تعاطف غير مبرر
من الطبيعي أن يتفاعل الشعب البريطاني وشعوب أوروبا وحتى دولة الاحتلال الإسرائيلى مع موت الملكة إليزابيث ويبدون الحزن والألم على رحيلها، ولكن من غير الطبيعي أن نجد بعض العرب يبدون الحزن والألم على رحيل ملكة لم تتعاطف أبدا حتى لو بالكلام مع أى قضية تخص العرب أو المسلمين.
ففى عهدها تم زرع النبتة الضالة وشجرة الزقوم وهى الكيان الصهيوني المحتل في قلب المنطقة العربية، وفي عهدها تم العدوان الثلاثي على مصر، والذى شاركت فيه بريطانيا مع إسرائيل وفرنسا، ولولا صمود المصريين الذى أذهل العالم لعادت بريطانيا لاحتلال مصر.
ففى عهد الملكة إليزابيث حدثت هزيمة ١٩٦٧ بسلاح غربي بريطاني أمريكى، وفى عهد إليزابيث تم العدوان على العراق واحتلاله وضرب سوريا وليبيا، قد يقول قائل ولكن الملكة إليزابيث كما هو الدستور والعرف تملك ولا تحكم، وهو قول مردود عليه بأن النظام الدستوري في بريطانيا مكمل لبعضه البعض وكلهم شركاء في كراهية كل ما هو عربي وإسلامى.
لكن أكثر ما يثير الاستغراب والدهشة أن يقوم الممثل محمد رمضان بوقف أعماله الفنية حدادا على الملكة إليزابيث، وأكاد أجزم أن محمد رمضان لم يقرأ التاريخ ولا يعرف ما فعلته بريطانيا في مصر من احتلال وسرقة الأموال المصرية وحتى الآثار إبان فترة احتلالها البغيض لمصر.
الممثل محمد رمضان الذى فقد الكثير من شعبيته في المجتمع المصري والعربي بعد واقعة الطيار أبو اليسر رحمة الله عليه، وبعد ظهوره مع الصهاينة في إحدى الدول العربية غير عابئ برد فعل المصريين الرافض للتطبيع، ولأمثال محمد رمضان من الحزانى على وفاة ملكة بريطانيا، لا يسعنى سوى القول تعاطفكم غير مبرر.