القلب ويخرج المسلم عن عهدة التكليف. والله تعالى أعلم.

شروط المسح على الجورب
ومن جانبه قال الشيخ أحمد وسام، مدير إدارة البوابة الإلكترونية بدار الإفتاء، إنه يجوز المسح على الجورب بشرط أن يلبسه الإنسان على طهارة، وأن يكون ساترًا للقدم إلى ما فوق الكعب.
حكم المسح على الجورب
كان الدكتور محمود شلبي، مدير إدارة الفتاوى الهاتفية بدار الإفتاء، قد قال إن المسح على الجورب جائز 3 أيام بلياليها للمسافر، ويوم وليلة للمقيم(كما هو الحال في المسح على الخفين)، موضحًا أن هذه المدة تبدأ بالمسح عليه بعد لبسه، وليس بمجرد اللبس.
شروط المسح على الجورب
كانت دار الإفتاء قد ذكرت أن جمهور الفقهاء اتفقوا على جواز المسح على الجورب (الشَّراب) في الحَضَر والسفر للرجال والنساء، مشيرة إلى شروط المسح على أن يكون مجلدًا يمكن تتابع المشي فيه، وأن يكون ساترًا للقدمين كاملتين؛ أي: يغطي الكعبين، وأن يكون طاهرًا في نفسه، وأن يكون قد لُبِسَ على طهارة.
 

أقوال العلماء فى المسح على الجورب 
 

ومن العلماء من أجاز المسح على الجوربين مطلقًا.


قال النووي: " وَحَكَى أَصْحَابُنَا عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا جَوَازَ الْمَسْحِ عَلَى الْجَوْرَبِ وَإِنْ كَانَ رَقِيقًا، وحكوه عن أبي يوسف ومحمد واسحق وَدَاوُد ".
انتهى من "المجموع شرح المهذب" (1/500).
وهو ما يرجحه الشيخ الألباني، والشيخ ابن عثيمين، رحمهما الله تعالى.
ولكن ما سبق هو قول عامة العلماء، وهو الأرجح ؛ لأن العمدة في الجواز: القياس على الخفين، والجورب الشفاف الرقيق ليس مثل الخف، فلا يقاس عليه.
والجوارب التي كان يمسح عليها الصحابة كانت ثخينة ؛ لأن الجوارب الشفافة لم تُعرف إلا متأخرًا.
وقد قال الإمام أحمد: " لَا يُجْزِئُهُ الْمَسْحُ عَلَى الْجَوْرَبِ حَتَّى يَكُونَ جَوْرَبًا صَفِيقًا... إنَّمَا مَسَحَ الْقَوْمُ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ أَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الْخُفِّ، يَقُومُ مَقَامَ الْخُفِّ فِي رِجْلِ الرَّجُلِ، يَذْهَبُ فِيهِ الرَّجُلُ وَيَجِيءُ " انتهى من "المغني" لابن قدامة (1/216).

 

الجريدة الرسمية