بوتين والخيار شمشون!
السكرتير الصحفي للرئيس بوتين دميتري بيسكوف يعلنها صريحة إذن: ما نشرته صحيفة "ذا صن" البريطانية حول محاولة إغتيال الرئيس الروسي بوتين أول أمس الأربعاء غير صحيح! هذا ما انتظرناه الى٢٤ ساعة الماضية بينما صحف العالم تنقل عن الصحيفة البريطانية وبالتالي تبقي القصة كلها إما في إطار الحرب المعنوية أو في إطار التحريض علي بوتين!
في كل الأحوال وصلت الخطط الروسية في الحرب إلي نتائج غير مرضية وبعيدا عن أي دعاية غربية سلبية فالكل هناك في مأزق.. روسيا لم تكمل أهدافها وأوروبا تتنتظرها أيام عصيبة وأوكرانيا تخسر كل يوم حتي لو حققت انتصارات محدودة فالحرب كلها اصلا تجري علي أراضيها! وأمريكا وإن تدخلت بشكل مباشر في الحرب بتزويدها أوكرانيا بالسلاح بلغ أمس حد التسليح بعيد المدي في تطور خطير لكنها أيضا فشلت في حربها الاقتصادية علي روسيا ولم تنجح عقوباتها وتسببت في نجاحات كبيرة للاقتصاد الروسي واستنهاض للعديد من الصناعات الروسية!
حياة أو موت
الآن.. الحرب مسألة حياة أو موت لكل الأطراف.. تراجع روسيا سينهي فكرة القطب العالمي الجديد وسيعيد روسيا إلي الوراء ربع قرن علي الأقل وتراجع أوكرانيا يعني خسارتها لأجزاء كبيرة من أرضها وتراجع أمريكا يعني صعود روسيا والتسليم بالنظام العالمي الجديد متعدد القوى العظمى!
ما الحل إذن لتتوقف الحرب؟
اعتقادنا أن التغيير المطلوب هو في التكتيك الروسي نفسه.. فالحرب رغم قساوتها ووحشيتها ورفضنا لها لكن الجيش الروسي يديرها "بالشوكة والسكينة" كما يقولون.. فإختصار الحرب علي مناطق محدودة سمح للقوات الاوكرانية بالتمترس في مواجهته كما عدم تكبيد الأوكران خسائر غير عسكرية يقلل من فاتورة الحرب وكلفتها وبالتالي منحهم القدرة علي الاستمرار فيها.. والسؤال لماذا لم يفعل الجيش الروسي ذلك خصوصا أنه يمتلك القدرة عليه؟!
الإجابة تحتمل أكثر من احتمال ابرزها التفاؤل في إنهاء سريع للحرب وهذا يعني سوء تقدير للموقف الامريكي! وما العمل؟ نتوقع تغييرا في التكتيك الروسي.. توسيع الأهداف واستخدام أسلحة أكثر حسما واستهداف أماكن موجعة خصوصا في العاصمة!
كدور لعبة الدومينو.. قفلت كما يقولون والبحث عن حل جذري لا مفر منه.. ذلك إما بالتراجع أو بصيغة "علي وعلي أعدائي" وهو الذي يسميه العسكريون ب "الخيار شمشون" أي الدمار للجميع! ولم نزل بعيدا عنه بخطوة أو خطوتين.. لذلك يبدو التكتيك الذي نتوقعه منطقيا حتي يبقي شبح “الخيار شمشون” بعيدا عن الحرب هناك وعن العالم.. إلي الأبد!