دموع "إسماعيل يس".. 40 سنة على القمة انتهت في كباريهات الدرجة الثانية
تعرَّض الفنان الكوميدى إسماعيل يس لمضايقات من بعض المسئولين بسبب "نكتة" أطلقها دفع ثمنها غاليًا من مجده ومكانته، فبعد أن كان نجمًا تعشقه الملايين يقدم فى العام الواحد عشرة أفلام، انحسرت عنه الأضواء بعد صدور قرارات رقابية بعدم تمثيله لدور السيدات، وحجزت الضرائب على أملاكه ليلجأ إلى العمل فى غناء المونولوجات من جديد، وهو العمل الذى بدأ به مشواره حين جاء من السويس إلى القاهرة فى مطلع شبابه.
استخفت مجلة “الصياد” اللبنانية بالفنان الكوميدى إسماعيل يس ـ الذي نحتفل اليوم بذكرى ميلاده الـ110 ـ وقست عليه في سخريتها منه بعد أن انتهى به الأمر إلى إلقاء المونولوجات في كباريهات الدرجة الثانية وتدهور أحواله المالية، فكتب إسماعيل يس رسالة أرسلها لمجلة “الصياد”، يقول فيها: "أكثر من أربعين عاما من العرق والجهد والسهر والدموع وأنا أرسم على وجوه المصريين والعرب الابتسامة والضحكة، قدمت خلال مشوار حياتي أكثر من 400 فيلم، وغنيت 300 مونولوج، ومثلت ما يقرب من 60 مسرحية، وكنت زى الدواء للإنسان المهموم أخفف عنه وأنسيه غمه وهمه، أنا خدمت البلد كثير، واتبرعت بأموال كثيرة من أفلامى ومخدتش شهادة تقدير ولا ميدالية صفيح، واتخرب بيتى من الضرائب.. أعيش إزاى؟! وأربى ابنى إزاى؟!".
كفاح طويل قاسٍ
وأضاف إسماعيل يس: بدأت بداية غير سهلة فقد كافحت كفاحا قاسيا حتى أن كل ابتسامة ابتسمتها، الآن دفعت ثمنها، ففي مطلع حياتى ألف دمعة دون مبالغة، لكن إيمانى بالله كان هو الدافع.
إنني أنحني احترامًا لجمهوري الذي سعيت إليه حتى وجدني، ولما وجدني رفعني، أنحني احتراما لجمهوري وأذكر في فخر أنني كنت ألهث منقبا عن آحاد الناس لأقنعهم بأنني فنان وبأنني جدير بهم، والآن أجد أملي في قلوب الآلاف الذين أحبوني لأنني أحببتهم وأحببتهم قبل أن يحبوني.
ورغم كل ماحدث لى فما زلت أقول أن الجمهور المصرى ـ وهذا يكفينى ـ قدم لى طوال مسيرتى الطويلة كل تشجيع واحترام وتقدير ودفعوا بى إلى الأمام فلم لا تشعر القلة الحاقدة بشعور الغالبية الكريمة التى غمرتنى بحبها طوال حياتى؟!.
النهايات الصعبة
وأحمد الله لأننى بكفاحي استطعت تحقيق كل ما تمنيته إلا أننى حزين أن تنتهي حياتي بهذا الشكل بعد أن اضطهدتنى البلد التي عملت كثيرا من أجلها لكن دائما النهايات الصعبة في حياة الفنان لا يشعر بها الذين أضحكهم.